مصادر عسكرية عراقية: 300 مسلح من «داعش» لا يزالون في الرمادي

توقعت تطهير المدينة منهم خلال أيام

عناصر أمن عراقيون يعاينون أسلحة وذخائر ضبطت في الرمادي أول من أمس (أ.ب)
عناصر أمن عراقيون يعاينون أسلحة وذخائر ضبطت في الرمادي أول من أمس (أ.ب)
TT

مصادر عسكرية عراقية: 300 مسلح من «داعش» لا يزالون في الرمادي

عناصر أمن عراقيون يعاينون أسلحة وذخائر ضبطت في الرمادي أول من أمس (أ.ب)
عناصر أمن عراقيون يعاينون أسلحة وذخائر ضبطت في الرمادي أول من أمس (أ.ب)

بين دوي الانفجارات وأصوات الرصاص والمدافع في المعارك التي تشهدها مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار تتعالى صيحات الاستغاثة من قبل العائلات المحاصرة في مناطق النزاع وسط المدينة، حيث أكدت القيادات العليا العسكرية العراقية أن عمليات تطهير مدينة الرمادي تسير وفق ما خطط لها، وأن الأيام القليلة المقبلة ستشهد تحرير المدينة بالكامل والقضاء على مسلحي تنظيم داعش الذي يقدر عددهم بنحو 300 مسلح حسب مصادر أمنية.
وقال المتحدث الرسمي باسم العمليات المشتركة العميد يحيى رسول الزبيدي، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «القطعات المسلحة التابعة للجيش العراقي وقوات مكافحة الإرهاب تمكنت عبر سلسلة من الهجمات المتزامنة التي شنتها عبر المحورين الشمالي والغربي لمدينة الرمادي من تحقيق تقدم واسع والوصول إلى مناطق في عمق المدينة». وأضاف الزبيدي «لقد تم تطهير مناطق حي التأميم والعبور إلى حي الأرامل وتطهيره بالكامل كما تمكنت قواتنا من تحرير محطة قطار الرمادي وهي تتقدم الآن إلى حي الحوز الذي يضم المجمع الحكومي للمحافظة، وقواتنا الآن تقف على مسافة قريبة من تحرير المدينة بالكامل، وسنزف البشرى في القريب العاجل، سمعنا نداءات مسلحي تنظيم داعش عبر أجهزة اللاسلكي التي التقطناها، وهم يشكون من نقص الطعام والذخيرة، والساعات المقبلة ستشهد القضاء عليهم بالكامل وتحرير العائلات المحاصرة التي يستخدمها التنظيم الإجرامي دروعًا بشرية».
وأشار الزبيدي إلى أن «ثمانية أحياء سكنية في وسط الرمادي هي كل ما تبقى أمام قواتنا من أجل إعلان تطهير المدينة بالكامل، حيث يسيطر المسلحون الذين تقدر المخابرات العراقية أعدادهم بما بين 250 و300 مقاتل على وسط المدينة، وهم يفقدون زمام المبادرة ويعانون نقصا في الغذاء والذخيرة».
وتتواصل نداءات الاستغاثة من قبل المدنيين المحاصرين الذين يقدر تعدادهم بالآلاف في أحياء الثيلة والصوفية والجمعية وحي الأندلس وغيرها من الأحياء السكنية التي ما زالت تحت سيطرة التنظيم المتطرف، حيث نقلت إحدى العائلات بأنهم يتعرضون للقصف بشكل يومي مع انعدام تام للمواد الغذائية والطبية مطالبين الحكومة والمنظمات الدولية والإنسانية بالتدخل الفور لإنقاذهم من الموت المحقق وهم يقبعون في أسر المسلحين في المدينة المنكوبة.
يشار إلى أن مجمع قيادة عمليات الأنبار وحي التأميم، اللذين تمت استعادتهما من قبضة التنظيم، كان لهما أهمية استراتيجية في كسب المعركة لصالح القوات الأمنية العراقية لأنهما يشرفان على بشكل مباشر على وسط المدينة الذي يضم المبنى الحكومي للمحافظة.
وفي سياق متصل أعلن قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي، أن القوات الأمنية سيطرت بصورة تامة وكاملة على الجزء الغربي من مدينة الرمادي، فيما بين أن مسألة اقتحام المدينة أو غيرها تحددها القيادة العامة للقوات المسلحة. وقال الأسدي إن «قواتنا سيطرت بشكل تام على الجزء الغربي من مدينة الرمادي ابتداء من جسر فلسطين وانتهاء بجسر القاسم»، موضحًا أن «القطعات متواجدة الآن لغرض إخلاء الأسلحة والأعتدة والتجهيزات التي سرقها داعش وفروا إلى مناطق أخرى داخل المدينة». وأضاف: «ننتظر قرارًا من القيادة العامة لاقتحام مدينة الرمادي أو الاتجاه إلى مكان آخر»، مؤكدًا «نحن على أتم الاستعداد لتوفير كلم ما يطلب كجهاز مكافحة الإرهاب».
من جانب آخر قال مصدر أمني في محافظة الأنبار إن «مسلحي تنظيم داعش قاموا صباح أمس بتفجير ناظم الجزيرة المجاور لسد الرمادي والقريب من قيادة عمليات الأنبار التي تم تحريرها من قبل القوات العراقية مؤخرًا». وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه «أن عملية تفجير الناظم الواقع على نهر الفرات شمال المدينة، تمت من أجل عدم تمكن القوات العراقية من عبور الجسر باتجاه وسط المدينة، فيما شهد نهر الفرات ارتفاعًا في منسوب المياه بعد تفجير الناظم».
من جانبهِ أعلن رئيس اللجنة الأمنية لقضاء الخالدية في محافظة الأنبار إبراهيم الفهداوي، عن سيطرة القوات الأمنية على محطة قطار الرمادي جنوب المدينة. وقال الفهداوي إن «القوات الأمنية المتمثلة بالفرقة 16. ومغاوير الفرقة الثامنة في الجيش العراقي وأفواج طوارئ شرطة الأنبار، تمكنوا اليوم (أمس)، من السيطرة على محطة القطار جنوب مدينة الرمادي». وأضاف الفهداوي «أن قواتنا وبعد عملية التطهير تمكنت من عبور سكة القطار، والآن تبعد مئات الأمتار عن المجمع الحكومي وسط المدينة».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».