المغرب يعتقل متطرفَين توعدا بتنفيذ عمليات تخريبية في البلاد

مسؤول أميركي رفيع يبدي استعداد بلاده لتعزيز تعاونها الأمني مع الرباط

المغرب يعتقل متطرفَين توعدا بتنفيذ عمليات تخريبية في البلاد
TT

المغرب يعتقل متطرفَين توعدا بتنفيذ عمليات تخريبية في البلاد

المغرب يعتقل متطرفَين توعدا بتنفيذ عمليات تخريبية في البلاد

أعلنت السلطات الأمنية المغربية، أمس، عن اعتقال شخصين يشتبه بعلاقتهما بتنظيم داعش الإرهابي، وذلك بعد يوم واحد فقط من اعتقالها شخصا مواليا لهذا التنظيم، وطالبا يشتبه في تورطه في توزيع مناشير تتضمن دعاية لعمليات «داعش» الإرهابية.
وأفاد بيان أصدرته أمس وزارة الداخلية المغربية بأن «المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (الاستخبارات الداخلية) تمكنت أمس من توقيف متطرفين اثنين بمدينتي أولاد تايمة وفاس مواليين لما يسمى بـ(داعش)، وذلك في إطار تتبع التهديدات الإرهابية».
وأوضح البيان أنه «علاوة على انخراط المعتقلين الكلي في الأجندة التخريبية لهذا التنظيم الإرهابي، أكدت المتابعة الدقيقة أن هذين العنصرين الخطيرين قاما أخيرا بتوضيب شريط فيديو تحريضي يتوعدان من خلاله بتنفيذ عمليات إرهابية نوعية داخل المملكة». وأضاف أنه سيتم تقديم المشتبه فيهما إلى العدالة فور انتهاء البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
وكثف المغرب جهوده لمحاربة الإرهاب بشكل غير مسبوق في السنوات الأخيرة وتمكن من إحباط كثير من العمليات الإرهابية وتفكيك خلايا كثيرة في مختلف مناطق البلاد، لا سيما بعد ظهور «داعش» والتحاق المئات من المقاتلين المغاربة بالتنظيم في سوريا والعراق وتنظيمات إرهابية أخرى.
وفي سياق متصل، أكد بريان ماكوين، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي الرئيسي، استعداد بلاده لتقوية وتعزيز علاقات التعاون مع المغرب في المجال الأمني.
ونوه المسؤول الأميركي في تصريح صحافي عقب مباحثات أجراها، مساء أول من أمس، مع مباركة بوعيدة الوزيرة المنتدبة في وزارة الخارجية المغربية، بجودة العلاقات التاريخية التي تربط المغرب والولايات المتحدة. وتطرق الجانبان خلال مباحثاتهما إلى جملة من القضايا، وعلى رأسها القضايا المتعلقة بالأمن الإقليمي، ودور وموقع المغرب في محيطه الجيو-استراتيجي، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين المغرب والولايات المتحدة الأميركية.
في هذا السياق، أكدت الوزيرة بوعيدة على تميز الشراكة الاستراتيجية والعلاقات متعددة الأبعاد بين المغرب والولايات المتحدة التي تطبعها الثقة والاحترام المتبادل، مشددة على أهمية الحفاظ على الحوار السياسي المنتظم من أجل تعزيز علاقات التعاون النموذجية بين البلدين.
ويجمع المغرب والولايات المتحدة حوار استراتيجي منتظم يعقد سنويا بالتناوب بعاصمتي البلدين، وتعد قضايا الأمن ومحاربة الإرهاب إلى جانب التنمية الاقتصادية أبرز مجالات التعاون التي يركز عليها الحوار. وانطلقت الدورة الأولى للحوار بين الرباط وواشنطن في 13 سبتمبر (أيلول) 2012 بالعاصمة الأميركية، وجرت الدورة الثانية بالرباط في 4 أبريل (نيسان) 2014، بينما عقدت الدورة الثالثة من الحوار الاستراتيجي بين البلدين في أبريل الماضي بواشنطن.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».