جنيف تبقي على حالة التأهب في المستوى الثالث

الرئيسة السويسرية: معلومات عن خلية تابعة لـ«داعش»

جنيف تبقي على حالة التأهب في المستوى الثالث
TT

جنيف تبقي على حالة التأهب في المستوى الثالث

جنيف تبقي على حالة التأهب في المستوى الثالث

أبقت جنيف أمس على حالة التأهب في أعقاب تهديد «محدد» يبقى في المستوى الثالث على سلم من خمسة مستويات، بحسب ما أشارت المتحدثة باسم دائرة الأمن لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت إيمانويل لو فيرسو «في الوقت الحالي لا تغيير أبدا في الوضع الأمني».
وأطلقت الشرطة السويسرية أول من أمس عملية بحث في جنيف عن أربعة متطرفين مفترضين على الأقل يشتبه بعلاقتهم بتنظيم «داعش». كما عززت تواجدها في المدينة ردا على «تهديد إرهابي» ورفعت حالة التأهب إلى المستوى الثالث، بعد أقل من شهر على اعتداءات باريس. وأعلن المدعي العام الاتحادي في بيان فتح تحقيق جزائي الأربعاء «على خلفية تهديد إرهابي في جنيف». وأوضح أن «الهدف الرئيسي هو منع حصول عمل إرهابي». من جهته، قال رئيس دائرة أمن جنيف لصحيفة «لو تان»: «نحن لسنا في وضع مماثل لبروكسل، ولا يمكننا القول إن اعتداء كان سيقع أول من أمس».
ونشرت صحيفة «لوماتان» صورة لأربعة رجال ملتحين سلمتها السلطات الأميركية إلى الشرطة السويسرية.
وبعد اعتداءات باريس في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) وفرض حالة الطوارئ في نقاط العبور الكثيرة بين فرنسا وسويسرا في منطقة جنيف، تم تعزيز الرقابة وتعاونت قوات الأمن السويسرية والفرنسية في هذه المهمة. لكن ليس كل النقاط تخضع لمراقبة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر قريب من الملف قوله «نحن لا نعرف أسماءهم، أو من أين أتوا، ويحملون أسماء حرب».
وجنيف مقر لنحو 30 منظمة دولية وتضم المقر الأوروبي للأمم المتحدة. وأفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية أمس عن رفع عدد حرس الأمم المتحدة وبعضهم كان يحمل بنادق رشاشة، في إجراء غير معتاد في قصر الأمم حيث مقر المنظمة الدولية.
قالت الرئيسة السويسرية سيمونيتا سوماروجا أمس إن السلطات الاتحادية فرضت حالة تأهب أمني قصوى في جنيف هذا الأسبوع بعد أن تلقت معلومات من سلطات أجنبية عن خلية يشتبه بأنها لتنظيم داعش في المنطقة.
وقالت سوماروجا في مؤتمر صحافي: تلقت الحكومة السويسرية معلومات من سلطة أجنبية فيما يتعلق بخلية محتملة لـ«داعش» في منطقة جنيف ودرست السلطات الاتحادية هذه المعلومات ونقلتها إلى الشرطة المحلية.
وأضافت قولها: «لا مؤشر حاليا على تخطيط لهجوم محدد».



ناشطات أوكرانيات يحاولن إحياء مبادرة «دقيقة الصمت» تخليدا لضحايا الحرب

أوكرانيون يحملون في كييف صور جنود سقطوا في الحرب (أ.ف.ب)
أوكرانيون يحملون في كييف صور جنود سقطوا في الحرب (أ.ف.ب)
TT

ناشطات أوكرانيات يحاولن إحياء مبادرة «دقيقة الصمت» تخليدا لضحايا الحرب

أوكرانيون يحملون في كييف صور جنود سقطوا في الحرب (أ.ف.ب)
أوكرانيون يحملون في كييف صور جنود سقطوا في الحرب (أ.ف.ب)

تقف خمس شابات في وسط العاصمة الأوكرانية، رغم البرد القارس، دقيقة صمت إحياء لذكرى ضحايا الغزو الروسي، في مبادرة أطلقها الرئيس فولوديمير زيلينسكي في مارس (آذار) 2022 على أن تكون جزءا من الحياة اليومية، لكن بعد حوالى ثلاث سنوات من الحرب أصبحت مشهدا نادر الحدوث.

حملت الفتيات لافتات تدعو المارة إلى التوقف للمشاركة في دقيقة صمت عند التاسعة صباحا، وهو جزء من هذه المبادرة الرسمية التي أطلقها زيلينسكي بعد أسابيع قليلة من بدء الحرب. لكن معظم الحشود الخارجة من محطة مترو غولدن غايت المركزية في كييف، كانت تمر بمحاذاتهن من دون التوقف.

وبعد انتهاء الدقيقة، طوت طالبة الصحافة أوليا كوزيل (17 عاما) اللافتات المصنوعة من ورق الكرتون المقوى في حقيبة.

وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية: «أشعر بالغضب من الأشخاص الذين لا يتوقفون، الذين ينظرون ويقرأون، وأستطيع أن أرى في عيونهم أنهم يقرأون لافتاتنا لكنهم يواصلون طريقهم».

كوزيل هي جزء من مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يحاولون إعادة الزخم لمبادرة زيلينسكي.

عندما لا يكون هناك تحذير من غارات جوية، يجتمع هؤلاء مرة في الأسبوع في مكان مزدحم لتشجيع سكان كييف على التوقف لمدة 60 ثانية.

وتقول كوزيل إن دقيقة الصمت هي وسيلة لمعالجة الحزن الجماعي والفردي الذي يخيم على الأوكرانيين أكانوا يعيشون قرب الجبهة أو بعيدا منها.

ويبدو أن حملة الشابات بدأت تثمر. فقد وافقت بلدية كييف هذا الأسبوع على القراءة الأولى لمشروع قانون يجعل دقيقة الصمت إلزامية في المدارس وبعض وسائل النقل العام. ويشمل المقترح أيضا عدا تنازليا يتردّد صداه عبر مكبرات الصوت في كل أنحاء المدينة من الساعة 9,00 حتى 9,01 صباح كل يوم.

وتعود الفكرة الأصلية لهذه المبادرة إلى إيرينا تسيبوخ، الصحافية التي أصبحت مقدمة رعاية على الجبهة والمعروفة في أوكرانيا باسمها الحركي «تشيكا». وأثار مقتلها قرب الجبهة في مايو (أيار)، قبل ثلاثة أيام من عيد ميلادها السادس والعشرين، موجة من الحزن.

ناشطات من منظمة «الشرف» يحملن صور جنود أوكرانيين سقطوا في المعارك خلال وقفة «دقيقة صمت» في كييف (أ.ف.ب)

وقالت صديقتها كاترينا داتسينكو لوكالة الصحافة الفرنسية في أحد مقاهي كييف «عندما علمنا بمقتل إيرا (إيرينا) قلنا لأنفسنا أمرين: أولا، كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ أرادت إيرا أن تعيش كثيرا. وثانيا: يجب أن نكمل معركتها. لا يمكننا أن نستسلم».

وكانت تسيبوخ تريد من الأوكرانيين أن يخصّصوا دقيقة لأحبائهم أو الأشخاص الذين يمثلون لهم شيئا ما، على أساس أن التفكير الجماعي في ضحايا الحرب يمكن أن يوحّد الأمة في مواجهة الصدمة الفردية.

* الأكلاف البشرية

قال زيلينسكي أخيرا إن 43 ألف جندي أوكراني قتلوا في الحرب، رغم أن التقديرات المستقلة تشير إلى أن العدد أعلى من ذلك بكثير.

من جهتها، تفيد الأمم المتحدة بأن العدد المؤكد للقتلى المدنيين البالغ 11743 هو أقل من الواقع إلى حد كبير.

ومع ارتفاع هذه الحصيلة بشكل يومي، يحاول الناشطون غرس معنى جديد لطريقة تخليد ضحايا الحرب.

وقالت الناشطة داتسينكو (26 عاما) التي شاركت في تأسيس المنظمة غير الحكومية «فشانوي» أي «الشرف»، «لا أعرف كيف يمكن لدولة بهذا الحجم أن تخلّد ذكرى كل شخص، لكنّ ذلك ممكن على مستوى المجتمع».

من جهته، رأى أنتون دروبوفيتش، المدير السابق لمعهد الذاكرة الوطنية في أوكرانيا، أن دقيقة الصمت «لا تتعلق بالحرب، بل بالأشخاص. أولئك الذين كانوا معنا بالأمس، والذين شعرنا بدفئهم لكنهم لم يعودوا هنا... الأمر يتعلق بالحب والكلمات التي لم يكن لديك الوقت لتقولها للأشخاص الذين تحبهم».

لكن بعض معارضي الفكرة يقولون إن التذكير اليومي بالخسارة يجعل الناس عالقين في الماضي.