ممثل الائتلاف بواشنطن: «مؤتمر الرياض» وضع الروس والأميركيين أمام اختبار حقيقي

توقع بحسم تسمية أمين عام وسكرتارية للهيئة الخميس المقبل

نجيب الغضبان
نجيب الغضبان
TT

ممثل الائتلاف بواشنطن: «مؤتمر الرياض» وضع الروس والأميركيين أمام اختبار حقيقي

نجيب الغضبان
نجيب الغضبان

استبعد د. نجيب الغضبان ممثل الائتلاف الوطني السوري، بواشنطن، احتمال أن يغيّر البيت الأبيض سياسته تجاه الملف السوري بعد مؤتمر الرياض، وقال الغضبان لـ«الشرق الأوسط» من الصعوبة التفاؤل بتغيير جذري في السياسة الأميركية، غير أنه شدد على أن أهمية مؤتمر الرياض، في أنه وضع القوتين الأميركية والروسية أمام مسؤولياتهما تجاه الأزمة السورية بشكل واضح.
وفيما إذا كان هناك تأكيد على استضافة نيويورك مؤتمر التفاوض بين المعارضة والنظام السوري في 18 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أوضح الغضبان أن ذلك يعتمد على مخرجات لقاء وزيري خارجية روسيا وأميركا في جنيف، إذ لدى الروس بعض التوتر في علاقتهم مع تركيا، ولكن أميركا حريصة على إطلاق المؤتمر في موعده، لأنها ترأس جلسة مجلس الأمن. وتريد أن تعقد الجلسة في مجلس الأمن حتى تعطيها صبغة أكثر أممية.
وتابع: «قد تكون هناك محاولة لصياغة قرار من مجلس الأمن، وفي هذه الحالة أعتقد أن الجهد الذي بذلته السعودية، مع الدول الصديقة الأخرى والشقيقة، بعثت برسالة بأنه لا مجال للوم المعارضة بعدم جاهزيتها، في حال كان هناك استعداد لحل سياسي فعليا».
وحول تصريح الأسد بعد مؤتمر الرياض أنه لن يحاور إرهابيين، قال الغضبان «علينا الالتزام بوثيقتنا ووضع الأميركان والروس أمام الأمر الواقع، لأن النظام لن ينصاع إلا تحت الضغوط، ولن يكون هناك اتفاق إلا إذا فرض عليه».
وتحدث الغضبان عن حزمة لقاءات ستعقدها الهيئة العليا للتفاوض بالرياض، لتسمية أمين عام وسكرتارية للجنة التفاوض بنهاية اجتماعها المزمع عقده الخميس المقبل بالرياض، مشيرا إلى أن الهيئة عقدت لقاءً أمس الجمعة في الرياض.
وقال الغضبان: «المهمة الملحة حاليا، هي تشكيل وفد يكون جاهز للتفاوض، لأن الجدول الزمني قريب وحساس، ومن ثم سنرى كيف ستمضي الأمور، وتتطور، خاصة أنه ليس هناك رؤية واضحة هذه اللحظة، لكيفية عمل هذه الهيئة».
ووفق الغضبان، ليست هناك بعد رؤية واضحة لضبط عمل الهيئة، ولم تتبين آلية وكيفية عملها، ولم يحدد رئيس أو أمين عام للهيئة بعد، مشيرا إلى أن اللقاءات والاجتماعات، ستضع تصورا وهيكلا إداريا تنظيميا معينا، لضبط عملها.
وقال الغضبان: «هناك توجه عام بأن يكون الاختيار على أساس الكفاءة والخبرة، أكثر منها عملية محاصصة، يجمع بينها الانسجام اللازم لإنجاز متطلبات المرحلة المقبلة الحاسمة»، في وقت لم ينفِ فيه وقوع اختلاف وانشقاق بين «أحرار الشام» حول وثيقة الرياض. وزاد: «لدي معلومات عامة، أنه خرج الخميس، بيان يقرّ بتحفظات على بيان مؤتمر الرياض، ولكن ممثل (أحرار الشام) الذي شارك في هذا المؤتمر أكد التزامه به، وهو ممثل في هذه الهيئة. ولكن هناك بوادر انقسام بدت واضحة فيما بينهم حول بيان مؤتمر الرياض وحول الحل السياسي، غير أن هذا الأمر سيحسم بشكل أو بآخر».
وأضاف: «أعتقد أنه من مصلحة (أحرار الشام)، الالتزام بهذا التوجه وبما خرج به بيان مؤتمر الرياض، وذلك لأن هناك بعض الجهات بما فيها روسيا تحاول أن توسع تعريفها للمنظمات الإرهابية».
وأضاف: «من مصلحتنا كسوريين بشكل عام، عزل المتطرفين كـ(داعش) و(النصرة)، كتنظيمات مصنفة، مع ضرورة العمل على إيجاد حل لبعض السوريين الذين انضموا لهذه الجماعات بسبب الحاجة وليس بسبب الآيديولوجيا، حتى نضعهم في الإطار الوطني في حال قبلوا بهذه الوثيقة التي خرجت في مؤتمر الرياض».
وفيما يتعلق بالأسس التي وزعت بها نسب تمثيل المكونات في الهيئة العليا للتفاوض، قال الغضبان: «كان هناك توافق الأساس فيه بأن الكتل التي لها أوزان، مثل الائتلاف، لا بد أن يكون لها النسبة الأكبر، بيد أن الجميع حريصون على أن تعطى الفصائل العسكرية تمثيلا أكبر، حتى يتولد لديها الشعور بالتمثيل الحقيقي، بجانب بأن تكون هي الجهة التي يناط بها الالتزام في بوقف إطلاق النار».
ورغم أن مجموعة القاهرة لم تعترف ببيان مؤتمر الرياض، باعتبار أن المشارك القادم من القاهرة شخص مستقل، يعتقد الغضبان، أن لقاء القاهرة كان لقاء تكميليا ولم يخرج بمجموعة، بمعنى أنه على سبيل المثال كان فيه شخصيات من هيئة التنسيق والائتلاف بجانب الشخصيات المستقلة، وما عملته القاهرة أنها خرجت بوثيقة لم تكن بعيدة عن رؤية الائتلاف، وبالتالي تم التعاطي مع من كان في القاهرة كمستقلين.
وفيما يتعلق بتحرّك عدد أعضاء الهيئة العليا للتفاوض من 25 إلى 32 إلى 33 وأخيرا إلى 34 عضوا، قال الغضبان: «ليس هناك من رقم محدد حتى الآن لنقف عنده، فالهدف تمثيل كافة قوى الثورة والمعارضة السورية بجناحيها المدني والعسكري».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.