العثور على نحو 20 مقبرة جماعية في سنجار

الإقليم يواصل جهوده للكشف عن جرائم «داعش»

العثور على نحو 20 مقبرة  جماعية في سنجار
TT

العثور على نحو 20 مقبرة جماعية في سنجار

العثور على نحو 20 مقبرة  جماعية في سنجار

أعلنت حكومة إقليم كردستان أمس أن عدد المقابر الجماعية المكتشفة في سنجار منذ تحريرها من تنظيم داعش بلغ نحو 20 مقبرة جماعية لمدنيين إيزيديين قتلهم التنظيم خلال العام الماضي.
واجتمعت أمس، دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان ووزارة الشهداء والمؤنفلين في الإقليم مع كافة ممثليات الدول العربية والأجنبية في الإقليم لبحث ما تعرض له الإيزيديون والمسيحيون وأبناء المكونات الدينية الأخرى في سنجار وسهل نينوى إلى عمليات إبادة جماعية على يد تنظيم داعش.
وأعلن رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان، فلاح مصطفى عن جهود حكومة الإقليم في مجال تعريف ما تعرض له الإيزيديون والمكونات الأخرى من جرائم تنظيم داعش بعمليات إبادة جماعية لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المسألة قانونية وتخص المحاكم، ولكن نحن نعمل جاهدين للحصول على دعم من منظمة الأمم المتحدة ومن البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى حكومة إقليم كردستان العراق لدى العراق من أجل مساندتنا ودعمنا»، مضيفا: «لكن نريد العمل عن كثب مع محكمة الجرائم الدولية من أجل أن تكون هناك لجنة للتحقيق في هذه الجرائم، لأنها وبكل المعايير جرائم إبادة جماعية ارتكبت بحق الإيزيديين وبحق مكونات أخرى من شعب إقليم كردستان».
ولف الرئيس إلى القول «خاصة ما حدث في سنجار في أغسطس (آب) من العام الماضي، تعتبر جرائم إبادة جماعية، نحن سعدنا بالاستماع من مندوب الأمم المتحدة ومن مندوب الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء الموجودين في إقليم كردستان لدعمهم ومساندتهم لجهود الإقليم».
من جهته قال المدير العام في وزارة الشهداء والمؤنفلين في حكومة إقليم كردستان، برفان حمدي لـ«الشرق الأوسط»: «بحسب المعلومات الموجودة لدينا، يوجد نحو 20 مقبرة جماعية في سنجار وضواحيها لم تُفتح بعد، وهذه العملية بحاجة إلى إجراءات قانونية وإجراءات علمية».
وتابع حمدي: «نحتاج إلى لجان مشتركة من قبل فريق المقابر الجماعية في وزارة الشهداء والمؤنفلين وفريق الأدلة الجنائية في وزارة الداخلية، وفريق الطب العدلي في وزارة الصحة والهيئات الإدارية سواء في الأقضية والنواحي أو المؤسسات الأمنية من الشرطة والآسايش (الأمن الكردي) والبيشمركة. والقرار من المحكمة لكي تكون عملية الكشف عن المقابر وفتحها وتدوينها من ضمن الوثائق الرسمية للتعرف على جرائم الإبادة الجماعية».
وأضاف: «وأخذ عنصر من هذه الجريمة لكي تكون واحدة من العناصر التي تدل عليه في المحاكم الدولية بأنه فعلا الإبادة الجماعية حدثت في هذه المنطقة واستهدفت فئة معينة أو قومية أو ديانة معينة».
وعن عدد المقابر التي فُتحت حتى الآن، كشف حمدي بالقول: «فُتح حتى الآن ثلاث مقابر بشكل رسمي في مناطق خان سور ومفرق سنونه وبرديا في زمار، احتوت على 67 رفاتا لنساء ورجال، غالبية الضحايا كانوا مكبلي الأيدي من خلف وكانوا مقتولين بإطلاق النار على رؤوسهم، وكان من بينهم قتلى في عمليات إعدام جماعية وآخرون في عمليات عشوائية»، مشيرا إلى أن الإقليم بحاجة إلى مختبرات ولخبراء وتوصيات خبراء فتح المقابر الجماعية ولتطوير الجهود التي تُبذل الآن في هذا المجال.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الشهداء والمؤنفلين في حكومة إقليم كردستان، فؤاد عثمان لـ«الشرق الأوسط»: «حكومة الإقليم شكلت بهذا الخصوص لجنة عليا برئاسة وزير الشهداء والمؤنفلين للتعريف بالإبادة الجماعية التي تعرض له الكرد الإيزيديون والمكونات الدينية والعرقية الأخرى».
وأضاف: «أسست اللجنة مع انطلاقة عملها مركزا لتوثيق وأرشفة الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش، وجُمع أكثر من ثلاثمائة وثيقة وملف خاص بهذه الجرائم وتم إيصال هذه الملفات ولوثائق إلى المحكمة الجنائية الدولية». وتابع: «تسجيل دعوى قانونية ضد تنظيم داعش، لكن هذه اللجنة واجهت العقبات، ومن أهمها عدم توقيع العراق على اتفاقية روما والانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، لكن في الوقت ذاته أمام اللجنة وسائل أخرى منها تحريك هذا الملف والبدء بالتحقيق من قبل الدول دائمة العضوية في الأمم المتحدة».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.