«رومبا 880».. مكنسة روبوتية مطورة جديدة

آلة تنظيف أوتوماتيكية دقيقة وآمنة

«رومبا 880».. مكنسة روبوتية مطورة جديدة
TT

«رومبا 880».. مكنسة روبوتية مطورة جديدة

«رومبا 880».. مكنسة روبوتية مطورة جديدة

الروبوتات آتية بلا شك، فكل أسبوع تحمل لنا الإعلانات أخبار العصر الجديد من الروبوتات التي فرضت نفسها على منازلنا بتحريرها لنا من الأعمال الرتيبة المضجرة، مثل طي الشراشف والأغطية وغيرها. وكنس الأرض بالمكنسة الكهربائية هو أحد هذه الأعمال الرتيبة، لكن المساعدة هنا قد حدثت فعلا، إذ قدمت لنا شركة «آي روبوت» الروبوت «رومبا».
قبل عشر سنوات، اشتريت الجيل الأول من «رومبا» متأثرا ببرمجياته التي أرسلته جاريا على الأرض بصورة أوتوماتيكية مسليا قطتي أثناء ذلك. لكنه لم يكن ينظف جيدا، وبعد أن نفذت بطاريته، قمت بوضعه في القبو الذي ما يزال قابعا فيه.

* روبوت جديد
بيد أن مصير «رومبا» Roomba الجديد الذي يعرف بالرقم 880 سيكون مختلفا. وهو وإن كان يحمل السمات الخارجية ذاتها، إلا أنه لا يقوم بتنظيف الأرض فحسب، بل إنه يقوم بعمل أفضل أيضا في إزالة شعر الحيوانات الأليفة العالق هنا وهناك. فالبرمجيات هنا لا تكتفي فقط بإرساله للتجوال في أرجاء الغرفة بصورة عشوائية، لكنها تجعل الآلة - وعندما تعترضها أيضا بقعة من الأوساخ - تركز عليها لتدور حولها حتى تقضي على المشكلة. وتقوم فرشاة صغيرة تدور بسرعة، موجودة في أسفل الآلة بامتصاص الأوساخ نحو دوارين لا يعلقان، أو يشتبكان أبدا مع الشعر الموجود على الأرض، خلافا للكثير من آلات التنظيف غالية الثمن.
وتقوم المكنسة هذه بإرسال إشارة عندما تمتلئ علبة الأوساخ، وهذا ما حدث، إذ وجدت كتلة كبيرة من شعر القطط والقاذورات في داخلها، وكان ما قامت به مرضيا جدا.
وتصدر «رومبا» همهمة محببة مختلفة عن الأنين العالي لغالبية مكانس التنظيف الآلية. ورغم اصطدامها برفق في قوائم الطاولات والجدران، فقد تعتاد ربة المنزل إياها وهي تعمل في الخلفية وحدها، بينما هي تنجز أعمالا ضرورية غيرها. وهي كسالفاتها السابقات، لا خشية مطلقا من أن تسقط وتتدحرج على السلالم، لأن مستشعرتها توقفها عند حافتها.

* آلة مبرمجة آمنة
وتأتي الآلة هذه مع عمودين، أو دعامتين، بغية إغلاق أقسام من الغرفة التي لا ترغب في تنظيفها. وتصدر الدعامتان هاتان أشعة تحت الحمراء التي تعمل كحاجز مانع. ووفقا لخبرتي، لم تسحب «رومبا» شراشب السجاد، التي لا يمكن القول نفسه عن الكثير من المكانس الكهربائية التي جربتها، ولأن المكنسة هذه هي بارتفاع 3.6 بوصة فقط (البوصة 2.5 سم)، فهي قادرة على التسلل تحت أثاث الغرفة ومفروشاتها لتنظيف ما تحتها.
ومن السهل أيضا برمجة الروبوت هذا وفقا للجدول الذي ترغب فيه بحيث يقوم يوميا بالتنظيف من تلقاء ذاته في المواعيد المحددة له سلفا. والأفضل من ذلك، يعود الروبوت هذا إلى النقطة التي يشحن منها من تلقاء ذاته لدى نفاد بطاريته. ولـروبوت «رومبا 880» الجديد هذا أداة تحكم عن بعد بغية توجيهه إلى بقعة معينة إذا لزم الأمر، لكنه لا يتواصل مع الإنترنت، مما يحول دون جدولته من بعيد عن طريق الأجهزة الجوالة. ويبلغ سعر الجهاز هذا 700 دولار مقابل مكانس «دايسون» مثلا البالغ سعرها 400 و500 دولار.

* خدمة «نيويورك تايمز».



الآشوريون عرفوا علاج جذور الأسنان قبل أكثر من 3000 عام

الآشوريون عرفوا علاج جذور الأسنان قبل أكثر من 3000 عام
TT

الآشوريون عرفوا علاج جذور الأسنان قبل أكثر من 3000 عام

الآشوريون عرفوا علاج جذور الأسنان قبل أكثر من 3000 عام

عندما ننظر إلى تاريخ الطب القديم، نجد أن الحضارات القديمة كانت متقدمة في مجالات عدة بفضل براعة وابتكار أطبائها.

ومن بين هذه الحضارات، تبرز حضارة وادي الرافدين، بإنجازاتها العظيمة في الطب والعلاج. ومن أكثر الاكتشافات إثارة للإعجاب هي الرسائل الطبية الآشورية التي تكشف عن ممارسات طبية متقدمة تُستخدم لمعالجة التحديات الصحية المعقدة.

رسالة تشخيص قبل نحو 3000 عام

من بين هذه الرسائل المذهلة تأتي رسالة تعود إلى القرن السابع قبل الميلاد، أرسلها طبيب إلى الملك الآشوري نابو ناصر. تحتوي هذه الرسالة على تفاصيل مذهلة حول كيفية تعامل الأطباء مع مشكلات صحية تتعلق بالأسنان التي كانت تسبب آلاماً شديدة للملك، لا في السن فحسب، بل وفي باقي الجسم إذ كان يعاني من الصداع وآلام الأطراف.

وفي الرسالة، يشخّص الطبيب السبب وراء الأوجاع التي يعاني منها الملك على أنها نتيجة لمشكلة في الأسنان، ويوضح أن التسوس، الذي كان يُعتقد آنذاك أنه بسبب الديدان، هو السبب وراء هذه الأعراض.

علاج جذور الأسنان

قدم الطبيب توصيات للعلاج، مشيراً إلى خيارين رئيسيين: الأول هو علاج السن عبر «قنوات داخلية»، حيث يتم تنظيف التسوس، وهو أقرب ما يكون لما نعرفه اليوم بعلاج الجذور. أما الخيار الثاني فهو قلع السن المصابة بالكامل إذا كانت الحالة متقدمة.

تقدم الفكر الطبي في حضارة آشور

وتكشف الرسالة عن وعي الأطباء الآشوريين بأثر صحة الفم على باقي أعضاء الجسم، وهي فكرة لم تكتشفها الأبحاث الطبية الحديثة إلا في القرن التاسع عشر. وهذا الوعي يعكس تفوق الأطباء الآشوريين في فهم العلاقة المتبادلة بين صحة الفم والصحة العامة للجسم.

كما تُظهر النصوص المسمارية التي وثقت هذه الرسائل تنوع الممارسات الطبية في ذلك الوقت، حيث لم تقتصر على استخدام الأعشاب والزيوت، بل شملت أيضاً الطقوس الروحية والتقنيات الجراحية البسيطة.

تاريخية الوثيقة واكتشافها

هذه الوثيقة الثمينة، التي نشرها وترجمها العلامة البروفسور طه باقر في القرن العشرين (وتم نشرها حصرياً في المجلات العلمية لكنها لم تنشر في أي وسيلة إعلامية للعامة وهذه أول مرة يتم نشرها على أي صحيفة أو مجلة تستهدف العامة)، تؤكد مكانة الطب الآشوري بين حضارات العالم القديم. وعثر على هذه الرسالة في تل قوينجق شمال مدينة الموصل في العراق، وتعتبر من أهم الوثائق التي تبرز التقدم الطبي لدى الآشوريين.

إن هذا التراث الطبي الثري يُعد مصدر فخر للإنسانية، ويذكرنا بأهمية الاستمرار في البحث والتعلم من الحضارات السابقة لتطوير مستقبل أكثر صحة ورخاء.