الإعلام الأميركي: أسبوع ترامب

الصحف الأوروبية: ترشيح المرأة في الانتخابات السعودية.. وفوز اليمين المتشدد في فرنسا

الإعلام الأميركي: أسبوع ترامب
TT

الإعلام الأميركي: أسبوع ترامب

الإعلام الأميركي: أسبوع ترامب

تناولت الصحف الأوروبية، عددا من القضايا العربية والشرق أوسطية، من بينها شهادة رئيس الوزراء السابق توني بلير، أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم بشأن ليبيا، وانتخابات المجالس المحلية في السعودية التي تخوضها النساء لأول مرة. البداية مع صحيفة «الإندبندنت»، وتقرير كيم سينغوبتا، المحرر الدبلوماسي للصحيفة، بعنوان «بلير يدافع عن الاتفاق مع القذافي: حال دون حصول (داعش) على أسلحة الدمار الشمال».
ويقول سينغوبتا إن أسلحة الدمار الشامل، التي لعبت دورا بارزا في التاريخ السياسي لتوني بلير، أصبحت مجددا محط الانتباه عندما مثل رئيس الوزراء السابق أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم لاستجوابه بشأن ليبيا. ويضيف سينغوبتا أن بلير أكد في الجلسة أنه لولا تمكنه من إقناع العقيد معمر القذافي بالتخلي عن برنامجه لأسلحة الدمار الشامل بعد اجتماعهما عام 2004، لكانت هذه الأسلحة الفتاكة في حوزة تنظيم داعش الآن.
ننتقل إلى صحيفة «الغارديان» ومقال إيان بلاك محرر شؤون الشرق الأوسط بعنوان «يوم تاريخي.. يكفي فوز امرأة واحدة». ويقول بلاك إن المرشحين والمرشحات في السعودية يتنافسون في 284 مجلسا محليا. وسبق أن عين الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز نساء في مجلس الشورى.
وننتقل إلى صحيفة «ديلي تلغراف» ومقال لبن فارمر، المراسل العسكري للصحيفة، بعنوان «الأمير تشارلز: تنظيم داعش أكبر تهديد منذ الحرب العالمية». ويقول فارمر إن ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز قال للجنود المنضمين حديثا للجيش إن التهديدات التي يشهدها العالم الآن بقوة التهديدات نفسها التي كان يشهدها إبان الحرب العالمية، محذرا من تنظيم داعش الذي وصفه بأنه «مكرس للموت والدمار». وقال تشارلز في احتفال التخرج في أكاديمية ساندهيرست العسكرية إن تهديد الذين يتمثل هدفهم في «التشويه والقتل» يجب أن يواجه «بفهم ونزع فتيل» ما يبتغونه للعالم.
وبالنسبة للصحاف الفرنسية فإن الاستحقاق الانتخابي الفرنسي طغى على ما غيره من مواضيع في صحف اليوم، خصوصا أن الحملة شهدت تصعيدا في اللهجة عشية الدورة الثانية من الانتخابات المناطقية. ولعل الأبرز في هذا المجال تحذير رئيس الوزراء «مانويل فالس» من «انزلاق فرنسا إلى حرب أهلية في حال فوز اليمين المتطرف». «لوفيغارو» انتقدت الأمر بشدة وعنونت المانشيت «الاشتراكيون يضفون طابعا هستيريا على ختام الحملة الانتخابية».
«لوباريزيان» اعتبرت في افتتاحيتها أن «البطالة والخوف من المهاجرين والإرهاب، عوامل لا تكفي لفهم حصول حزب مارين لوبن على ما يقارب ثلثي الأصوات في الدورة الأولى. تلك النتائج غير المسبوقة هي رد فعل الشعب على تهميشه من قبل النخب السياسة والإعلامية» تضيف «لوباريزيان» التي راهنت على ما سمته «انتفاضة المواطنة» التي قد تعيد الناخبين إلى صناديق الاقتراع بعد أن امتنع نصفهم عن التصويت في الدورة الأولى. الهم السياسي الداخلي لم يمنع الصحف الفرنسية من معالجة الملفات العالمية.
وكان الأسبوع الماضي في الإعلام الأميركي هو أسبوع دونالد ترامب من دون منافس. بدا الأسبوع بتصريحاته بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة. واهتمت بذلك الصحف، والإذاعات، والتلفزيونات، ومواقع التواصل الاجتماعي.
وخلال الأسبوع، ظل ترامب يكرر تصريحاته، ومن دون أن يقدم أي تعديل، ناهيك بأن يقدم أي اعتذار.
وظل قادة الحزب الجمهوري يدينون التصريحات. منهم: زعيم الأغلبية في مجلس النواب، بول ريان، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل.
حتى المتحدث باسم البنتاغون، قال: «مع عدم الدخول في المعترك السياسي، لكن في ضوء الشراكة الأميركية مع الدول الإسلامية، ومع وجود مسلمين في القوات المسلحة للولايات المتحدة، لا بد من اعتبار أي خطاب معادي للمسلمين تهديدا للأمن الوطني الأميركي».
واهتم الإعلام الأميركي بردود الفعل السلبية حتى خارج أميركا، وحتى من دول غربية حليفة، حيث انضم رؤساء وزراء بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، وغيرهم إلى قائمة إدانة ترامب.
في منتصف الأسبوع، استمرت أخبار قلق المسؤولين الأميركيين على توسعات ونشاطات «داعش»، ونقلت تلفزيونات أجزاء من خطاب نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال بول سيلفا، في مجلس الشيوخ حيث حذر من الوقوع في «فخ الحرب البرية» في سوريا. وعارض دعوة جمهوريين بإرسال قوات أرضية إلى هناك.
وفي المجال الفني، نقلت صحيفة «يو إس إيه توداي» خبر أن جمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود أعلنت أسماء المرشحين في جوائز «غولدن غلوب» (الكرة الأرضية الذهبية) لأفضل الأفلام والمسلسلات التلفزيونية هذا العام، وستعلن أسماء الفائزين في 10 يناير (كانون الثاني) المقبل.
مع نهاية الأسبوع، عادت الأخبار إلى وتيرتها العادية، بعد أن غطى عليها ترامب، حيث أعلن قادة مؤتمر نظافة البيئة في باريس اتفاقا طويل المدى. ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» خبر ذهاب الناخبين والناخبات في السعودية إلى صناديق الاقتراع للانتخابات البلدية، مع السماح للنساء بالتصويت والترشيح لأول مرة. وأيضا عادت وتيرة الأخبار عن قتل فلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية، بعد أن حاول واحد أن يطعن إسرائيليا، وحاول ثان الاعتداء على شرطي إسرائيلي أثناء مظاهرة احتجاج فلسطينية صاخبة في أريحا.
مع نهاية الأسبوع أيضا، نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» خبر أن اثنين من أقدم وأكبر الشركات الكيماوية في الولايات المتحدة؛ «دوبونت» و«داو»، وافقتا على الدمج في صفقة تبلغ قيمتها 130 مليار دولار. ويتوقع أن يواجه الدمج تدقيقا شديدا من الوكالة الاتحادية لمكافحة الاحتكار، خوفا من تأثيره على الأسعار، وتوافر البذور الحيوية، ومبيدات الأعشاب.
ونشرت الصحيفة نفسها خبر أن مجموعة «علي بابا» الإلكترونية الصينية اشترت أكبر صحيفة باللغة الإنجليزية في هونغ كونغ، وهي «ساوث تشاينا مورنينج بوست»، في صفقة قيمتها نحو مائة مليون، مع تعليق على تأثير ذلك على حرية الصحيفة.



كاتدرائية «نوتردام» في باريس تعود إلى العالم في احتفالية استثنائية

صورة داخل كاتدرائية «نوتردام دو باري» بعد إنجاز ترميمها (إ.ب.أ)
صورة داخل كاتدرائية «نوتردام دو باري» بعد إنجاز ترميمها (إ.ب.أ)
TT

كاتدرائية «نوتردام» في باريس تعود إلى العالم في احتفالية استثنائية

صورة داخل كاتدرائية «نوتردام دو باري» بعد إنجاز ترميمها (إ.ب.أ)
صورة داخل كاتدرائية «نوتردام دو باري» بعد إنجاز ترميمها (إ.ب.أ)

قبل 861 عاماً، نهضت كاتدرائية «نوتردام دو باريس» في قلب العاصمة الفرنسية. ومع مرور العقود والعصور تحوّلت إلى رمز لباريس، لا بل لفرنسا. ورغم الثورات والحروب بقيت «نوتردام» صامدة حيث هي، في قلب باريس وحارسة نهر السين الذي يغسل قدميها. إلا أن المأساة حلّت في شهر أبريل (نيسان) من عام 2019، عندما اندلع حريق هائل، التهمت نيرانه أقساماً رئيسة من الكاتدرائية التي انهار سقفها وتهاوى «سهمها»، وكان سقوطه مدوياً.

منظر للنافذة الوردية الجنوبية لكاتدرائية نوتردام دو باريس(رويترز)

حريق «نوتردام» كارثة وطنية

وكارثة «نوتردام» تحوّلت إلى مأساة وطنية، إذ كان يكفي النظر إلى آلاف الباريسيين والفرنسيين والسياح الذين تسمّروا على ضفتي نهر السين ليشهدوا المأساة الجارية أمام عيونهم. لكن اللافت كانت السرعة التي قررت فيها السلطات المدنية والكنسية مباشرة عملية الترميم، وسريعاً جدّاً، أطلقت حملة تبرعات.

وفي كلمة متلفزة له، سعى الرئيس إيمانويل ماكرون إلى شد أزر مواطنيه، مؤكداً أن إعادة بناء الكاتدرائية و«إرجاعها أجمل مما كانت» ستبدأ من غير تأخير. وأعلن تأسيس هيئة تشرف عليها، وأوكل المهمة إلى الجنرال جان لويس جورجولين، رئيس أركان القوات المسلحة السابق. وبدأت التبرعات بالوصول.

وإذا احتاجت الكاتدرائية لقرنين لاكتمال بنائها، فإن ترميمها جرى خلال 5 سنوات، الأمر الذي يعد إنجازاً استثنائياً لأنه تحول إلى قضية وطنية، لا بل عالمية بالنظر للتعبئة الشعبية الفرنسية والتعاطف الدولي، بحيث تحوّلت الكاتدرائية إلى رابطة تجمع الشعوب.

وتبين الأرقام التي نشرت حديثاً أن التبرعات تدفقت من 340 ألف شخص، من 150 دولة، قدّموا 846 مليون يورو، إلا أن القسم الأكبر منها جاء من كبار الممولين والشركات الفرنسية، ومن بينهم من أسهم بـ200 مليون يورو. ومن بين الأجانب المتبرعين، هناك 50 ألف أميركي، وهو الأمر الذي أشار إليه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، وكان أحد الأسباب التي دفعته للمجيء إلى فرنسا؛ البلد الأول الذي يزوره بعد إعادة انتخابه في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

متطوعون يضعون برنامج الحفل على المقاعد قبل الحفل (أ.ف.ب)

منذ ما يزيد على الشهر، تحوّلت الكاتدرائية إلى موضوع إلزامي في كل الوسائل الإعلامية. وخلال الأسبوع الحالي، حفلت الصحف والمجلات وقنوات التلفزة والإذاعات ببرامج خاصة تروي تاريخ الكاتدرائية والأحداث الرئيسة التي عاشتها في تاريخها الطويل.

وللدلالة على الأهمية التي احتلتها في الوعي الفرنسي، فإن رئيس الجمهورية زارها 7 مرات للاطلاع على التقدم الذي حققه المهنيون والحرفيون في إعادة البناء والترميم. وإذا كانت الكاتدرائية تجتذب قبل 2012 ما لا يقل عن 12 مليون زائر كل عام، فإن توقعات المشرفين عليها تشير إلى أن العدد سيصل العام المقبل إلى 15 مليوناً من كل أنحاء العالم.

المواطنون والسياح ينتظرون إفساح المجال للوصول الى ساحة الكاتدرائية (أ.ف.ب)

باريس «عاصمة العالم»

خلال هذين اليومين، تحوّلت باريس إلى «عاصمة العالم»، ليس فقط لأن قصر الإليزيه وجّه دعوات لعشرات من الملوك ورؤساء الدول والحكومات الذين حضر منهم نحو الخمسين، ولكن أيضاً لأن الاحتفالية حظيت بنقل مباشر إلى مئات الملايين عبر العالم.

وقادة الدول الذين قدّموا إلى «عاصمة النور» جاءوا إليها من القارات الخمس. وبسبب هذا الجمع الدولي، فإن شرطة العاصمة ووزارة الداخلية عمدتا إلى تشكيل طوق أمني محكم لتجنب أي إخلال بالأمن، خصوصاً أن سلطاتها دأبت على التحذير من أعمال قد تكون ذات طابع إرهابي. وإذا كان الرئيس الأميركي المنتخب قد حظي بالاهتمام الأكبر، ليس لأنه من المؤمنين المواظبين، بل لأنه يُمثل بلداً له تأثيره على مجريات العالم.

لكن في المقابل، تأسف الفرنسيون لأن البابا فرنسيس اعتذر عن تلبية الدعوة. والمثير للدهشة أنه سيقوم بزيارة جزيرة كورسيكا المتوسطية الواقعة على بُعد رمية حجر من شاطئ مدينة نيس اللازوردية، في 15 الشهر الحالي. والمدهش أيضاً أنه منذ أن أصبح خليفة القديس بطرس في روما، «المدينة الخالدة»، فإنه زار فرنسا مرتين، ثانيها كانت لمدينة مرسيليا الساحلية. بيد أنه لم يأتِ إلى باريس إطلاقاً. ووفق مصادر واسعة الاطلاع، فإن قرار البابا أحدث خيبة على المستويين الديني والرسمي. ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى حدث تاريخي رئيس، وهو أن بابا روما بيوس السابع، قدم إلى باريس يوم 2 ديسمبر (كانون الأول) من عام 1804، لتتويج نابليون الأول إمبراطوراً.

وتمثل لوحة الرسام الفرنسي الشهير لوي دافيد، التي خلد فيها تتويج بونابرت، ما قام به الأخير الذي لم ينتظر أن يضع البابا التاج على رأسه، بل أخذه بيديه ووضعه بنفسه على رأسه، وكذلك فعل مع الإمبراطورة جوزفين.

احتفالية استثنائية

لم يساعد الطقس مساعدي الاحتفالية الذين خططوا لأن تكون من جزأين: الأول رسمي، ويجري في ساحة الكاتدرائية الأمامية؛ حيث يلقي الرئيس ماكرون خطابه المقدر من 15 دقيقة، وبعدها الانتقال إلى الداخل للجزء الديني. وكان مقدراً للمواطنين الـ40 ألفاً، إضافة إلى 1500 مدعو حظوا بالوجود داخل الكاتدرائية، أن يتابعوا الحدث من المنصات التي نصبت على ضفتي نهر السين، إلا أن الأمطار والعواصف التي ضربت باريس ومنطقتها أطاحت بالبرنامج الرئيس، إذ حصلت كل الاحتفالية بالداخل. بيد أن الأمطار لم تقض على شعور استثنائي بالوحدة والسلام غلب على الحاضرين، وسط عالم ينزف جراء تواصل الحروب، سواء أكان في الشرق الأوسط أم في أوكرانيا أم في مطارح أخرى من العالم المعذب. وجاءت لحظة الولوج إلى الكاتدرائية، بوصفها إحدى المحطات الفارقة، إذ تمت وفق بروتوكول يعود إلى مئات السنين. بدءاً من إعادة فتح أولريش لأبواب «نوتردام» الخشبية الكبيرة بشكل رمزي.

كاتدرائية «نوتردام» السبت وسط حراسة أمنية استعداداً لإعادة افتتاحها (إ.ب.ى)

وسيقوم بالنقر عليها 3 مرات بعصا مصنوعة من الخشب المتفحم الذي جرى إنقاذه من سقف الكاتدرائية الذي دمرته النيران، وسيعلن فتح الكاتدرائية للعبادة مرة أخرى. ونقل عن المسؤول عن الكاتدرائية القس أوليفييه ريبادو دوما أن «نوتردام»، التي هي ملك الدولة الفرنسية، ولكن تديرها الكنيسة الكاثوليكية «أكثر من مجرد نصب تذكاري فرنسي وكنز محبوب من التراث الثقافي العالم، لا بل هي أيضاً علامة على الأمل، لأن ما كان يبدو مستحيلاً أصبح ممكناً»، مضيفاً أنها أيضاً «رمز رائع».

الأرغن الضخم يحتوي على 8 آلاف مزمار تم ترميمها وتنظيفها من غبار الرصاص السام (أ.ف.ب)

كذلك، فإن تشغيل الأرغن الضخم الذي تم تنظيفه وتحضيره للمناسبة الاستثنائية، تم كذلك وفق آلية دقيقة. ففي حين ترتفع المزامير والصلوات والترانيم، فإنه جرى إحياء الأرغن المدوي، الذي صمت وتدهورت أوضاعه بسبب الحريق. ويحتوي الأرغن على 8 آلاف مزمار، تم ترميمها وتنظيفها من غبار الرصاص السام. وقام 4 من العازفين بتقديم مجموعة من الألحان بعضها جاء مرتجلاً.

إلى جانب الشقين الرسمي والديني، حرص المنظمون على وجود شق يعكس الفرح؛ إذ أدت مجموعة من الفنانين الفرنسيين والأجانب لوحات جميلة جديرة بالمكان الذي برز بحلة جديدة بأحجاره المتأرجحة بين الأبيض والأشقر وزجاجه الملون، وإرثه الذي تم إنقاذه من النيران وأعيد إحياؤه.

وبعد عدة أيام، سيُعاد فتح الكاتدرائية أمام الزوار الذي سيتدفقوة بالآلاف على هذا المعلم الاستثنائي.

حقائق

846 مليون يورو

تدفقت التبرعات من 340 ألف شخص من 150 دولة قدموا 846 مليون يورو لإعادة ترميم نوتردام