خادم الحرمين الشريفين يستقبل قادة دول الخليج في الرياض

لبدء انعقاد القمة الخليجية في دورتها الـ 36

الملك سلمان مستقبلا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح (واس)
الملك سلمان مستقبلا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح (واس)
TT

خادم الحرمين الشريفين يستقبل قادة دول الخليج في الرياض

الملك سلمان مستقبلا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح (واس)
الملك سلمان مستقبلا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح (واس)

احتضنت العاصمة السعودية الرياض، أمس، القمة الخليجية الـ36 لقادة دول مجلس التعاون، حيث استقبل خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، أمس، في مطار الملك خالد الدولي، قادة وزعماء دول الخليج، الذين توافدوا إلى الرياض، لترؤس وفود بلادهم في فعاليات القمة التي تستمر لمدة يومين.
واستقبل الملك سلمان بن عبد العزيز، أمس، السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس مجلس الوزراء في عمان، الذي كان أول الواصلين، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت.
وأوضح الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، أن الاجتماعات الأخوية لقادة دول مجلس التعاون، تعد فرصة سانحة لتبادل الرؤى والتشاور في كل القضايا والموضوعات التي تهم دول المجلس، وتحقيق كل ما يعود بالخير على شعوبه، والبحث الهادف إلى ترسيخ أمن واستقرار المنطقة في ظل المتغيرات والتطورات المتسارعة على الساحتين الإقليمية والدولية.
وقال الملك حمد لدى وصوله إلى الرياض، إن هذه التحديات تحتم على الجميع انسجاما وتنسيقًا عالميًا في التحرك الخليجي تعزيزًا للتعاون المشترك، وعملاً دؤوبًا لتفعيل وتطوير دور مجلس التعاون، على نحو يستشعره المواطن الخليجي في تحقيق آماله وتطلعاته في التقارب والتلاحم والتعاون، ويسمو به إلى التكامل والاتحاد.
وأشار ملك البحرين إلى أنه «يسرنا ونحن نصل اليوم (أمس) إلى السعودية أن نعرب عن سرورنا البالغ للالتقاء مجددًا بأخينا خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، والمشاركة في أعمال الدورة السادسة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في الرياض، والعمل مع إخواننا أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس لإنجاز المزيد من الخطوات لدعم المسيرة المباركة التي ننتهجها نحو التكامل الخليجي في جميع المجالات، تحقيقًا لآمال شعوبنا ومواكبة لمعطيات الحاضر واستجابة لتطلعات المستقبل».
وأضاف: «إننا على ثقة بأن أعمال هذه الدورة التي تستضيفها المملكة العربية السعودية ستحقق الأهداف المرجوة وستصل إلى الغايات المنشودة - بمشيئة الله - في تعميق العلاقات بين دول المجلس على مختلف الصعد والمستويات تعزيزًا لمصالحنا المشتركة، وذلك بفضل حكمة وحنكة أصحاب الجلالة والسمو إخواننا قادة دول المجلس النافذة، وبصيرتهم الثاقبة، والتي حصنت دولنا وحافظت على استقرارها وأمنها وجنبتها الكثير من المخاطر».
وأوضح الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، أنه «يسرني أن أحيي إخواني قادة دول مجلس التعاون المشاركين في أعمال هذه الدورة التي يحدونا الأمل بأن تسفر عن نتائج في مستوى التحديات بالغة الخطورة التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية، وتسهم بعون الله في تعزيز مسيرة المجلس وفي تحقيق أهدافه المنشودة».
إلى ذلك، أكد السيد فهد بن محمود آل سعيد، نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بعمان، أن المرحلة الراهنة شهدت كثيرا من المستجدات التي ألقت بظلالها على الساحتين الإقليمية والدولية، «إلا أنه بفضل الجهود المبذولة من دول المجلس كافة، فإن مسيرة مجلس التعاون قد حفلت بالكثير من المنجزات التي يسعى الجميع إلى المحافظة عليها أخذا في الحسبان التعاطي مع المتغيرات والظروف غير المواتية التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي ومالها من تأثيرات مباشرة على المنطقة»، مبينا أن إعطاء مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية مزيدا من التطوير يهدف إلى الارتقاء بمعدلات النمو التي ستسهم بشكل أكبر في تحقيق ما تصبو إليه دول المنطقة وشعوبها من نماء واستقرار.
وقال في تصريح لدى وصوله إلى الرياض أمس للمشاركة في مؤتمر القمة السادسة والثلاثين لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية: «أتشرف بالمشاركة في مؤتمر القمة نيابة عن السلطان قابوس بن سعيد بترؤس وفد عمان في القمة.. إن السلطنة تؤكد مجددا دعمها الكامل لمسيرة المجلس المباركة، وسعيها المستمر للتنسيق مع كل الدول الأعضاء، ترسيخا للمزيد من التعاون حفاظا على المصالح العليا لدول المجلس وتحقيقا لطموحات الأجيال الحاضرة والمتعاقبة».
وكان في استقبال قادة دول الخليج، في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والدكتور عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والدكتور عصام بن سعد بن سعيد (الوزير المرافق لدى استقبال الوفد العماني)، والدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة (الوزير المرافق لدى استقبال الوفد الإماراتي)، والدكتور عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام (الوزير المرافق لدى استقبال أمير قطر)، والدكتور ماجد القصبي وزير الشؤون الاجتماعية (الوزير المرافق لدى استقبال الوفد البحريني)، والمهندس خالد الفالح وزير الصحة (الوزير المرافق لدى استقبال أمير الكويت)، وخالد العباد رئيس المراسم، والمهندس إبراهيم السلطان أمين منطقة الرياض. كما حضر سفراء السعودية لدى كل دولة خلال الاستقبال، وكذلك سفراء الدول الخليجية.
وفي صالة التشريفات بالمطار، صافح قادة وزعماء دول الخليج مستقبليهم، الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني، والأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز نائب وزير البترول والثروة المعدنية، والوزراء، وقادة القطاعات العسكرية.



السعودية تفتح باب التطوع بأكثر من عشرين تخصصاً طبيا لدعم سوريا

وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)
وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)
TT

السعودية تفتح باب التطوع بأكثر من عشرين تخصصاً طبيا لدعم سوريا

وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)
وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)

أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة عن فتح باب التطوع بالخبرات الطبية السعودية المتخصصة لدعم القطاع الصحي في سوريا وتلبية احتياجاته العاجلة في أكثر من 20 تخصصاً، وذلك من خلال برنامج «أمل» التطوعي السعودي المَعْنيّ بسد احتياجات القطاع الصحي لدى الدول المتضررة.

ودعا المركز عموم المتخصصين الراغبين في التطوع بخبراتهم إلى التسجيل في برنامج «أمل»، الذي يستمر عاماً كاملاً لدعم القطاع الصحي السوري الذي تَضَرَّرَ جراء الأحداث، وتقديم الخدمات الطارئة والطبية للمحتاجين في مختلف التخصصات، للتخفيف من معاناة الشعب السوري من خلال مساهمة المتطوعين في البرنامج.

جولة الوفد السعودي للاطلاع على الواقع الصحي والوقوف على الاحتياجات اللازمة في سوريا (سانا‬⁩)

وقال الدكتور سامر الجطيلي، المتحدث باسم المركز، إن منصة التطوع الخارجي التي أطلقها المركز، تتيح فرصة التسجيل في عدد من التخصصات الطبية الملحّة لدعم القطاع الصحي في عدد من المدن السورية، لا سيما خلال الفترة الحالية من الأزمة الإنسانية التي تمر بها سوريا.

وأشار الجطيلي في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أن قائمة التخصصات المطلوبة حُدِّدت بعد التواصل مع الجهات الصحية المسؤولة في سوريا، مؤكداً أن البرنامج يهدف لإتاحة الفرصة للمتطوعين السعوديين في القطاع الصحي لتلبية حاجة القطاع الصحي السوري في كل مناطق البلاد. ونوه الجطيلي بجهود الكوادر الصحية السعودية التي تطوعت بخبراتها وعطائها من خلال البرنامج، وأضاف: «لقد سجل المتطوعون السعوديون في القطاع الصحي حضوراً دولياً مميّزاً، من خلال كثير من الأحداث التي بادروا فيها بتقديم العون والمساعدة للإنسان في مناطق جغرافية مختلفة، وكان لهم أثر طيب في نحو 57 دولة حول العالم، وأَجْرَوْا فيها أكثر من 200 ألف عملية في مختلف التخصصات».

وأشار الجطيلي إلى أن الخبرة التي راكمها البرنامج ستسهم في مدّ يد العون إلى الجانب السوري الذي يعاني من صعوبات خلال هذه المرحلة، وفي إنقاذ حياة كثير من السوريين من خلال أشكال متعددة من الرعاية الطبية التي سيقدمها البرنامج في الفترة المقبلة.

وفد سعودي يبحث مع القائم بأعمال وزارة الصحة السورية سبل تعزيز العمل الإنساني والطبي في سوريا (سانا‬⁩)

وتضم‏ تخصصات الكوادر التطوعية المطلوبة للانضمام «جراحة الأطفال، وجراحة التجميل، وجراحة النساء والولادة، وجراحة عامة، وطب الطوارئ، والدعم النفسي، وجراحة العظام، وطب الأمراض الباطنية، وجراحات القلب المفتوح والقسطرة، وأمراض الكلى، والطب العام، والصدرية، وطب الأطفال، والتخدير، والتمريض، وطب الأسرة، والعلاج الطبيعي، والنطق والتخاطب، والأطراف الصناعية، وزراعة القوقعة، وعدداً آخر من التخصصات الطبية المتعددة».

وقال مركز الملك سلمان للإغاثة إن برنامج «أمل» «يُدَشَّن بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، واستشعاراً لدور السعودية الخيري والإنساني والريادي تجاه المجتمعات المتضررة في شتى أنحاء العالم»، مؤكداً في البيان المنشور على صفحة التسجيل، الدور المؤثر لتقديم الخدمات الطارئة والطبية في رفع المعاناة عن الإنسان، وعيش حياة كريمة، وذلك بمشاركة متطوعين من الكوادر السعودية المميزة.

وبينما يستمر الجسران الجوي والبري اللذان أطلقتهما السعودية بوصول الطائرة الإغاثية السادسة، ونحو 60 شاحنة محمَّلة بأكثر من 541 طناً من المساعدات، زار وفد سعودي من قسم التطوع في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الأحد، عدداً من المشافي والمراكز الطبية السورية، في جولة ميدانية للاطلاع على تفاصيل الواقع الصحي، والوقوف على الاحتياجات اللازمة والطارئة للقطاع.

وجاءت الجولة الميدانية للوقوف على حالة القطاع الصحي في سوريا، وتلمُّس احتياجاته من الكوادر والمؤن الدوائية، عقب اجتماع وفد من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مع مسؤولين من وزارة الصحة السورية في دمشق، تناولا فيه الاحتياجات الطبية العاجلة والمُلحة للمستشفيات السورية.

60 شاحنة محملة بأكثر من 541 طناً من المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية عَبَرَت معبر جابر الحدودي إلى سوريا (مركز الملك سلمان)

وعلى صعيد الجسرين الجوي والبري السعوديين، ​وصلت، الأحد، الطائرة الإغاثية السعودية السادسة التي يسيِّرها «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، إلى مطار دمشق، وتحمل على متنها مساعدات غذائية وطبية وإيوائية؛ للإسهام في تخفيف آثار الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب السوري حالياً.

كما عَبَرَت، صباح الأحد، أولى طلائع الجسر البري الإغاثي السعودي إلى معبر جابر الأردني للعبور منه نحو سوريا؛ حيث وصلت 60 شاحنة محملة بأكثر من 541 طناً من المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية، وهي أولى طلائع الجسر البري السعودي لإغاثة الشعب السوري.

وقال الدكتور سامر الجطيلي، المتحدث باسم المركز، إن الجسر البري سيدعم الجهود في سبيل إيصال المساعدات لجميع الأراضي السورية؛ إذ يحوي كميات كبيرة وضخمة من المواد الغذائية والصحية والإيوائية، تُنْقَلُ بعد وصولها إلى دمشق إلى جميع المناطق الأخرى المحتاجة. وأضاف الجطيلي أن جسر المساعدات البري إلى دمشق يتضمن معدات طبية ثقيلة لا يمكن نقلها عن طريق الجو؛ مثل: أجهزة الرنين المغناطيسي، والأشعة السينية والمقطعية.