مصادر مطلعة لـ {الشرق الأوسط}: إيران تسلم الحوثيين أسلحة جديدة متطورة

تحديات كبيرة أمام الرئاسة اليمنية.. وقرارات مرتقبة لهادي

اجتماع سابق للرئيس اليمني بالقادة العسكريين في عدن (سبأ)
اجتماع سابق للرئيس اليمني بالقادة العسكريين في عدن (سبأ)
TT

مصادر مطلعة لـ {الشرق الأوسط}: إيران تسلم الحوثيين أسلحة جديدة متطورة

اجتماع سابق للرئيس اليمني بالقادة العسكريين في عدن (سبأ)
اجتماع سابق للرئيس اليمني بالقادة العسكريين في عدن (سبأ)

كشفت مصادر يمنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن التصعيد الذي تشهده الساحة اليمنية من قبل الحوثيين يأتي بعد حصولهم على دفعات جديدة من الأسلحة من إيران وأطراف إقليمية ودولية أخرى.
شهدت، الفترة الماضية، عمليات تهريب أسلحة إلى المتمردين بطرق مختلفة، وبالتحديد عبر المناطق الساحلية التابعة لمحافظات حضرموت والمهرة وشبوة، والمناطق الصحراوية التي تربط بين اليمن ودول في المنطقة، مطلة على بحر العرب.
وقد أكدت مصادر ميدانية في محافظة تعز لـ«الشرق الأوسط»، أن سلاحا حديثا يستخدمه الحوثيون في الجبهات وأن بعضه ضبط بحوزة بعض القتلى والأسرى.
ويتمثل التصعيد الحوثي في تحركات ميدانية وفتح المزيد من جبهات القتال والرمي بمواقف المجتمع الدولي عرض الحائط، فقد فتح المتمردون بعض الجبهات وفعلوا جبهات أخرى في الضالع وشبوة وتعز وفي أطراف صنعاء، إضافة إلى مأرب وبعض المناطق الواقعة بين محافظتي تعز ولحج، في حين أعلن المتمردون عن ما سموه «البدء في تنفيذ الخيارات الاستراتيجية».
وفي مقابل التصعيد العسكري، ورغم المساعي التي يبذلها المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، لعقد جولة مشاورات جديدة بين طرفي النزاع، صعد الحوثيون بالبدء فيما يصفه المراقبون بـ«المحاكمة الهزلية للرئيس» عبد ربه منصور هادي و6 من أعوانه أمام إحدى المحاكم في العاصمة صنعاء، التي تخضع لسيطرتهم. وتؤكد مصادر سياسية يمنية أن التصعيد الحالي، يجعل العملية السياسية والجهود التي يبذلها المجتمع الدولي، ممثلا في الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، تواجه جملة من المعوقات والعراقيل التي يضعها تحالف الانقلاب على الشرعية في اليمن (الحوثي - صالح).
وتتهم السلطات اليمنية الشرعية ومعظم الأطراف في الساحة اليمنية، المتمردين الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح، بالعمل على تقويض أي محاولة للتوصل إلى تسوية سياسية، وكذا الإصرار على رفض تطبيق القرار الأممي 2216، الصادر عن مجلس الأمن الدولي بخصوص الأزمة اليمنية. ويعتقد المراقبون، في الساحة اليمنية، أن التصعيد الذي يمارسه تحالف الحوثي - صالح: «يعبر عن إصرارهم على عدم احترام قرار مجلس الأمن الدولي والعودة للعملية السياسية».
وقال محمد قاسم نعمان، رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان لـ«الشرق الأوسط»، إن الأسلحة التي حصل عليها الحوثيون، متطورة، وأرجع نعمان التصعيد الحوثي، أيضا، إلى «التنازلات التي يبديها لهم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة السيد ولد الشيخ، التي وصلت إلى حد الإلغاء لفحوى ونصوص قرار مجلس الأمن واستبدالها بأفكار وآراء وجدت تجاوبا وتفاعلا إيجابيا معها من قبل ولد الشيخ وممثلي الإدارة الأميركية في لقاءات مسقط».
وأشار نعمان إلى أن تلك الأفكار، التي نوقشت في مسقط، «تلغي ما حواه قرار مجلس الأمن، حيث يستغلون هذه التنازلات ووصول الأسلحة، وكذا ممارسة اللعب بأوراق داخلية وبالذات في الجنوب، منها ورقة تنظيم القاعدة في محافظتي أبين وحضرموت».
وأضاف نعمان أن لتصعيد الحوثيين والمخلوع صالح «أغراضا وأهدافا مباشرة وغير مباشرة وجميعها سيكون لها تأثير على مسار الجهود السياسية».
ويقول السياسي اليمني نعمان إنه «ومن خلال متابعاتنا لما يتم من تواصل واتصالات للسيد ولد الشيخ نجد المنهج الإيراني واضحا في هكذا تواصل وحوارات، ولا شك أن لهذا المنهج والاتصالات أهدافا للتأثير على جهود إعادة العملية السياسية، ولهذا فهي بكل ذلك تحمل في طياتها مفاجآت وسيكون لها مزيد من التفاعلات على الأرض وبالذات من قبل أطراف المقاومين والمتضررين من عدوان الحوثي - صالح»، حسب تعبيره.
إلى ذلك، ورغم التعديلات التي أجراها الرئيس عبد ربه منصور هادي، قبل أيام، على الحكومة اليمنية، فإن الشارع اليمني يعتقد أن هناك الكثير من الإجراءات التي يفترض أن تتخذ لتطبيع الأوضاع، على الأقل، في المناطق المحررة.
ويؤكد محمد قاسم نعمان، أن عودة الرئيس هادي لإدارة أمور الدولة من عدن، غير كافية وأنها «لا بد أن تكتمل بعودة حكومة (المنفى).. وعودة الأجهزة الحكومية التي تشكل عودتها إلى عدن أساس إعادة تطبيع الأوضاع والحياة في عدن والمناطق المحررة».
وحول أبرز التحديات التي تواجه الرئيس هادي، في الوقت الراهن، يؤكد رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان أن هناك «تحديات كثيرة أمام الرئيس هادي وأمام الحكومة، أبرزها التحديات الأمنية الخطيرة وحل مشكلات المقاومة ومطالبها ودورها القادم، ومواجهة نتائج وآثار الحرب العدوانية التي استهدفت مدينة عدن والجنوب عموما، ووضع آلية إشراك المجتمع ومنظماته المدنية».
وأضاف أن هناك تحديا جديدا «دخل قبل يومين على خط هذه التحديات، وهو عودة من يسمون أنفسهم بالقاعدة إلى محافظة أبين القريبة والمطلة على مدينة عدن»، مشيرا إلى أن جملة التحديات المذكورة وغير المذكورة «تحتاج إلى جهود ومشاركة مجتمعية ومن ذوي الخبرات والكفاءات والنزاهة والقدرات العلمية العالية».
وفي السياق ذاته، علمت «الشرق الأوسط» أن سلسلة قرارات سيصدرها الرئيس عبد ربه منصور هادي اليوم (السبت)، تتضمن تعيينات في مواقع مهمة.



العليمي: لا خيار سوى الانتصار على المشروع الإيراني في اليمن

رئيس الأركان اليمني ووزير الداخلية أثناء إيقاد شعلة ذكرى ثورة «26 سبتمبر» في مأرب (سبأ)
رئيس الأركان اليمني ووزير الداخلية أثناء إيقاد شعلة ذكرى ثورة «26 سبتمبر» في مأرب (سبأ)
TT

العليمي: لا خيار سوى الانتصار على المشروع الإيراني في اليمن

رئيس الأركان اليمني ووزير الداخلية أثناء إيقاد شعلة ذكرى ثورة «26 سبتمبر» في مأرب (سبأ)
رئيس الأركان اليمني ووزير الداخلية أثناء إيقاد شعلة ذكرى ثورة «26 سبتمبر» في مأرب (سبأ)

احتفل اليمنيون رسمياً وشعبياً في الداخل والخارج بذكرى «ثورة 26 سبتمبر» التي أطاحت بأسلاف الحوثيين في 1962، وبهذه المناسبة أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أنه «لا خيار سوى الانتصار على المشروع الإيراني» والمتمثل في الجماعة الحوثية.

ورغم أعمال القمع والاعتقالات الواسعة التي شنتها الجماعة الحوثية في مناطق سيطرتها والاستنفار الأمني فإن السكان في مناطق متفرقة احتفلوا بشكل فردي بذكرى الثورة التي ترى فيها الجماعة خطراً يمكن أن يستغل لتفجير انتفاضة عارمة للقضاء على انقلابها.

احتفالات بذكرى الثورة اليمنية في مدينة الخوخة المحررة جنوب محافظة الحديدة (سبأ)

وفي المناطق المحررة، لا سيما في مأرب وتعز وبعض مناطق الحديدة الخاضعة للحكومة الشرعية، نظمت احتفالات رسمية وشعبية على نحو غير مسبوق بحضور كبار المسؤولين اليمنيين، الذين حضروا حفل «إيقاد شعلة الثورة».

وحضر الاحتفال الرسمي في مأرب عضو مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة ورئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك، ومعه وزراء: الداخلية، والتجارة والصناعة، والمالية، والكهرباء، والمياه والبيئة، والإعلام والثقافة والسياحة.

وفي حين أقامت العديد من السفارات اليمنية في الخارج الاحتفالات بذكرى الثورة «26 سبتمبر» شهدت مدينة تعز (جنوب غرب) حشوداً غير مسبوقة في سياق الاحتفالات الرسمية والشعبية بالمناسبة.

وكان اليمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين بدأوا دعواتهم للاحتفال بالثورة هذا العام منذ بداية الشهر الجاري، وهو ما جعل الجماعة تستنفر قواتها في صنعاء وإب وذمار والحديدة وتهدد الداعين للاحتفال قبل أن تشن حملات اعتقال شملت المئات، بينهم سياسيون ووجهاء قبليون وصحافيون وحزبيون.

حشود كبيرة تحتفل في مدينة تعز اليمنية عشية ذكرى الثورة التي أطاحت بأسلاف الحوثيين في 1962 (سبأ)

وعلى وقع الاعتقالات الحوثية رأى «التحالف الوطني للأحزاب والمكونات السياسية» المؤيدة للحكومة الشرعية أن الجماعة الحوثية تحاول «طمس الهوية اليمنية الثورية، وتكرار ممارسات الحكم الإمامي ومحو آثار الثورة السبتمبرية العظيمة».

ودعت الأحزاب في بيان المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى «إدانة الجرائم والانتهاكات الحوثية، والوقوف بحزم ضد هذه الجماعة التي تمثل تهديداً ليس فقط لليمن، بل لأمن واستقرار المنطقة بأسرها».

هجوم رئاسي

بالتزامن مع احتفالات اليمنيين بذكرى «ثورة 26 سبتمبر» هاجم رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي الحوثيين، في خطاب وجهه من نيويورك حيث يشارك في الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة، وأشاد بالتمسك بالاحتفال بالمناسبات الوطنية.

وحض العليمي على جعل الاحتفال «دعوة للفعل والتماسك والثبات ونداء مسؤولية وواجب لا يستثني أحداً للانخراط في معركة استعادة مؤسسات الدولة بالسلاح، والمال، والكلمة».

ورأى أن الاحتفالات المبكرة كل عام «تؤكد أن شعلة التغيير ستظل متقدة أبداً في النفوس». وأضاف «هذا الاحتشاد، والابتهاج الكبير بأعياد الثورة اليمنية في مختلف المحافظات هو استفتاء شعبي يشير إلى عظمة مبادئ سبتمبر الخالدة، ومكانتها في قلوب اليمنيين الأحرار، ورفضهم الصريح للإماميين الجدد، وانقلابهم الآثم». في إشارة إلى الحوثيين.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ)

وهاجم العليمي الحوثيين وقال إنهم «اختاروا الفوضى حين ساد الاستقرار، واقترفوا جريمة الانقلاب حين توافق اليمنيون على الديمقراطية وسيادة الشعب، وفرضوا الحرب يوم جنح الجميع إلى السلام، وقاموا بنهب المؤسسات وتخريبها واحتكروا موارد البلاد وأثقلوا المواطنين بالجبايات».

وأشار رئيس مجلس الحكم اليمني إلى أن الجماعة الموالية لإيران اجتاحت المدن والقرى بالإرهاب والعنف وانتهاك الحريات العامة، واختطفت الأبرياء من النساء والأطفال والمسنين، وعبثت باستقلال القضاء وأفرغت القوانين من قيمتها، وحرفت التعليم عن سياقه الوطني والعلمي، وحولته إلى منبر طائفي وسلالي متخلف.

وشدد في خطابه على أنه «لا خيار - في بلاده - سوى النصر على المشروع الإيراني». وقال «إن حريتنا وكرامتنا، تتوقف على نتيجة هذه المعركة المصيرية التي لا خيار فيها إلا الانتصار».

وأكد العليمي على أنه لا يوجد مستقبل آمن ومزدهر لليمن بمعزل عن الدول العربية وفي مقدمها دول تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، والإمارات. وقال «هذا المصير لا يتعلق فقط بهذه المرحلة، ولكن بحقائق التاريخ، والجغرافيا التي تتجاوز أوهام الأفراد وطموحاتهم، وأزماتهم».