المستشار الأمني لمعصوم: هولاند أبلغه بأن فرنسا ستزود العراق بصواريخ ذكية

ألمانيا تخصص 70 مليون يورو للمناطق المحررة من «داعش»

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لدى استقباله وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر - شتاينماير أمس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لدى استقباله وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر - شتاينماير أمس (إ.ب.أ)
TT

المستشار الأمني لمعصوم: هولاند أبلغه بأن فرنسا ستزود العراق بصواريخ ذكية

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لدى استقباله وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر - شتاينماير أمس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لدى استقباله وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر - شتاينماير أمس (إ.ب.أ)

كشف شيروان الوائلي، المستشار الأمني للرئيس العراقي فؤاد معصوم، أن «الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أبلغ الرئيس فؤاد معصوم، خلال اللقاء الذي جمع بينهما في قصر الإليزيه أثناء مؤتمر قمة المناخ في باريس، أن فرنسا ستزود العراق بصواريخ ذكية لمعالجة أهداف نقطوية يصعب معالجتها بالأسلحة الاعتيادية».
وقال الوائلي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «اللقاء الذي جمع الرئيس معصوم بالرئيس هولاند تم بناء على طلب الأخير علما بأن هولاند لم يلتق بالإليزيه على هامش مؤتمر المناخ سوى ستة رؤساء دول من بين نحو 150 رئيس دولة وحكومة وهم الرؤساء: الأميركي، والروسي، والصيني، والإسرائيلي، والفلسطيني، والعراقي»، مشيرا إلى أن «اللقاء جرى على مرحلتين: الأولى لمدة ربع ساعة، وهو لقاء مغلق بين الرئيسيين. والثانية لقاء بحضور الوفدين العراقي والفرنسي واستمر لمدة نصف ساعة؛ حيث كان قد جمعني لقاء جانبي مع المستشار العسكري للرئيس هولاند شرحت فيه الموقف على الأرض في العراق، وما تحققه القوات العراقية لمقاتلة (داعش)، وما تحتاجه القوات العراقية على صعيد مواصلة القتال».
وأشار الوائلي إلى أن «الرئيس الفرنسي هو من بادر بالإعلان عن تقديم المساعدة الضرورية التي سوف تؤدي إلى تحقيق أهداف الحرب؛ حيث إنها دقيقة الإصابة حيث تعالج الأهداف النقطوية والجماعات الإرهابية التي لا تؤثر فيها الأسلحة التقليدية، لا سيما أن الرئيس معصوم شرح لنظيره الفرنسي أهمية السرعة في القضاء على (داعش)»، كاشفا أن «الرئيس الفرنسي أبلغ معصوم أن لديه الموقف اليومي للطلعات الجوية الفرنسية التي تتولى مهام الحرب في المنطقة». وأوضح الوائلي أن «اللقاء الذي جمع الرئيس معصوم مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في باريس، صب في الاتجاه ذاته؛ حيث أكد كاميرون أن بريطانيا سوف تزيد من مساهمتها في الحرب ضد (داعش)».
في السياق ذاته، أفاد بيان رسمي بأن الرئيس العراقي أكد أثناء لقائه وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر - شتاينماير، أمس «أهمية توحيد الجهود الدولية ضد (داعش) وضرب خلاياه النائمة في العالم وتجفيف منابعه»، وأكد «استمرار الجهود لإنجاح مشروع المصالحة وإعمار المناطق المتضررة».
من جانبه، أكد الوزير الألماني أن «بلاده بصدد توسيع دعمها في مجال الخدمات وبناء عدة مستشفيات فيها لتشجيع الإعمار وعودة العوائل المهجرة إليها»، مبينا أن «ألمانيا تحرص وباهتمام على تعزيز علاقاتها مع العراق».
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، أعلن شتاينماير أن بلاده «قررت تخصيص مبلغ قدره 70 مليون يورو للمناطق المحررة في العراق العام المقبل»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن «البرلمان الألماني صوت يوم الجمعة الماضي، على الموافقة على تقديم المزيد من المساعدات العسكرية الألمانية في مجال مكافحة تنظيم (داعش)، إضافة إلى ما تقدمه الحكومة الألمانية من مساعدات في مجال تدريب وتسليح المقاتلين في شمال العراق»، لافتًا إلى أن «الجديد في ضوء تلك المساعدات هو مشاركة ألمانيا في الاستطلاعات الجوية ضد تنظيم داعش وتزويد وقود الطائرات الحربية». وأشار شتاينماير إلى أن «القرار الألماني تضمن مساعدة فرنسا في حربها ضد الإرهاب؛ حيث ستقوم البحرية الألمانية بحماية حاملة الطائرات الفرنسية الموجودة في البحر المتوسط».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.