قاعدة الملك خالد العسكرية رأس الحربة ضد المتمردين الحوثيين باليمن

خبير عسكري سعودي لـ {الشرق الأوسط} : تحتوي على أنظمة تقنية متطورة وبالغة الاحترافية

صورة التقطت في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) لطيار سعودي وهو يستعد للانطلاق بمقاتلته لتنفيذ مهمة في اليمن (أ.ف. ب)
صورة التقطت في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) لطيار سعودي وهو يستعد للانطلاق بمقاتلته لتنفيذ مهمة في اليمن (أ.ف. ب)
TT

قاعدة الملك خالد العسكرية رأس الحربة ضد المتمردين الحوثيين باليمن

صورة التقطت في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) لطيار سعودي وهو يستعد للانطلاق بمقاتلته لتنفيذ مهمة في اليمن (أ.ف. ب)
صورة التقطت في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) لطيار سعودي وهو يستعد للانطلاق بمقاتلته لتنفيذ مهمة في اليمن (أ.ف. ب)

تعتبر قاعدة الملك خالد بخميس مشيط، وعلى بعد 100 كيلومتر مربع من الحدود اليمنية، واحدة من القواعد العسكرية التي تستخدمها قوات التحالف الداعم للشرعية في اليمن، وتعتبر مركز إطلاق رئيسيًا لعمليات عاصفة الحزم التي انطلقت شهر مارس (آذار) الماضي.
وبحسب تقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية، أمس، فإن مقاتلة من قاعدة جوية تقع في منطقة جبلية جنوب غربي السعودية تلقي فوق اليمن قنابل موجهة بالليزر أو لتستخدم نظامًا لتحديد المواقع.
ومنذ نهاية مارس، يشن تحالف عربي بقيادة سعودية غارات شبه يومية على المتمردين الحوثيين انطلاقًا من قاعدة الملك خالد على بعد نحو 100 كيلومتر من الحدود اليمنية.
وترمي هذه العمليات إلى دعم الحكومة اليمنية الشرعية ضد المتمردين، الذين يسيطرون على مناطق في البلاد، منها العاصمة صنعاء.
وفي حجرة الملابس يرتدي الطيارون الخوذات والسترات الخضراء ويأخذون مسدسات قبل التوجه إلى المدرج، حيث تنتشر مقاتلات من الدول الأعضاء في التحالف تُستخدم للقيام بالمهمات.
وعلى المدرج مقاتلات «إف - 15» سعودية إلى جانب طائرة «سوخوي» سودانية و«ميراج» قطرية. إلى جانب طائرته يقف النقيب خالد من سلاح الجو السعودي الذي لا يسمح له بالإدلاء باسمه الكامل، ويشرح أن مهمته هي الدفاع عن المدنيين في اليمن من الحوثيين وحلفائهم.
ويقول هذا الطيار السعودي لوكالة الصحافة الفرنسية خلال أول زيارة إلى هذه القاعدة تُنظّم لوسائل إعلام أجنبية منذ بدء العمليات في اليمن: «ندافع أيضًا عن بلادنا».
وللنقيب خالد (32 عامًا) 10 سنوات من الخبرة، ويقول إنه قام بمهمات عدة فوق هذا البلد، تتراوح بين 150 و200 ساعة طيران. ونشر التحالف العربي قوات برية في اليمن، لكن عملياته الأساسية تبقى الغارات الجوية.
ونفى التحالف بشدة المعلومات التي تحدثت عن شن غارات عشوائيا، ويؤكد الطيارون في قاعدة الملك خالد أنهم يتخذون كل التدابير اللازمة.
وقال النقيب خالد على وقع هدير إقلاع طائرة أخرى: «نستخدم دائما القنابل الموجهة لتكون الغارة محددة الهدف». وأضاف الطيار الذي يتهم على غرار آخرين الحوثيين باستخدام المدنيين دروعًا بشرية، أن الطواقم لا تلقي أبدا قنابلها «قبل التأكد 100 في المائة من الهدف».
ويؤكد النقيب خالد أنه لم يشعر يومًا بالخطر أثناء مهماته، وأشار التحالف إلى مقتل طيار واحد مغربي قضى في مايو (أيار) في تحطم طائرته الـ«إف - 16» في منطقة صعدة شمال اليمن.
وفي يونيو (حزيران)، استخدم وفق التحالف صاروخ «باتريوت» لاعتراض صاروخ «سكود» أطلق من اليمن باتجاه مدينة خميس مشيط التي تقع قربها قاعدة الملك خالد.
في مقابل ذلك، شدد خبير العسكري السعودي على أن قاعدة خميس مشيط (جنوب السعودية) تُعتبر أحد القواعد العسكرية المهمة في عمليات الدفاع عن الشرعية باليمن، وهي مسؤولة مع القاعدة العسكرية في الطائف عن العمليات، كما أنها تسهم في حماية الجزء الجنوبي للبلاد.
وقال العقيد إبراهيم آل مرعي الخبير السعودي في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، إن قاعدة خميس مشيط تُعتبر واحدة من أكبر القواعد العسكرية على مستوى الشرق الأوسط، مبينًا أن القاعدة تستخدم كل الأنظمة العسكرية الحديثة، والمتطورة، كما أن قوات الدفاع الجوي، والقوات الجوية السعودي، والقوات البرية تشارك في القاعدة الضخمة.
ولفت آل مرعي الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن القاعدة العسكرية لديها إمكانيات تمكنها من الدفاع عن الجزء الجنوبي للبلاد، كما تحتوي على ترسانة عسكرية تكفي لممارسة طلعاتها الجوية من غير إسناد وإمداد من المناطق العسكرية الأخرى، مشيرًا إلى أن نوع الطائرات التي يستخدمها الطائرة السعودية في «إف - 15»، وطائرات «تور نيدوا» و«رافال» الفرنسية.
وبين الخبير العسكري أن قوات التحالف أصبحت تستخدم قاعدة العند جنوب اليمن في العمليات العسكرية التي تهدف إلى دعم الشرعية اليمنية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.