كيري في موسكو الأسبوع المقبل ولافروف يعتبر لقاء نيويورك «سابقًا لأوانه»

يلتقي الرئيس بوتين ووزير الخارجية لبحث ملفي سوريا وأوكرانيا

جون كيري
جون كيري
TT

كيري في موسكو الأسبوع المقبل ولافروف يعتبر لقاء نيويورك «سابقًا لأوانه»

جون كيري
جون كيري

أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، أنه سيتوجه إلى موسكو الأسبوع المقبل ليحاول مع القادة الروس الدفع باتجاه تسوية للنزاع في سوريا، بينما كشفت مصادر دبلوماسية روسية لـ«الشرق الأوسط» في موسكو عن احتمالات زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركية جون كيري.
وعملت موسكو وواشنطن معا لجمع قوى عالمية وإقليمية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وانتقال سياسي في سوريا. ويشمل الاتفاق الذي شاركت فيه دول عدة، بينها الولايات المتحدة والسعودية الداعمة للمعارضة، وروسيا وإيران حليفتا النظام، السعي إلى عقد مباحثات بين الحكومة والمعارضة السوريتين بحلول الأول من يناير (كانون الثاني).
لكن الصعوبات تظهر بينما أعلنت الولايات المتحدة عن استقبال الاجتماع المقبل «للمجموعة الدولية لدعم سوريا» في 18 من الشهر الحالي في نيويورك.
وردا على سؤال عن الدور الذي يتوقعه من الرئيس فلاديمير بوتين، قال كيري: «سأذهب إلى موسكو خلال أسبوع وسألتقيه، وكذلك سألتقي وزير الخارجية (سيرغي) لافروف للبحث في قضيتي سوريا وأوكرانيا».
وأضاف كيري على هامش مؤتمر المناخ الدولي في باريس، أمس، أن «روسيا تبنت سلوكا بناء بمساعدتها على بدء عملية فيينا (المفاوضات الدولية السابقة حول سوريا) ونجاحها وأعتقد أنهم يرغبون في تسوية سياسية هناك».
وكانت ماريا زاخاروفا، الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، أشارت إلى أن «روسيا تدعو إلى مواصلة عمل «مجموعة دعم سوريا» بشكل فعال من أجل إطلاق عملية سياسية سورية - سورية، بصورة حقيقية وفقا لبيان المجموعة الصادر في فيينا في 14 نوفمبر (تشرين الثاني)». وأضافت: «لا نحتاج إلى عقد لقاء من أجل اللقاء ذاته، بل نحتاج إلى اجتماع سيتمكن المشاركون فيه بعد ذلك من التوجه إلى مجلس الأمن الدولي بمبادرة لاتخاذ قرارات تهدف إلى تحريك التسوية السياسية في سوريا على أساس مبادئ الوفاق الوطني السوري وفقا لبيان جنيف، نصا وروحا».
وكان لافروف أشار إلى شرطين قال إنهما أساسيان للمشاركة في لقاء نيويورك، أولهما «ضرورة الاقتناع بإمكانية تحقيق قرار اللقاء السابق حول المصادقة على قائمتي الإرهابيين ووفد المعارضة السورية»، أما الشرط الثاني، فيكمن في موافقة جميع المشاركين في لقاءات فيينا السابقة على مكان عقد المفاوضات وموعدها».
وقالت روسيا إنه «من المبكر» البت في مشاركتها في هذا الاجتماع، بينما بدأت الفصائل السياسية والمسلحة السورية المعارضة، اليوم (الأربعاء)، مناقشات في الرياض لمحاولة توحيد مواقفها لمفاوضات محتملة مع نظام دمشق».
وردا على ما تردد على لسان جون كيري، وزير الخارجية الأميركية، حول أن موسكو غيرت موقفها من بقاء الرئيس السوري بشار الأسد بمنصبه، استشهدت المصادر الروسية بما سبق، وقال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية في تصريحاته إلى وكالة أنباء «إنترفاكس»، التي قال فيها: «أعود وأذكر بموضوع التقاليد الدبلوماسية، لم يتم بيننا الحديث عن ذلك، والأصح كان الحديث عن الأسد، ولكن لا في أي زمان ولا في أي مكان، مع العلم أن كيري يستند في ذلك ليس فقط إلى حديث أجراه معي، وإنما أيضا على حديث أجراه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويتوصل إلى هذا الاستنتاج من هذين الاتصالين. لا الرئيس الروسي ولا أنا أدلينا بأي تصريحات من هذا النوع، ولا يمكننا الإدلاء بمثلها».
وكان كيري قال إن «لقاءاته الأخيرة مع لافروف وبوتين، وكذلك الاتصالات بين بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما، تجعله يستنتج بأن (روسيا تدرك وإيران تبدأ في إدراك) ضرورة رحيل الأسد من منصبه». كما أضافت المصادر ما سبق وأكده الرئيس فلاديمير بوتين في معرض مؤتمره الصحافي الذي عقده مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند في الكرملين، حول أن الأسد عنصر أساسي في عملية الحرب ضد الإرهاب، وأن الجانب الروسي يعتمد على الجيش السوري؛ أي جيش الأسد، لتنفيذ العمليات البرية على الأرض في سوريا، مع التأكيد دوما على أن مصير الأسد رهن إرادة الشعب السوري.
وأشارت وكالة أنباء «نوفوستي» إلى أن «الوزير لافروف أعرب عن شكوكه تجاه صحة ما ينسبه البعض إلى نظيره الأميركي كيري حول تحذيراته بشأن احتمالات اتخاذ الغرب لإجراءات قاسية ضد موسكو وطهران، ردا على دعمهما للأسد»، بينما وصف مثل هذه التحذيرات بـ« العبثية».



أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
TT

أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)

في إطار سعيهما لتعزيز قبضتهما على السلطة، يهاجم رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا ونائبته وزوجته روزاريو موريو الكنيسة الكاثوليكية، بعدما عملا على سجن أو نفي شخصيات معارضة.
بدأ المقاتل السابق في جبهة التحرير الوطني الساندينية، بدعم قوي من زوجته، بالتأسيس لاستمرارية في السلطة منذ عودته إليها في عام 2007. وسمحت تعديلات دستورية في العامين 2011 و2014 برفع الحظر المفروض على إعادة انتخاب الرئيس، الذي كان منصوصاً عليه سابقاً في الدستور، حسبما تقول عالمة الاجتماع إلفيرا كوادرا التي تعيش في المنفى في كوستاريكا.
وتشير كودارا لوكالة «الصحافة الفرنسية» إلى أن أورتيغا (76 عاماً) «حوّل بذلك شكل الحكومة التي نصّ عليها الدستور» من أجل الانتقال إلى نظام «استبدادي» يضع «صنع القرار المطلق في أيدي الثنائي الرئاسي».
ومنذ القمع الدامي لاحتجاجات عام 2018 التي كانت تُطالب باستقالة الزوجيْن، تمرّ نيكاراغاوا بـ«أزمة مطوّلة لا يمكن تخطّيها» لأن أورتيغا وزوجته «أكّدا استمراريتهما في السلطة خلال انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2021. ومن خلال مأسسة الدولة البوليسية».
وأُعيد انتخاب أورتيغا لولاية رابعة على التوالي خلال انتخابات غاب عنها جميع منافسيه الأقوياء المحتملين، بسبب اعتقالهم أو إرغامهم على العيش في المنفى.
ولطالما دان المجتمع الدولي أفعال النظام في نيكاراغوا. وطالبت منظمة الدول الأميركية، أول من أمس الجمعة، الحكومة في نيكاراغوا بوقف «المضايقات والقيود التعسّفية» بحق المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام والمنظمات الدينية والمعارضين. وطالبت أيضاً بـ«الإفراج الفوري عن السجناء السياسيين الذين يُقدّر عددهم بنحو 190».
ويعتبر المحلل والنائب السابق في نيكاراغوا إيليسيو نونييز، الذي يعيش هو أيضاً في المنفى، أن جبهة التحرير الوطني الساندينية «تنتقل من موقع الحزب المهيمن إلى موقع الحزب الواحد (...) مع خلق عبادة شخصية لا مثيل لها حالياً في أميركا اللاتينية».
ومنذ عام، تمّ اعتقال 46 معارضاً أو مجرد منتقد للحكومة وحُكم عليهم بالسجن لفترات تصل إلى 13 عاماً. وكان سبعة منهم يريدون الترشّح إلى الرئاسة.
- قمع الإعلام
وكانت وسائل الإعلام أيضاً من الأهداف الأولى للسلطة.
لم تعد صحيفة «لا برينسا» La Prensa، التي كانت تنشر نسخة ورقية، موجودة إلّا على الإنترنت، بعدما اختار صحافيوها المنفى خوفاً من الاعتقال، وذلك عقب مصادرة مقرّها وزجّ مديرها لورينزو هولمان بالسجن.
وأغلقت السلطات أيضاً المحطة التلفزيونية التابعة للكنيسة الكاثوليكية في نيكاراغوا، بالإضافة إلى عدة إذاعات في أبرشيات مختلفة، وعشرات وسائل الإعلام المستقلة.
في 15 أكتوبر (تشرين الأول) 2020. أصدرت نيكاراغوا تشريعاً يستهدف الذين يتلقون أموالاً من الخارج ويفرض تسجيلهم لدى السلطات بصفة «عملاء أجانب». وأثار هذا القانون انتقادات المجتمع الدولي لما يشكله من خطر على الصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان.
وبموجب هذا القانون، اعتبرت أكثر من ألف مؤسسة ومنظمة غير حكومية كان بعضها يكرّس عمله للدفاع عن حقوق الإنسان، غير قانونية. وأغلقت جامعات خاصة ومنظمات ثقافية بين عشية وضحاها.
في يوليو (تموز) اضطرت راهبات مجمّع الإرساليات الخيرية الذي أسسته الأم تيريزا، إلى الرحيل من نيكاراغوا، وطُردن كأنّهن «منبوذات»، حسبما قال مركز نيكاراغوا للدفاع عن حقوق الإنسان.
- «كنيسة صامتة»
وتُظهر الكنيسة الكاثوليكية نفسها على أنها آخر معقل يحمي من الإجراءات التعسّفية. لكن الموالين للحكومة يعتبرون الكهنة والأساقفة الذين ينتقدون النظام «أنبياء مزيّفين».
ومنعت الشرطة أسقف ماتاغالبا (شمال شرق) المونسنيور رولاندو ألفاريز من التنقّل، منذ 4 أغسطس (آب)، مما يعكس ذروة الأزمة مع نظام يسعى إلى إسكات رجال الدين في الكنيسة الكاثوليكية المحلية لقمع أصوات المعارضة.
وقال ألفاريز في إحدى عظاته: «لطالما أرادت الحكومة كنيسة صامتة، لا تريدنا أن نتكلّم وأن نندّد بالظلم».