استهلت قوى المعارضة السورية وقوى الائتلاف السوري، أمس، اجتماعاتها مع بدء أعمال مؤتمر الرياض بشأن الأزمة السورية بعقد لقاءات ثنائية فيما بينهم، وسارت في أجواء متفائلة حيال الخروج من نفق الأزمة التي طال عمرها، منطلقة من حرص السعودية على حل الأزمة السورية، سياسيًا، واستنادًا إلى البيان الصادر عن مؤتمر «فيينا2» للمجموعة الدولية لدعم سوريا، وما نص عليه من حشد أكبر شريحة من المعارضة السورية لتوحيد صفوفها واختيار ممثليها في المفاوضات وتحديد مواقفها التفاوضية، وذلك للبدء في العملية الانتقالية للسلطة وفق بيان «جنيف1».
وقال هشام مروة، نائب رئيس الائتلاف السوري، إن هناك اتفاقًا نهائيًا على رحيل بشار الأسد، ولا يمكن أن يكون الحل في سوريا من غير رحيل بشار الأسد، مدللاً على ما يجري في اليمن من أن رأس النظام السابق (المخلوع صالح) في اليمن لا يزال يعبث في البلاد. وقال إن ملف إعادة الإعمار، والقضاء على الإرهاب سيكون على طاولة مباحثات مؤتمر الرياض، مشيرًا إلى أن المعارضة السورية ستفاجئ الجميع من أنها متوحدة في آرائها إزاء إنهاء الأزمة السورية.
وشدد مروة خلال تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أمس قبيل اجتماع مؤتمر المعارضة السورية، على أن الاجتماعات الثنائية بين قوى المعارضة «غير الرسمية» التي جرت أمس، تركز على أهمية العمل على وثيقة المعارضة التي تتكون من 16 نقطة، مشيرًا إلى أن هناك توافقا «كبيرا» للمعارضة فيما بينها على تلك الوثيقة، والتي تتضمن رؤية موحدة إزاء إنهاء الأزمة السورية.
وأفاد نائب رئيس الائتلاف السوري، بأن تمثيل القوى العسكرية له دلالات على أن هناك جدية أكثر من قبل على إنهاء الأزمة السورية عبر الطرق السياسية، مشددًا على أن هذا التمثيل يؤكد على جدية مؤتمر الرياض، ويمنع سلبية مؤتمرات المعارضة السورية السابق.
من جانب آخر، قال هادي البحرة، الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض، إن قوى الائتلاف والمعارضة السورية حرصت خلال الاجتماعات التي شهدتها العاصمة الرياض أمس، على توحيد الرؤية حيال الأزمة في البلاد قبل بدء المؤتمر (اليوم)، وعقدت لقاءات ثنائية فيما بينها، من أجل التهيئة لجلسة الافتتاح الذي تنطلق اليوم (الأربعاء)، وبدأ العمل على وثيقة مشتركة لرؤية الحل السياسي والمرحلة الانتقالية لسوريا.
وأضاف البحرة، أن هناك اختلافا حول المدة الزمنية لرحيل بشار الأسد، بحيث لا تتجاوز ستة أشهر، فيما أوضح أن الاجتماع الذي يجمع كل أطياف المجتمع السوري سواء من الناحية العسكرية أو السياسية تحت سقف واحد، سيشكل دفعة قوية باتجاه إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، مشيرًا إلى أن اليوم الأول لاجتماع مؤتمر الرياض سيبحث هيئة الحكم الانتقالي وفترتها وهيئاتها.
وشدد هادي البحرة على أن قوى الائتلاف متفقه فيما بينها على ضرورة رحيل بشار الأسد وأفراد النظام في السلطة، موضحًا في رده على تساؤل حول الموقف الفرنسي الأخير إزاء الأزمة السورية، بأن تلك التصريحات جرى توضيحها لاحقًا. وأضاف: «القصد هو عدم وجود دور لقوات النظام السوري والحكم الانتقالي مستقبلاً، وهذا الموقف أصبح معروفا لدينا، إذ لا يمكن أن يكون لبشار الأسد أو الأفراد التابعين للنظام في المرحلة الانتقالية أو مستقبل سوريا».
وتطرق إلى أن الاجتماع اليوم سيبحث بنود الوثيقة الجامعة التي تجمع المعارضة، كما سيتم في اليوم الأخير الإجماع على تشكيل وفد مفاوض مشترك للحوار مع النظام السوري وفق بيان «جنيف1» وما تتوصل إليه ورقة مؤتمر الرياض.
إلا أن منذر ماخوس، سفير الائتلاف السوري في باريس، بدا متفائلا حيال خروج مؤتمر الرياض بوثيقة تنهي الأزمة السورية، مشيرًا إلى أن وجود نحو 16 فصيلا عسكريا في المؤتمر سيشكل أهمية للوصول إلى آلية عملية لإنهاء الأزمة.
وشدد ماخوس خلال تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، على أن هناك اجتماعات مع قوى المعارضة السورية في تركيا جرت – أخيرًا - للوصول إلى آلية عملية لتوحيد مواقف المعارضة، كما اتفق على أن الحل السياسي ينطلق من وجود فصائل عسكرية ميدانية تتحكم على الأرض بموازين القوى.
وبيّن سفير قوى الائتلاف السوري في باريس على أن هناك شبه إجماع على الثوابت في ما يتعلق بإنهاء الأزمة السورية في البلاد، إلا أنه أكد أن التحديات التي تواجه المعارضة كبيرة جدًا.
من جهته، قال الدكتور جون نسطة عضو هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي، إن مؤتمر الرياض، بمثابة منصة انطلاق ستمهّد الطريق للمفاوضات المزمع عقدها بأميركا بين المعارضة والنظام السوري، متوقعًا أن يفضي المؤتمر إلى تشكيل وفد من 25 شخصا، لمفاوضة ممثلي النظام، في مطلع عام 2016.
وأضاف نسطة القادم من برلين للمشاركة في المؤتمر: «الرياض جعلتنا اليوم أقرب إلى التفاؤل من أي وقت مضى، للتوافق وتوحيد الصفوف برؤى موحدة»، لافتًا إلى أن الدعم الإيراني للنظام متعدد الأشكال، وحزب الله يشارك حاليا في معارك القصير والقلمون وحلب.
وأوضح أن التدخل الروسي المسلح في سوريا لضرب «داعش» أنقذ النظام من السقوط، مقابل تقديم تنازلات جدية، مشيرًا إلى أن أمد الأزمة السورية، طال، بسبب «عسكرة» الانتفاضة و«أسلمة» الفرق المقاتلة.
وعبر عن تفاؤله بعقد المؤتمر في السعودية التي تمتلك تجربة ناجحة سابقة في مجال حل النزاعات، وهي إيجاد حلول للبنان في زمن الحرب عبر اتفاق الطائف، وبالتالي جميع المعارضين السوريين الذين تدفقوا إلى الرياض من شتى أنحاء العالم، متفائلون بأن تكون الرياض منصة الانطلاق لحلول ممكنة وواقعية وقابلة للتنفيذ، وإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
ويعتقد نسطة، أن روسيا ستمارس ضغطًا على نظام الأسد، لأن يقدم تنازلات، على اعتبار أن مؤتمر الرياض وضع ملامح واضحة للرؤية السورية المعارضة الموحدة. وقال: «ومع أننا ضد التدخل الأجنبي سواء من روسيا في حربها التي تشنها حاليًا بحجة أنها تقاتل جماعات (داعش)، إلا أن الروس دخلوا هذه (المعمعة)، ليس بغرض البقاء في هذا المستنقع العميق، وإنما محاولة روسية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية من خلال الضغط على نظام الأسد والحصول على تنازلات جدية».
ويعتقد عضو هيئة التنسيق أن التنازلات الجدية المتوقعة من النظام تتمثل، في توفير إجراءات بناء ثقة حقيقية، لإطلاق سراح المعتقلين والسماح بعودة المهجّرين، وتوصيل الإغاثات الدولية للمناطق المحاصرة.
توحد في مواقف المعارضة وأجواء متفائلة للخروج من نفق الأزمة
ممثل هيئة التنسيق: المؤتمر منصة تمهّد للمفاوضات مع النظام
توحد في مواقف المعارضة وأجواء متفائلة للخروج من نفق الأزمة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة