إدانة خليجية لاغتيال اللواء سعد

الرياض تؤكد أن جهود قوات التحالف مستمرة بدعم الشرعية اليمنية

إدانة خليجية لاغتيال اللواء سعد
TT

إدانة خليجية لاغتيال اللواء سعد

إدانة خليجية لاغتيال اللواء سعد

لقيت عملية اغتيال محافظ عدن، اللواء الركن جعفر محمد سعد، ردود فعل محلية وعربية ودولية منددة بالعملية، فقد تواصلت ردود الفعل الشعبية والرسمية والحزبية إزاء حادثة اغتيال محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد ومرافقيه، صباح أمس.
وجددت السعودية، أمس، تأكيداتها على أن جهود قوات التحالف الداعم للشرعية في اليمن لن تتوقف بعد اغتيال اللواء جعفر محمد سعد، محافظ عدن، إثر استهداف موكبه بسيارة مفخخة أثناء ذهابه إلى مقر عمله.
وأكدت السعودية أمس إدانتها واستنكارها الشديدين لجريمة اغتيال محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد، وعدد من مرافقيه، وأفاد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية في السعودية بأن «يد الغدر والخيانة التي طالت الأبرياء في عدن لن تثني جهود دول التحالف في دعم الحكومة الشرعية في اليمن وإعادة الأمن والاستقرار لربوع هذا البلد». وختم المصدر تصريحه بالتعبير عن أحر التعازي لأسر الفقيد ومرافقيه، وللرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والحكومة اليمنية.
ومن جانبه دان الدكتور عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع أمس، وأدى إلى استشهاد اللواء جعفر محمد سعد محافظ مدينة عدن وستة من مرافقيه، ووصفه بأنه جريمة مروعة تتنافى مع كافة القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية.
وأعرب الأمين العام، عن وقوف دول مجلس التعاون ومساندتها لليمن في كل ما يتخذه من إجراءات أمنية للحفاظ على أمن وسلامة مواطنيه والمقيمين على أرضه، معربا عن تعازيه الحارة لذوي الضحايا وللحكومة والشعب اليمني.
وأعرب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن أسفه لحادثة اغتيال محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد، الذي تم استهدافه وهو في طريقة إلى مقر عمله.
وقال هادي: «إن محافظة عدن ترفض أي جماعات وأفكار دخيلة على وطننا ومجتمعنا ونسيجنا الاجتماعي». وأضاف، خلال اجتماعه بالقيادات التنفيذية والعسكرية ومستشار الرئيس اليمني اللواء صالح عبيد أحمد، ونائب رئيس مجلس النواب محمد الشدادي، ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اللواء حسين عرب، ووزير الإعلام محمد عبد المجيد قباطي، ووكيل أول محافظة عدن أحمد سالمين، والأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة عدن بدر معاون، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء ركن أحمد سيف، وأركان المنطقة الرابعة ناصر بارويس، ومدير أمن محافظة عدن العميد الركن محمد مساعد، أن «هناك قوى لا تريد لعدن واليمن السلم والوئام، وتعمل كل ما بوسعها من خلال أدواتها الرخيصة لتعكير المشهد في محاولة منها لبعثرة الأوراق»، مؤكدًا أن «مصير تلك القوى في النهاية الفشل، كما كانت على الدوام، وستنتصر في النهاية إرادة الشعب اليمني لتعري بجلاء ووضوح تلك الوجوه الظلامية القبيحة ومن يتستر خلفها». وتم خلال الاجتماع اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لمواجهة أعداء الوطن والإنسانية والحياة بمعناها ومفهومها الشامل.
كما دان وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية، الدكتور أنور بن محمد قرقاش، جريمة اغتيال محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد الذي استهدفته أيادي الغدر والإرهاب أمس، وقال الوزير إن «هذه الجرائم لن تثبط من عزمنا المشترك على عودة الأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن الشقيق» مضيفا أن دولة الإمارات وضمن التحالف العربي بقيادة السعودية الشقيقة لن تألو جهدا في سعيها إلى تحقيق هذه الأهداف.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.