الميليشيات تبيع جثامين القتلى من المعتقلين.. وتقيدهم كـ«إرهابيين»

الكشف عن 362 حالة انتهاك خلال نوفمبر بالحديدة

الميليشيات تبيع جثامين القتلى من المعتقلين.. وتقيدهم كـ«إرهابيين»
TT

الميليشيات تبيع جثامين القتلى من المعتقلين.. وتقيدهم كـ«إرهابيين»

الميليشيات تبيع جثامين القتلى من المعتقلين.. وتقيدهم كـ«إرهابيين»

تستمر ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، في ارتكاب انتهاكاتها الجسيمة بحق أهالي محافظة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، وإقليم تهامة ككل، من قتل وملاحقات واعتقال لجميع المناوئين لهم بحجة انتمائهم للمقاومة الشعبية التهامية التي كبدتهم الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد من خلال تصعيد هجماتها النوعية ضدهم.
وقالت مصادر في محافظة الحديدة لـ«الشرق الأوسط» إن الميليشيات الحوثية تجبر الأهالي الذين قتل أبناؤهم في السجون والمعتقلات، على توقيع إقرارات بأن أبناءهم «إرهابيون في صفوف عناصر تنظيم القاعدة».
وبينما تواصل ميليشيات الحوثي وصالح شن حملات المداهمة والاعتقالات للمواطنين بأحياء مدينة الحديدة وأريافها إلى جانب قيامها بإطلاق الرصاص الحي بشكل كثيف وسط الأحياء السكنية عند اقتحامها للمنازل، قامت بإجبار الأهالي بمديرية زبيد على التوقيع على ما تسميه الميليشيات بـ«وثيقة الشرف».
إلى ذلك، كشف تحالف «رصد»، منظمة مجتمع مدني محلية بالحديدة، قامت ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق صالح بـ326 حالة انتهاك خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في محافظة الحديدة، وتنوعت بين قتل واختطاف واعتداءات وتسببت في قتل وغيره. وقال غالب القديمي، المسؤول الإعلامي لتحالف «رصد» بمحافظة الحديدة لـ«الشرق الأوسط»، إن «تهامة تعيش بين جرائم ميليشيات الحوثي والمخلوع وغياب تام للسلطة الشرعية، وإن محافظة الحديدة، أصبحت تعيش كابوس القتل والخطف والنهب والسلب والتشريد والتهديد والابتزاز».
وأضاف أن «ميليشيات الحوثي قتلت 5 أشخاص وتم الإفراج عن البعض والبعض الآخر لم تفرج عن جثثهم حتى دفع أهل الضحية مبالغ خيالية والتوقيع على ورقة اعتراف بأن ابنهم إرهابي، كما حصل مع الضحية طاهر يابس عبيد الذي دفع أهله مبلغ 22 ألف ريال سعودي (7 آلاف دولار أميركي)»، مشيرا إلى أنه «في ظل هذه الانتهاكات تعيش محافظة الحديدة في ظلام دامس منذ أكثر من خمسة أشهر بسبب انقطاع للتيار الكهربائي وانقطاع المياه، وتفجر مياه الصرف الصحي وتراكم النفايات بالشوارع؛ مما تسبب في تفشي الأمراض والأوبئة».
وذكر «رصد» في تقريره الشهري، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن «جماعة الحوثي ارتكبت خلال شهر نوفمبر الماضي 326 انتهاك بحق المواطنين بينها 5 حالات قتل، 60 حالة التسبب في قتل، 14 حالة اختطاف، 18 حالة اعتداء، 23 تسبب في إصابة، 5 حالات تهديد، بالإضافة إلى حالات الاعتداء على ممتلكات خاصة وعامة التي تمثلت شملت 62 حالة اعتداء على ممتلكات خاصة تنوعت ما بين اقتحام منازل ومحال تجارية ومنظمات المجتمع المدني، و2 حالات استيلاء إحداها على منشأة تجارية والأخرى مقر منظمة مجتمع مدني».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.