الصين وروسيا تعارضان اجتماعًا لمجلس الأمن حول كوريا الشمالية

لاتهامها بارتكاب انتهاكات شبيهة بفظائع العهد النازي

الصين وروسيا تعارضان اجتماعًا لمجلس الأمن حول كوريا الشمالية
TT

الصين وروسيا تعارضان اجتماعًا لمجلس الأمن حول كوريا الشمالية

الصين وروسيا تعارضان اجتماعًا لمجلس الأمن حول كوريا الشمالية

قال دبلوماسيون في مجلس الأمن الدولي أمس إن الصين وروسيا تعارضان خطط الولايات المتحدة لعقد اجتماع خاص بعد غد حول حقوق الإنسان في كوريا الشمالية، التي اتهمتها لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة بارتكاب انتهاكات شبيهة بفظائع العهد النازي.
وفيما قالت الولايات المتحدة، التي ترأس المجلس هذا الشهر، إن الاجتماع سيعقد يوم الخميس المقبل مساء، أوضح عدد من الدبلوماسيين أن الصين وروسيا أبلغتا المجلس معارضتهما للاجتماع، الذي يدعمه تسعة من بين الأعضاء 15 بالمجلس.
وقال أحد الدبلوماسيين ملخصا الشكوى الصينية إن «الصين أبلغت أعضاء المجلس بأن مجلس الأمن ليس معنيا بحقوق الإنسان، بل يجب عليه النظر في المسائل المتعلقة بالسلم والأمن الدوليين». كما قال دبلوماسيون إن روسيا رفعت شكوى إجرائية، تشير إلى أن الولايات المتحدة لم تثر القضية أثناء مناقشة رسمية عقدت الأسبوع الماضي لبرنامج عمل المجلس لشهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
أما السفير الصيني لدى مجلس الأمن ليو جياي فقد أوضح أنها ستكون «فكرة سيئة» أن يعقد مجلس الأمن مثل هذا الاجتماع، لأن المجلس «ليس من اختصاصه النظر في حقوق الإنسان».
وكان مجلس الأمن قد أضاف قضية حقوق الإنسان في كوريا الشمالية إلى جدول أعماله العام الماضي، على الرغم من اعتراضات الصين التي أدت إلى إجراء تصويت إجرائي، علما بأن بكين حليف قوي لبيونغ يانغ. وقد نفت كوريا الشمالية ادعاءات بانتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان، وقالت إن مثل هذه الاتهامات جزء من خطة تقودها الولايات المتحدة لزعزعة استقرار البلاد. وفي خضم هذا الخلاف المعلن قال دبلوماسيون إنه من المرجح أن تستخدم الصين حق الفيتو لعرقلة أي محاولة لمجلس الأمن لإحالة كوريا الشمالية إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وكانت تسع دول أعضاء في المجلس قد تقدمت بطلب عقد الاجتماع هذه السنة، وذلك في رسالة وجهتها إلى السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامنثا باور. وهذه الدول التسع هي بريطانيا وتشيلي، وفرنسا والأردن، وليتوانيا وماليزيا، ونيوزيلندا وإسبانيا، والولايات المتحدة التي تتولى رئاسة المجلس خلال الشهر الحالي. وقد تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة نصا يطالب بيونغ يانغ بأن «تغلق فورا معسكراتها للسجناء السياسيين»، والإفراج عنهم بلا شروط، خاصة بعد أن أفادت لجنة للتحقيق، تابعة للأمم المتحدة، بأن مائة ألف سجين سياسي معتقلون في ظروف مروعة. ومباشرة بعد هذا التقرير صرحت السفيرة الأميركية بالقول إننا «نعتقد أنه من الضروري أن يواصل مجلس الأمن التركيز على الانتهاكات في كوريا الشمالية، وأن نتحدث باستمرار عن وضع حقوق الإنسان، وما يمكننا أن نفعله لتغيير ذلك طالما أن جرائم ترتكب هناك».



أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
TT

أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)

في إطار سعيهما لتعزيز قبضتهما على السلطة، يهاجم رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا ونائبته وزوجته روزاريو موريو الكنيسة الكاثوليكية، بعدما عملا على سجن أو نفي شخصيات معارضة.
بدأ المقاتل السابق في جبهة التحرير الوطني الساندينية، بدعم قوي من زوجته، بالتأسيس لاستمرارية في السلطة منذ عودته إليها في عام 2007. وسمحت تعديلات دستورية في العامين 2011 و2014 برفع الحظر المفروض على إعادة انتخاب الرئيس، الذي كان منصوصاً عليه سابقاً في الدستور، حسبما تقول عالمة الاجتماع إلفيرا كوادرا التي تعيش في المنفى في كوستاريكا.
وتشير كودارا لوكالة «الصحافة الفرنسية» إلى أن أورتيغا (76 عاماً) «حوّل بذلك شكل الحكومة التي نصّ عليها الدستور» من أجل الانتقال إلى نظام «استبدادي» يضع «صنع القرار المطلق في أيدي الثنائي الرئاسي».
ومنذ القمع الدامي لاحتجاجات عام 2018 التي كانت تُطالب باستقالة الزوجيْن، تمرّ نيكاراغاوا بـ«أزمة مطوّلة لا يمكن تخطّيها» لأن أورتيغا وزوجته «أكّدا استمراريتهما في السلطة خلال انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2021. ومن خلال مأسسة الدولة البوليسية».
وأُعيد انتخاب أورتيغا لولاية رابعة على التوالي خلال انتخابات غاب عنها جميع منافسيه الأقوياء المحتملين، بسبب اعتقالهم أو إرغامهم على العيش في المنفى.
ولطالما دان المجتمع الدولي أفعال النظام في نيكاراغوا. وطالبت منظمة الدول الأميركية، أول من أمس الجمعة، الحكومة في نيكاراغوا بوقف «المضايقات والقيود التعسّفية» بحق المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام والمنظمات الدينية والمعارضين. وطالبت أيضاً بـ«الإفراج الفوري عن السجناء السياسيين الذين يُقدّر عددهم بنحو 190».
ويعتبر المحلل والنائب السابق في نيكاراغوا إيليسيو نونييز، الذي يعيش هو أيضاً في المنفى، أن جبهة التحرير الوطني الساندينية «تنتقل من موقع الحزب المهيمن إلى موقع الحزب الواحد (...) مع خلق عبادة شخصية لا مثيل لها حالياً في أميركا اللاتينية».
ومنذ عام، تمّ اعتقال 46 معارضاً أو مجرد منتقد للحكومة وحُكم عليهم بالسجن لفترات تصل إلى 13 عاماً. وكان سبعة منهم يريدون الترشّح إلى الرئاسة.
- قمع الإعلام
وكانت وسائل الإعلام أيضاً من الأهداف الأولى للسلطة.
لم تعد صحيفة «لا برينسا» La Prensa، التي كانت تنشر نسخة ورقية، موجودة إلّا على الإنترنت، بعدما اختار صحافيوها المنفى خوفاً من الاعتقال، وذلك عقب مصادرة مقرّها وزجّ مديرها لورينزو هولمان بالسجن.
وأغلقت السلطات أيضاً المحطة التلفزيونية التابعة للكنيسة الكاثوليكية في نيكاراغوا، بالإضافة إلى عدة إذاعات في أبرشيات مختلفة، وعشرات وسائل الإعلام المستقلة.
في 15 أكتوبر (تشرين الأول) 2020. أصدرت نيكاراغوا تشريعاً يستهدف الذين يتلقون أموالاً من الخارج ويفرض تسجيلهم لدى السلطات بصفة «عملاء أجانب». وأثار هذا القانون انتقادات المجتمع الدولي لما يشكله من خطر على الصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان.
وبموجب هذا القانون، اعتبرت أكثر من ألف مؤسسة ومنظمة غير حكومية كان بعضها يكرّس عمله للدفاع عن حقوق الإنسان، غير قانونية. وأغلقت جامعات خاصة ومنظمات ثقافية بين عشية وضحاها.
في يوليو (تموز) اضطرت راهبات مجمّع الإرساليات الخيرية الذي أسسته الأم تيريزا، إلى الرحيل من نيكاراغوا، وطُردن كأنّهن «منبوذات»، حسبما قال مركز نيكاراغوا للدفاع عن حقوق الإنسان.
- «كنيسة صامتة»
وتُظهر الكنيسة الكاثوليكية نفسها على أنها آخر معقل يحمي من الإجراءات التعسّفية. لكن الموالين للحكومة يعتبرون الكهنة والأساقفة الذين ينتقدون النظام «أنبياء مزيّفين».
ومنعت الشرطة أسقف ماتاغالبا (شمال شرق) المونسنيور رولاندو ألفاريز من التنقّل، منذ 4 أغسطس (آب)، مما يعكس ذروة الأزمة مع نظام يسعى إلى إسكات رجال الدين في الكنيسة الكاثوليكية المحلية لقمع أصوات المعارضة.
وقال ألفاريز في إحدى عظاته: «لطالما أرادت الحكومة كنيسة صامتة، لا تريدنا أن نتكلّم وأن نندّد بالظلم».