«بوصلة» ماتياس إينار تتجه نحو الشرق

فازت بجائزة «غونكور» الفرنسية هذا العام

ماتياس إينار وروايته
ماتياس إينار وروايته
TT

«بوصلة» ماتياس إينار تتجه نحو الشرق

ماتياس إينار وروايته
ماتياس إينار وروايته

ماتياس إينار لمع نجمه بومضة ساطعة بعد أن منح جائزة «غونكور» الأدبية، أرفع جائزة أدبية في فرنسا. كاتب رفيع، بجسد ثخين، شبهه البعض بالكاتب الشهير أونوريه دي بالزاك جسدا وأسلوبا. لم تكن روايته «البوصلة» التي تقع في نحو أربعمائة صفحة من القطع الكبيرة أولى أعماله، بل آخر باكورته التي تفاجأ عندما سمع عن طريق الإذاعة أنها فازت بالجائزة. وقد تناولها النقاد منذ صدورها في صيف هذا العام بالتساؤل هل يمكن أن نطلق عليها رواية بالمعنى الأدبي للكلمة، أم هي مذكرات، أو بالأحرى ذكريات تراكمت في الذاكرة، ونضحت من رأس ماتياس ذات ليلة باردة من ليالي أنس فيينا «البوابة الأولى للشرق» بلد فرانز بطل الرواية.
فرانز الباحث الموسيقي، الدارس للموسيقى الغربية الكلاسيكية والمنقب عن جذورها هو في الآن ذاته مستشرق مفتون بالشرق، لم يدع موسيقيا غربيا إلا وذكره، وحكى عن موسيقاه من باخ إلى بتهوفن، ومن فيردي إلى روسيني، ومن برامز إلى ماندلسون. ويؤكد في النهاية بأن لولا الموسيقى العربية لما توصل الغرب إلى هذه الموسيقى، فذكر الفارابي وزرياب وكل من أبدع في الموسيقى العربية. يبدأ روايته بقصة الكاتب الإيراني صادق هدايت مؤسس القصة القصيرة في إيران وصاحب رائعة «البومة العمياء» وكيف انتحر بالغاز في غرفته في باريس. ثم تتوالى القصص من كاتب إلى آخر، ومن مستشرق إلى مستشرق.
إنها لون أدبي لم يعتد القارئ الفرنسي عليه، بل هو أسلوب الكاتب (الذي يعطي الانطباع بأنه كتب كل صفحة من صفحات هذه الرواية بكثير من التعب، وكأنه ينحت في صخر كما كان الفرزدق ينحت في الشعر) يعذب القارئ بالانتقال من صفحة إلى أخرى بقدر ما هي غنية بالمعلومات، وينتقل من قصة إلى قصة دون تمهيد، أو سابق إنذار، فهي بحر تنقلك شواطئه إلى ألف قصة وقصة في رواية واحدة، والراوي هنا هو فرانز المتقمص شخصية شهريار، وشهرزاد هي سارة تلك البنت اليهودية المتيم بها، وبالشرق حتى النخاع.
فرانز الذي أصابه أرق مضن ذات ليلة قريبة، ولم تغمض له عين حتى الصباح، يعنون فصول روايته حسب ساعة الأرق من الليل. ولم يغمض له جفن إلا بعد أن أفرغ جعبة ذاكرته من كل القصص والمغامرات التي عاشها وعاشها الآخرون في مدن الشرق من دمشق إلى بيروت، فحلب، فتدمر، وإسطنبول، وطهران، عبر هذه الرحلة الطويلة في الشرق والافتتان باللغة العربية، وثقافتها يروي الكاتب شعوره، وعواطفه نحو حبيبة قلبه سارة المستشرقة أيضا ومطلقة عازف العود الحلبي نديم، ولم يعرف كيف يفوز بقلبها رغم تقاسمهما فراشا واحدا تحت خيمة في ليلة مقمرة على تلة قلعة فخر الدين المعني في تدمر، تلك المدينة التي سحرت ألباب المستشرقين، وكتبوا فيها ما كتبوا، تدمر زمردة الصحراء السورية التي تحدت روما في أوج عظمتها، وملكتها زنوبيا هذا اللغز الأنثوي الذي ندر أن تلد الأمهات مثلها شرقا وغربا، ليأتي «داعش» أو قوى الجهل والظلام والبربرية لتدنسها وتفجر أجمل ما فيها.
يروي الكاتب قصص أسلافه المستشرقين سلفا سلفا، من الذين زاروا هذه المدينة، وعاشوا فيها، ونقبوا في حنايا أضلعها ضلعا ضلعا لينبشوا آخر حجر مدثور منذ دهور ليحكي عن زاوية من زوايا قصة هذه المدينة المعجزة، بل ويفصل في كل قصة خاصة النساء الغربيات اللاتي كن ينعمن بعيش رغيد في أوروبا وفضلن شظف العيش في الصحراء السورية. في تدمر أو تحت خيام البدو المنتشرة حولها. جين ديغبي هذه النبيلة الإنجليزية التي كانت متزوجة أو عشيقة كبار النبلاء انتهى بها الأمر عشيقة ثم زوجة للشيخ مجول شيخ أحد أفخاذ قبيلة العنزي، وليدي دودلي، وآن بلنت، وجيرترود بيل، وبالطبع القاتلة الشهيرة هيستر ستانهوب التي أدارت فندق زنوبيا في تدمر. ويروي الكاتب قصص المستشرقين الرجال كقصة ليوبولد فايس أول من قطع الصحراء السعودية، وعشرات المستشرقين المنقبين الذين يقول الكاتب إنهم كانوا الجسر الأول الذي عبر الاستعمار فوقه ليستولي على الشرق.
يقف ماتياس عند كل مدينة، يصفها ويروي أيامه فيها، في دمشق وحاراتها، في باب توما، والعمارة التي تحولت منازلها إلى مطاعم، حلب الشهباء هذه المدينة التي انطوت على أجمل ما ضم الشرق من سحر، من قلعة الحمداني، والخانات القديمة، ومسجدها الأموي، وفندق البارون.. الذي لا يمكن أن نتصور اليوم أنهما باتا قاعا صفصفا من جراء قصف طائرات نظام الأسد الديكتاتوري الذي زرع هو وأبوه الخوف والرعب في قلوب السوريين كما يقول إينار.
لكن أوروبا أيضا دمرت الآثار تحت السوريين والعراقيين والمصريين. «إن أممنا المنتصرة استولت على العالم باحتكارها العلوم جميعا والتنقيب عن الآثار، فحرموا هذه الشعوب من إرثها الثقافي، وتراثها الحضاري، وجاء الإسلاميون الظلاميون ليدمروا ما تبقى» ويهاجم صديقه المستشرق بيلغر الذي يقول إن ما يوجد في الشرق يقسم إلى ثلاث أزمنة: الجديد، والقديم، والقديم جدا. وإن العرب لا يحق لهم استملاك القديم جدا، بل فقط منذ بداية الإسلام وما قبل ذلك هو ليس ملكهم بل ملك المستشرقين البريطانيين والفرنسيين.
يتحدث الكاتب عن لورانس العرب، وكيف انتهى الأمر بالسيطرة على الشرق. لم يدع الكاتب عالما، أو فيلسوفا، أو شاعرا إلا وذكره من ابن عربي إلى السهروردي، وابن رشد، وابن سينا، وامرئ القيس، ومجنون ليلى، وديك الجن وحتى بدر شاكر السياب، حيث أورد أبياتا من قصيدته الشهيرة أنشودة المطر:
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ
أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
وترقص الأضواء كالأقمار في نهَر
ولا يسعنا في هذا الحيز الضيق أن نلخص كل ما جاء في هذه الرواية من قصص فرعية، إلا أننا لا بد أن نعرج أيضا على إسطنبول وطهران. ففي إسطنبول في منزل غير بعيد عن برج غالاتا (برج محمد الفاتح شيد بعد سقوط القسطنطينية) تقاسمه مع صديقه المستشرق فوجييه الذي يدخن الأفيون وهناك تعلم معه كيف يدخن الأفيون. فوجييه هذا الذي سيلازمه أيضا في حله وترحاله في الشرق، وخصوصا في سوريا. في مرحلة أخيرة من هذه الرواية يعرج الكاتب على إيران ليروي رحلته هناك مع حبيبته سارة، وهناك يشهد ثورة الإيرانيين ضد الشاه، ويتعرف على الشاب فريدريك ليوتيه الفرنسي المختص في الشؤون الإيرانية والذي كان مؤيدا «للشيعي الأحمر» علي شريعتي والذي غضب عليه الخميني وأبعده، فريدريك الذي عشق الإيرانية الشيوعية الثائرة أزرا حتى الموت، هذه الفتاة الفائقة الرقة والجمال جعلته يغير اسمه ليصبح فريد لاهوتي لكن الملالي وبعد نجاح الثورة أمروا بطرده من إيران فعاد إلى فرنسا ليكتب لحبيبته من هناك كل يوم رسالة يتلقاها المستشرق مورغان أستاذ سارة لأنه كان صديق ليوتيه. لكن مورغان الذي كان عاشقا أيضا لأزرا وتأكله الغيرة كان يخفي عنها بعض الرسائل، واستدرجها ذات يوم بعد أن وعدها بأنه سيعمل على إخراج والدها من السجن ويبدو أنه اغتصبها. اختفت بعدها للأبد بعد أن اعتقلتها مخابرات الخميني، فينتحر فريدريك ليوتيه شنقا بعد أن علم بقصتها. ويشير الكاتب متأسفا على ما آلت إليه إيران تحت حكم الملالي، وكيف أن هذه الثورة ملأت السجون وقمعت الاحتجاجات، أما فرانز بطل الرواية فقد نجح في استدراج قلب حبيبته سارة في النهاية بعد تبادل رسائل كثيرة معها بعد عودته إلى فيينا.



أليخاندرا بيثارنيك... محو الحدود بين الحياة والقصيدة

أليخاندرا بيثارنيك
أليخاندرا بيثارنيك
TT

أليخاندرا بيثارنيك... محو الحدود بين الحياة والقصيدة

أليخاندرا بيثارنيك
أليخاندرا بيثارنيك

يُقال إن أكتافيو باث طلب ذات مرة من أليخاندرا بيثارنيك أن تنشر بين مواطنيها الأرجنتينيين قصيدة له، كان قد كتبها بدافع من المجزرة التي ارتكبتها السلطات المكسيكية ضد مظاهرة للطلبة في تلاتيلوكو عام 1968. وعلى الرغم من مشاعر الاحترام التي تكنها الشاعرة لزميلها المكسيكي الكبير فإنها لم تستطع تلبية طلبه هذا، لأنها وجدت القصيدة سيئة. ربما يكون هذا مقياساً لعصرنا الذي ينطوي من جديد على صحوة سياسية، ليس أقلها بين الشباب، وفي الوقت الذي تتعرض فيه الشرطة للمتظاهرين وتطلق النار عليهم كما حدث عام 1968، فإن شاعرة «غير سياسية» بشكل نموذجي مثل أليخاندرا بيثارنيك تشهد اليوم انبعاثاً جديداً، ففي إسبانيا لقيت أعمالها الشعرية نجاحاً حقيقياً وهي مدرجة بانتظام في قوائم أهم شعراء اللغة الإسبانية للألفية الفائتة، وهي تُقرأ وتُذكر في كل مكان، بالضبط كما حدث ذلك في الأرجنتين خلال السبعينات.

وإذا لم أكن مخطئاً، فإن هذا النوع المميز من شعرها «الخالص» يُفهم على أنه أبعد ما يكون عن السياسة. إن انجذابها للاعتراف، وسيرتها الذاتية الأساسية، إلى جانب التعقيد اللغوي، تمنح شعرها إمكانية قوية لمحو الحدود بين الحياة والقصيدة، تبدو معه كل استعراضات الواقع في العالم، كأنها زائفة وتجارية في الأساس. إنها تعطينا القصيدة كأسلوب حياة، الحياة كمعطى شعري. وفي هذا السياق يأتي شعرها في الوقت المناسب، في إسبانيا كما في السويد، حيث يتحرك العديد من الشعراء الشباب، بشكل خاص، في ما بين هذه الحدود، أي بين الحياة والقصيدة.

تماماَ مثل آخرين عديدين من كبار الشعراء في القرن العشرين كانت جذور أليخاندرا بيثارنيك تنتمي إلى الثقافة اليهودية في أوروبا الشرقية. هاجر والداها إلى الأرجنتين عام 1934 دون أن يعرفا كلمة واحدة من الإسبانية، وبقيا يستخدمان لغة اليديش بينهما في المنزل، وباستثناء عم لها كان يقيم في باريس، أبيدت عائلتها بالكامل في المحرقة. في الوطن الجديد، سرعان ما اندمجت العائلة في الطبقة الوسطى الأرجنتينية، وقد رزقت مباشرة بعد وصولها بفتاة، وفي عام 1936 ولدت أليخاندرا التي حملت في البداية اسم فلورا. لقد كانت علاقة أليخاندرا بوالديها قوية وإشكالية في الوقت نفسه، لاعتمادها لوقت طويل اقتصادياً عليهما، خاصة الأم التي كانت قريبة كثيراً منها سواء في أوقات الشدة أو الرخاء، وقد أهدتها مجموعتها الأكثر شهرة «استخلاص حجر الجنون».

في سن المراهقة كرست أليخاندرا حياتها للشعر، أرادت أن تكون شاعرة «كبيرة» ووفقاً لنزعات واتجاهات الخمسينات الأدبية ساقها طموحها إلى السُريالية، وربما كان ذلك، لحسن حظها، ظرفاً مؤاتياً. كما أعتقد بشكل خاص، أنه كان شيئاً حاسماً بالنسبة لها، مواجهتها الفكرة السريالية القائلة بعدم الفصل بين الحياة والشعر. ومبكراً أيضاً بدأت بخلق «الشخصية الأليخاندرية»، ما يعني من بين أشياء أُخرى أنها قد اتخذت لها اسم أليخاندرا. ووفقاً لواحد من كتاب سيرتها هو سيزار آيرا، فإنها كانت حريصة إلى أبعد حد على تكوين صداقات مع النخب الأدبية سواء في بوينس آيرس أو في باريس، لاحقاً، أيضاً، لأنها كانت ترى أن العظمة الفنية لها جانبها الودي. توصف بيثارنيك بأنها اجتماعية بشكل مبالغ فيه، في الوقت الذي كانت نقطة انطلاق شعرها، دائماً تقريباً، من العزلة الليلية التي عملت على تنميتها أيضاً.

بعد أن عملت على تثبيت اسمها في بلادها ارتحلت إلى باريس عام 1960، وسرعان ما عقدت صداقات مع مختلف الشخصيات المشهورة، مثل خوليو كورتاثار، أوكتافيو باث، مارغريت دوراس، إيتالو كالفينو، وسواهم. عند عودتها عام 1964 إلى الأرجنتين كانت في نظر الجمهور تلك الشاعرة الكبيرة التي تمنت أن تكون، حيث الاحتفاء والإعجاب بها وتقليدها. في السنوات التالية نشرت أعمالها الرئيسية وطورت قصيدة النثر بشكليها المكتمل والشذري، على أساس من الاعتراف الذي أهلها لأن تكون في طليعة شعراء القرن العشرين. لكن قلقها واضطرابها الداخلي سينموان أيضاً ويكتبان نهايتها في الأخير.

أدمنت أليخاندرا منذ مراهقتها العقاقير الطبية والمخدرات وقامت بعدة محاولات للانتحار لينتهي بها المطاف في مصحة نفسية، ما ترك أثره في كتابتها الشعرية، بطبيعة الحال. وهو ما يعني أنها لم تكن بعيدة بأي حال عن الموت أو الأشكال المفزعة، إلى حد ما، في عالم الظل في شعرها بما يحوز من ألم، يعلن عن نفسه غالباً، بذكاء، دافعا القارئ إلى الانحناء على القصيدة بتعاطف، وكأنه يستمع بكل ما أوتي من مقدرة، ليستفيد من كل الفروق، مهما كانت دقيقة في هذا الصوت، في حده الإنساني. على الرغم من هذه الحقيقة فإن ذلك لا ينبغي أن يحمل القارئ على تفسير القصائد على أنها انعكاسات لحياتها.

بنفس القدر عاشت أليخاندرا بيثارنيك قصيدتها مثلما كتبت حياتها، والاعتراف الذي تبنته هو نوع ينشأ من خلال «التعرية». إن الحياة العارية تتخلق في الكتابة ومن خلالها، وهو ما وعته أليخاندرا بعمق. في سن التاسعة عشرة، أفرغت في كتابها الأول حياتها بشكل طقوسي وحولتها إلى قصيدة، تعكس نظرة لانهائية، في انعطافة كبيرة لا رجعة فيها وشجاعة للغاية لا تقل أهمية فيها عن رامبو. وهذا ما سوف يحدد أيضاً، كما هو مفترض، مصيرها.

وهكذا كانت حياة أليخاندرا بيثارنيك عبارة عن قصيدة، في الشدة والرخاء، في الصعود والانحدار، انتهاءً بموتها عام 1972 بعد تناولها جرعة زائدة من الحبوب، وقد تركت على السبورة في مكتبها قصيدة عجيبة، تنتهي بثلاثة نداءات هي مزيج من الحزن والنشوة:«أيتها الحياة/ أيتها اللغة/ يا إيزيدور».

ومما له دلالته في شعرها أنها بهذه المكونات الثلاثة، بالتحديد، تنهي عملها: «الحياة»، و«اللغة»، و«الخطاب» (يمثله المتلقي). هذه هي المعايير الرئيسية الثلاثة للاحتكام إلى أسلوبها الكتابي في شكله المتحرك بين القصائد المختزلة المحكمة، وقصائد النثر، والشظايا النثرية. ولربما هذه الأخيرة هي الأكثر جوهرية وصلاحية لعصرنا، حيث تطور بيثارنيك فن التأمل والتفكير الذي لا ينفصل مطلقاً عن التشابك اللغوي للشعر، لكن مع ذلك فهو يحمل سمات الملاحظة، أثر الذاكرة، واليوميات. في هذه القصائد يمكن تمييز نوع من فلسفة الإسقاط. شعر يسعى إلى الإمساك بالحياة بكل تناقضاتها واستحالاتها، لكن لا يقدم هذه الحياة أبداً، كما لو كانت مثالية، وبالكاد يمكن تعريفها، على العكس من ذلك يخبرنا أن الحياة لا يمكن مضاهاتها أو فهمها، لكن ولهذا السبب بالتحديد هي حقيقية. في قصائد أليخاندرا بيثارنيك نقرأ بالضبط ما لم نكنه وما لن يمكن أن نكونه أبداً، حدنا المطلق الذي يحيط بمصيرنا الحقيقي الذي لا مفر منه، دائماً وفي كل لحظة.

* ماغنوس وليام أولسون Olsson ـ William Magnus: شاعر وناقد ومترجم سويدي. أصدر العديد من الدواوين والدراسات الشعرية والترجمات. المقال المترجَم له، هنا عن الشاعرة الأرجنتينية أليخاندرا بيثارنيك، هو بعض من الاهتمام الذي أولاه للشاعرة، فقد ترجم لها أيضاً مختارات شعرية بعنوان «طُرق المرآة» كما أصدر قبل سنوات قليلة، مجلداً عن الشاعرة بعنوان «عمل الشاعر» يتكون من قصائد ورسائل ويوميات لها، مع نصوص للشاعر وليام أولسون، نفسه. وفقاً لصحيفة «أفتون بلادت». على أمل أن تكون لنا قراءة قادمة لهذا العمل. والمقال أعلاه مأخوذ عن الصحيفة المذكورة وتمت ترجمته بإذن خاص من الشاعر.