القوصي.. خريج غوانتانامو الذي أصبح قياديًا في {القاعدة}

آراؤه المتطرفة لم تختلف عما أدلى به للمحققين قبل 12 عامًا

إبراهيم القوصي سجين غوانتانامو السابق («الشرق الأوسط»)
إبراهيم القوصي سجين غوانتانامو السابق («الشرق الأوسط»)
TT

القوصي.. خريج غوانتانامو الذي أصبح قياديًا في {القاعدة}

إبراهيم القوصي سجين غوانتانامو السابق («الشرق الأوسط»)
إبراهيم القوصي سجين غوانتانامو السابق («الشرق الأوسط»)

أصدر تنظيم القاعدة في اليمن فيلمًا وثائقيًا جديدًا تحت عنوان «حراس الشريعة»، قدم فيه التنظيم خدمة مهمة لمعارضي إغلاق معتقل غوانتانامو، لأن الفيلم أظهر السجين السوداني السابق في المعسكر إبراهيم القوصي طاهي بن لادن السابق، وقد أصبح من كبار قيادات القاعدة في اليمن أو منظري التنظيم الأساسيين».
ولم تمض سوى ساعات على ظهور الفيلم الوثائقي على موقع «يوتيوب»، حتى سارعت الأذرع الإعلامية للمحافظين الجدد في أميركا للاحتفاء بعودة السجين السابق، المعروف كذلك باسم خبيب السوداني إلى ما يسمى بقاعدة الجهاد في جزيرة العرب، للتدليل على خطورة الإفراج عن من تبقى من السجناء، بما في ذلك محطة «فوكس نيوز» وصحيفة «لونج وار جورنال».
وفي هذا السياق، قال الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، طوماس جوسيلين، إن الآراء المتطرفة للقوصي السوداني التي قالها في الشريط الجديد، لم تختلف عن تلك التي أدلى بها للمحققين قبل 12 عامًا؛ أن الجهاد هو صراع بين الإسلام والغرب».
ولم يوضح شريط الفيديو ما هو الموقع القيادي الذي يشغله حاليًا خبيب السوداني في تنظيم قاعدة اليمن، وما إذا كان بالفعل موجودًا في الأراضي اليمنية أم لا. وركز الشريط البالغ مدته ساعة كاملة على تاريخ تأسيس تنظيم القاعدة وعملياتها القديمة من وجهة نظر متطرفة. وباستثناء عدد قليل من بينهم خبيب السوداني، فإن معظم الشخصيات التي ظهرت في الشريط كان القاسم المشترك بين أصحابها جملة «رحمه الله» أو «تقبله الله».
أي أن معظمهم قد رحلوا إما بالموت الطبيعي أو بنيران أميركية عن طريق طائرات بدون طيار أو عمليات خاطفة ضمن الحرب الأميركية الدائرة على الإرهاب.
وإبراهيم القوصي، الطاهي السابق لمؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، أُفرج عنه صباح الأربعاء 11 يوليو (تموز) 2012 من معسكر غوانتانامو، ضمن صفقة تمت بينه وبين الإدارة الأميركية تنص على اعترافه بالتهم المنسوبة إليه على أن يسجن لمدة سنتين ويطلق بعدها سراحه.
والقوصي سوداني من مدينة «عطبرة» شمال الخرطوم، عمل طاهيًا في مجمع نجمة الجهاد الخاص بابن لادن في جلال آباد بأفغانستان، احتجز في غوانتانامو منذ عام 2002. هو رابع شخص في غوانتانامو غير أميركي الأصل، يصدر الحكم بشأنه من قبل المحكمة العسكرية الأميركية، التي أسست بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2011.
اتهم بالعمل سائقًا وحارسًا شخصيًا لابن لادن ومساعدته على الهرب من القوات الأميركية إلى جبال تورا بورا في أفغانستان بعد الغزو الأميركي عام 2001، اعترف بالذنب بتهمة التآمر مع «القاعدة» وتوفير دعم مادي للإرهاب. حيث أقر تحت القسم أنه دعم «القاعدة» منذ 1996 وتبع بن لادن إلى أفغانستان حيث عمل طاهيًا لابن لادن في جلال آباد قبل أن يهتم بالشؤون اللوجيستية. وقد عاش بن لادن خمس سنوات في السودان ثم اضطرته السلطات إلى مغادرة البلاد في 1996.
يقول بول ريكلر، محامي القوصي في ذلك الوقت: «أحد أهم الأسباب وراء استعداد الولايات المتحدة ترحيله إلى السودان، كان الثقة الأميركية في برنامج حكومة السودان، وثقتها كذلك في أن القوصي لن يمثل أي نوع من التهديدات للولايات المتحدة مجددا. إذا كانوا يعتبرونه تهديدا محتملا، لم يكونوا ليطلقوا سراحه أبدا».
اعترف القوصي، في يوليو (تموز) 2010، بأنه مذنب في التآمر مع تنظيم القاعدة وتوفير الدعم المادي للإرهاب. ولقد حصل على حكم بالسجن لمدة 14 عاما، الذي انخفض بعد ذلك إلى عامين فحسب. وبعد عامين فقط من الإفراج عنه في يوليو 2012، التحق مجددا بقوات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وصار منذ ذلك الحين أحد زعماء التنظيم، وفقا لدورية الحرب الطويلة.
أمضى القوصي أكثر من عشر سنوات يعمل مع القاعدة ومع بن لادن، كمحاسب في أول الأمر لصالح الشركات الوهمية التابعة للزعيم الإرهابي ثم كعضو في فريقه الأمني.
ولقد اتهم الادعاء العسكري القوصي بمساعدة بن لادن على الهرب إلى جبال تورا بورا الأفغانية في عام 2001. ولقد ألقي القبض على القوصي بواسطة القوات الباكستانية في عام 2001.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.