الجعفري: وجود القوات التركية بالموصل تجاوز على العراق

قال لن نسمح لأي دولة بانتهاك سيادتنا

الجعفري: وجود القوات التركية بالموصل تجاوز على العراق
TT

الجعفري: وجود القوات التركية بالموصل تجاوز على العراق

الجعفري: وجود القوات التركية بالموصل تجاوز على العراق

أكد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أن السيادة الوطنية خط أحمر لا نسمح بانتهاكه وتجاوزه، وقال إن «وجود القوات التركية بالطريقة التي دخلت بها بعشيقة بالموصل تجاوز على العراق، ولن نسمح لأي دولة أن تتدخل لأن هذا يعني أننا غدا سنسمح لدول أخرى، ومن ثم يكون العراق محطة انعكاسات لإرادات إقليمية، ونطالب بقوة بسحب القوات من الأراضي العراقية مع حرصنا الشديد على علاقاتنا مع تركيا».
وأشار الجعفري - في تصريح صحافي اليوم (الأحد) إلى أنه أجرى اتصالات مع وزراء خارجية لعدد من دول العالم، وتبادل معهم وجهات النظر، وشكر لهم استجابتهم السريعة وجديتهم، لأنهم أجمعوا على أن ما قامت به تركيا انتهاك للسيادة العراقية، وأنهم يقفون إلى جانب العراق.
وأضاف «أجرينا اتصالات مع المسؤولين في الجزائر والأردن والكويت وسلطنة عمان ولبنان، وأعربوا عن استعداد كامل للتجاوب مع مطلب العراق..»، لافتا إلى أنه تحدث مع وزير الخارجيّة الأميركي جون كيري، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، و«أكدنا في الاتصالين على تمسكنا بعلاقاتنا مع تركيا، لكننا لن نقبل بتدخلها، وإذا تعذر علينا التوصل إلى حل سنطالب بموقف من مجلس الأمن»، وأن استجابة الجانبين كانت جيدة.
وتابع «تحدثنا مع مُمثل الأمين العام للأمم المتحدة بالعراق يان كوبيش، وأجرينا المُشاوَرات بخصوص التداعيات المحتمَلة، وكان مُتحمِّسًا لقناعة العراق.. والجميع أجمع على صِحّة الموقف العراقيِّ، وتبنيه لهذا الموقف».
واستطرد: «لقد استدعينا السفير التركي في بغداد، وتم تسليمه مُذكرة احتجاج، وكان لنا معه حديث مُفصَّل، وأبلغ الحكومة التركيّة، وتحدَّثنا مُباشَرة مع وزير الخارجيّة التركي الذي بادَرَ واتصل بي هاتفيًّا لمُدّة 40 دقيقة، مؤكدًا أن الرأي التركي كان مُستجيبًا بشكل محدود، ووعد بأنَّ تركيا لن ترسِل قوات جديدة، وأبلغته بأننا لا نتحدَّث عن إرسال قوات جديدة، بل نتحدَّث عن المعسكر التركي في منطقة بعشيقة الذي يجب أن يُغلق، وتنسحب القوات المُسلحة».
وأوضح الجعفري أنه أبلغ وزير الخارجيّة التركي بأن ينقل إلى القيادة التركيّة الموقف العراقي، وبعد ذلك اتصلوا، وقالوا: سنرسِل وفدًا من وزارة الخارجيّة والمُخابَرات التركيّة، واستقبلناهم في بغداد، وجرى معهم حوار مُباشِر على مدى أكثر من ساعتين، ثم زاروا رئيس الوزراء العراقي، وبعد حوار طويل قال الوفد: «نحن نوافِق مبدئيا وسنعود لقيادتنا لنعطي الموقف»، وبعد عودتهم إلى تركيا جاء التصريح على خلاف ما وعد به الوفد.
وقال الجعفري إنَّ «رئيس بعثة العراق في نيويورك سلم طلب العراق رسميًّا لمجلس الأمن، وإنَّ وزارة الخارجيّة اتخذت قرارًا بإرسال ثلاثة وفود إلى مجلس الأمن، وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، والاتحاد الأوروبيّ، وهذه الوفود مهمتها توضيح تطوُّرات الأحداث على الأرض، ونؤكِّد على طلب العراق، وضرورة سحب القوات التركية من الأراضي العراقيّة».
يذكر أن الحكومة العراقية طالبت تركيا باحترام علاقات حسن الجوار وسحب قوات لها دخلت معسكر تدريب بالموصل شمال غربي العراق يوم الخميس 3 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، دون طلب أو إذن من السلطات الاتحادية في بغداد، ودعت إلى سحبها فورا، حيث تم نشر 150 جنديا «كمدربين» بقضاء بعشيقة على أطراف الموصل مع 25 دبابة في معسكر «الزلكان» الذي يديره محافظ نينوى المقال أثيل النجيفي، وغير تابع للسلطات الاتحادية.. وأشار المتحدث باسم قوات «حشد نينوى» محمود السورجي إلى أن ثلاثة أفواج من القوات التركية مزودة بأسلحة ثقيلة وصلت إلى «الزلكان».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.