تركيا تصر على إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا.. وتقول إنها لن تسحب جنودها من العراق

أوغلو يعتزم زيارة بغداد في أقرب وقت في محاولة لتهدئة الخلاف

تركيا تصر على إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا.. وتقول إنها لن تسحب جنودها من العراق
TT

تركيا تصر على إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا.. وتقول إنها لن تسحب جنودها من العراق

تركيا تصر على إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا.. وتقول إنها لن تسحب جنودها من العراق

قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، اليوم (الثلاثاء)، إنّ بلاده تصر على اقامة "مناطق آمنة" في شمال سوريا، والتنفيذ السريع لمقترحات بتدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة.
ونقلت تصريحات اردوغان مباشرة على التلفزيون أمام مجموعة من المسؤولين المحليين في أنقرة.
على صعيد منفصل، أفادت وزارة الخارجية التركية اليوم، أنّ تركيا أوقفت ارسال قوات إلى شمال العراق في الوقت الراهن، إلّا أنّها أعلنت انها لن تسحب الجنود الموجودين هناك، وذلك بعدما طلبت بغداد سحب الجنود الذين ارسلوا إلى منطقة قرب الموصل الخاضعة لتنظيم "داعش".
وقال تانجو بلجيج المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية للصحافيين، إنّ وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، كرر احترام أنقرة لوحدة الاراضي العراقية، في مكالمة أجراها مساء أمس مع نظيره العراقي ابراهيم الجعفري.
وقال أوغلو للجعفري أيضا إنّ وجود تركيا في الموصل يهدف إلى المساهمة في قتال تنظيم "داعش". كما ذكر بلجيج أنّ مثل هذه التدريبات ستستمر بالتنسيق مع العراق.
وتفيد تركيا بأنّ نشر الجنود في شمال العراق هو ضمن مهمة لتدريب وتجهيز القوات العراقية. وفي المقابل تقول الحكومة العراقية إنّها لم تطلب هذه القوة مطلقًا وهددت برفع القضية إلى الامم المتحدة إذا لم تسحبها أنقرة.
من جهّته، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو اليوم، إنّه يريد زيارة بغداد بأسرع وقت ممكن في محاولة لتهدئة الخلاف بشأن نشر القوات التركية. متابعًا، أنّ القوات التركية توجهت للعراق للحماية من هجوم محتمل من "داعش" وأنّ من فسروا وجودها بشكل مختلف ضالعون في "استفزاز متعمد".
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قد قال يوم أمس (الاثنين) أن أغلبية النفط المنتج من أراض يسيطر عليها تنظيم "داعش" في العراق وسوريا يتم تهريبه عبر تركيا.
ونفت تركيا مرارا وبقوة أي دور لها في تهريب النفط من تلك المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا أو العراق، وتقول انها حققت تقدما في التصدي لشبكات تهريب النفط التي تنشط على حدودها منذ عقود.
وقال بيان نشره الموقع الرسمي للعبادي ان رئيس الوزراء أكد في اجتماع مع وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير أمس "على أهمية ايقاف تهريب النفط من قبل عصابات داعش الارهابية والذي يهرب أغلبيته عن طريق تركيا".
وتكرر تعليقات العبادي اتهامات وجهتها روسيا مؤخرا للرئيس التركي طيب اردوغان وعائلته بالتربح من تهريب النفط من أراض يسيطر عليها تنظيم "داعش". وينفي اردوغان الاتهامات ويقول انه سيستقيل اذا ثبتت صحتها.
من جهة أخرى، هون مسؤول كبير بوزارة الخارجية الاميركية من شأن المزاعم الروسية وقال ان حجم النفط المهرب من سوريا الى تركيا لا يحقق لاي شخص ربحا كبيرا.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».