3 هجمات انتحارية على جزيرة في بحيرة تشاد تخلف 30 قتيلاً

نفذتها جماعة بوكو حرام.. واستهدفت سوقًا أسبوعية

جانب من التفجيرات التي لحقت بأحد مساجد مدينة مايدوغوري النيجيرية بعد هجوم نفذته جماعة بوكو حرام في أكتوبر الماضي (أ.ب)
جانب من التفجيرات التي لحقت بأحد مساجد مدينة مايدوغوري النيجيرية بعد هجوم نفذته جماعة بوكو حرام في أكتوبر الماضي (أ.ب)
TT

3 هجمات انتحارية على جزيرة في بحيرة تشاد تخلف 30 قتيلاً

جانب من التفجيرات التي لحقت بأحد مساجد مدينة مايدوغوري النيجيرية بعد هجوم نفذته جماعة بوكو حرام في أكتوبر الماضي (أ.ب)
جانب من التفجيرات التي لحقت بأحد مساجد مدينة مايدوغوري النيجيرية بعد هجوم نفذته جماعة بوكو حرام في أكتوبر الماضي (أ.ب)

قتل 27 شخصًا على الأقل، أمس، في ثلاث هجمات انتحارية استهدفت سوقا أسبوعية في جزيرة لولو فو على بحيرة تشاد، وهو ما يظهر مجددا قدرة جماعة بوكو حرام على تنفيذ اعتداءات منسقة رغم الحملات العسكرية على معاقلها.
وقال مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية، طالبًا عدم كشف هويته، إن «ثلاثة انتحاريين فجروا أنفسهم في ثلاثة مواقع مختلفة في السوق الأسبوعية في جزيرة لولو فو على بحيرة تشاد»، مشيرًا إلى أن التفجيرات أسفرت عن «30 قتيلا، بينهم انتحاريو (بوكو حرام) الثلاثة، وأكثر من 80 جريحا».
وكانت الحكومة التشادية قد فرضت حالة الطوارئ على منطقة بحيرة تشاد في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في أعقاب هجمات انتحارية شنتها جماعة بوكو حرام، التي بايعت تنظيم داعش المتشدد. وقد شهدت المنطقة الهجوم الأكثر دموية في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث أسفرت ثلاثة تفجيرات، نفذتها «بوكو حرام» في باغا سولا، إحدى كبرى المدن التشادية على ضفاف بحيرة تشاد، عن سقوط 41 قتيلا و48 جريحا.
ويتقاسم بحيرة تشاد كل من نيجيريا والنيجر والكاميرون وتشاد. ورغم أن مساحتها تتقلص بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، إلا أن هذه المنطقة تضم عددا كبيرا من الجزر الصغيرة، التي يقيم فيها صيادون وتحوطها نباتات كثيفة، مما يسهل تسلل متشددي «بوكو حرام» إلى الأراضي التشادية لشن هجمات.
ومنذ بداية العام الحالي، ينفذ الجيش التشادي عملية عسكرية ضد المتشددين، الذين تجاوزت هجماتهم شمال شرقي نيجيريا نحو تشاد والنيجر والكاميرون البلدان المجاورة. وقد منيت الجماعة المتطرفة بخسائر كبيرة بفعل هذه العملية، لكن أعضاءها لا يزالون يشنون هجمات، ويستخدمون بحيرة تشاد ملاذا ينسحبون إليه.
والملاذان الرئيسيان الآخران لـ«بوكو حرام» موجودان في أماكن وعرة، وهما غابة سامبيسا وجبال ماندارا، الواقعة على الحدود بين نيجيريا والكاميرون التي تتعرض بدورها لاعتداءات.
وتستهدف هذه الاعتداءات، التي تنفذها في الغالب نساء شابات أو فتيات، بانتظام الأسواق التي عادة ما تكون مكتظة في الدول الأفريقية. ولمحاربة «بوكو حرام» شكلت الدول الأربع، التي تطل على بحيرة تشاد وبنين، قوة تدخل مشتركة متعددة الجنسيات قوامها 8700 شرطي ومدني، وأصبحت العاصمة التشادية نجامينا هي مقر قيادة هذه القوة، فيما تشكل تشاد رأس حربة الحرب على المتشددين في أفريقيا جنوب الصحراء. كما تضم نجامينا مقر قيادة عملية برخان الفرنسية، التي تكافح المتشددين في منطقة الساحل. لكن القوة الإقليمية الأفريقية لا تزال عملانية بالكامل.
وقال الرئيس التشادي إدريس ديبي إن هذا التحالف «أضعف بالتأكيد الشبكات» المتشددة لكنها «رغم ذلك لا تسلم بهزيمتها».
وأعلنت وزارة الدفاع الكاميرونية الأربعاء أن جيشها قتل في ثلاثة أيام مائة متشدد من «بوكو حرام»، وحرر 900 رهينة، وصادر رايات لتنظيم داعش خلال عملية نفذها في أقصى شمال البلاد.
وقد تحقق ذلك في عملية تمشيط خاصة بين 26 و28 نوفمبر الماضي، استهدفت مقاتلي «بوكو حرام» في بلدات حدودية مع نيجيريا، بحسب وزير الدفاع الكاميروني جوزيف بيتي اسومو. ونشرت الولايات المتحدة من جانبها 300 عسكري في الكاميرون لتنفيذ عمليات استطلاع واستخبارات ضد المتشددين النيجيريين.
وخلف تمرد جماعة بوكو حرام وقمعها نحو 17 ألف قتيل على الأقل، وأكثر من 2.5 مليون نازح منذ 2009.



تونس: إيقاف متهمين بالانتماء إلى «تنظيم إرهابي»

وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي بجلسة عمل مع ممثل البنتاغون في سياق التنسيق الأمني والعسكري بين سلطات البلدين (من موقع وزارة الدفاع التونسية)
وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي بجلسة عمل مع ممثل البنتاغون في سياق التنسيق الأمني والعسكري بين سلطات البلدين (من موقع وزارة الدفاع التونسية)
TT

تونس: إيقاف متهمين بالانتماء إلى «تنظيم إرهابي»

وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي بجلسة عمل مع ممثل البنتاغون في سياق التنسيق الأمني والعسكري بين سلطات البلدين (من موقع وزارة الدفاع التونسية)
وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي بجلسة عمل مع ممثل البنتاغون في سياق التنسيق الأمني والعسكري بين سلطات البلدين (من موقع وزارة الدفاع التونسية)

كشفت مصادر أمنية رسمية تونسية عن أن قوات مكافحة الإرهاب والحرس الوطني أوقفت مؤخراً مجموعة من المتهمين بالانتماء إلى «تنظيم إرهابي» في محافظات تونسية عدة، دون توضيح هوية هذا التنظيم، وإن كان على علاقة بالموقوفين سابقاً في قضايا إرهابية نُسبت إلى فروع جماعتي «داعش» و«القاعدة» في شمال أفريقيا، مثل تنظيم «جند الخلافة» و«خلية عقبة بن نافع».

وحدات مكافحة الإرهاب التونسية ترفع حالة التأهب (صورة من مواقع وزارة الداخلية التونسية)

ووصف بلاغ الإدارة العامة للحرس الوطني في صفحته الرسمية الموقوفين الجدد بـ«التكفيريين»، وهي الصيغة التي تُعتمد منذ سنوات في وصف من يوصفون بـ«السلفيين المتشددين» و«أنصار» الجهاديين المسلحين.

من محافظات عدة

وأوضح المصادر أن قوات تابعة للحرس الوطني أوقفت مؤخراً في مدينة طبربة، 20 كلم غرب العاصمة تونس، عنصراً «تكفيرياً» صدرت ضده مناشير تفتيش صادرة عن محكمة الاستئناف بتونس بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي، ومحكوم غيابياً بالسجن لمدة 6 أعوام.

كما أعلن بلاغ ثانٍ صادر عن الإدارة العامة عن الحرس الوطني أن قواتها أوقفت مؤخراً في منطقة مدينة «مساكن»، التابعة لمحافظة سوسة الساحلية، 140 كلم جنوب شرقي العاصمة، متهماً بالانتماء إلى تنظيم إرهابي صدرت ضده أحكام غيابية بالسجن.

وحدات مكافحة الإرهاب التونسية ترفع حالة التأهب (صورة من مواقع وزارة الداخلية التونسية)

بالتوازي مع ذلك، أعلنت المصادر نفسها أن الحملات الأمنية التي قامت بها قوات النخبة ومصالح وزارة الداخلية مؤخراً براً وبحراً في محافظات عدة أسفرت عن إيقاف مئات المتهمين بالضلوع في جرائم ترويج المخدرات بأنواعها من «الحشيش» إلى «الحبوب» و«الكوكايين».

في السياق نفسه، أعلنت مصادر أمنية عن إيقاف ثلاثة متهمين آخرين بـ«الانتماء إلى تنظيم إرهابي» من محافظة تونس العاصمة وسوسة وبنزرت سبق أن صدرت ضدهم أحكام غيابية بالسجن في سياق «الجهود المتواصلة للتصدي للعناصر المتطرفة» وتحركات قوات مصالح مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية ووحدات من الحرس الوطني.

المخدرات والتهريب

وفي سياق تحركات خفر السواحل والوحدات الأمنية والعسكرية المختصة في مكافحة تهريب البشر والسلع ورؤوس الأموال، أعلنت المصادر نفسها عن إيقاف عدد كبير من المهربين والمشاركين في تهريب المهاجرين غير النظاميين، وغالبيتهم من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، وحجز عشرات مراكب التهريب ومحركاتها.

كما أسفرت هذه التدخلات عن إنقاذ نحو 83 مهاجراً غير نظامي من الموت بعد غرق مركبهم في السواحل القريبة في تونس؛ ما تسبب في موت 27 ممن كانوا على متنهما.

في الأثناء، استأنفت محاكم تونسية النظر في قضايا عشرات المتهمين في قضايا «فساد إداري ومالي» وفي قضايا أخرى عدّة، بينها «التآمر على أمن الدولة». وشملت هذه القضايا مجموعات من الموقوفين والمحالين في حالة فرار أو في حالة سراح، بينهم من تحمل مسؤوليات مركزية في الدولة خلال الأشهر والأعوام الماضية.

وفي سياق «الإجراءات الأمنية الوقائية» بعد سقوط حكم بشار الأسد في سوريا والمتغيرات المتوقعة في المنطقة، بما في ذلك ترحيل آلاف المساجين المغاربيين المتهمين بالانتماء إلى تنظيمات مسلحة بينها «داعش» و«القاعدة»، تحدثت وسائل الإعلام عن إجراءات «تنظيمية وأمنية جديدة» في المعابر.

في هذا السياق، أعلن عن قرار مبدئي بهبوط كل الرحلات القادمة من تركيا في مطار تونس قرطاج 2، الذي يستقبل غالباً رحلات «الشارتير» و«الحجيج والمعتمرين».

وكانت المصادر نفسها تحدثت قبل أيام عن أن وزارة الدفاع الأميركية أرجعت إلى تونس الاثنين الماضي سجيناً تونسياً كان معتقلاً في غوانتانامو «بعد التشاور مع الحكومة التونسية».

وأوردت وزارة الدفاع الأميركية أن 26 معتقلاً آخرين لا يزالون في غوانتانامو بينهم 14 قد يقع نقلهم، في سياق «تصفية» ملفات المعتقلين خلال العقدين الماضيين في علاقة بحروب أفغانستان والباكستان والصراعات مع التنظيمات التي لديها علاقة بحركات «القاعدة» و«داعش».

حلول أمنية وسياسية

بالتوازي مع ذلك، طالب عدد من الحقوقيين والنشطاء، بينهم المحامي أحمد نجيب الشابي، زعيم جبهة الخلاص الوطني التي تضم مستقلين ونحو 10 أحزاب معارضة، بأن تقوم السلطات بمعالجة الملفات الأمنية في البلاد معالجة سياسية، وأن تستفيد من المتغيرات في المنطقة للقيام بخطوات تكرّس الوحدة الوطنية بين كل الأطراف السياسية والاجتماعية تمهيداً لإصلاحات تساعد الدولة والمجتمع على معالجة الأسباب العميقة للازمات الحالية.