الولايات المتحدة تنشر قوات خاصة في العراق وتستعد لتوسيع دورها في سوريا

أعلن وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر، اليوم (الثلاثاء)، انه يتم نشر قوات "خاصة" في العراق للقيام بعمليات ضد تنظيم "داعش" من بينها شن مداهمات لمراكز للتنظيم في سوريا.
وصرح كارتر امام لجنة القوات المسلحة انه يتم نشر "قوة استكشافية متخصصة" في العراق لمساعدة القوات العراقية والبشمركة على قتال تنظيم "داعش"؛ وذلك "بالتنسيق التام مع الحكومة العراقية". واضاف ان "قوات العمليات الخاصة الاميركية لديها مجموعة فريدة من القدرات التي تمكنها من القيام بمهام متعددة"، مؤكدا "نحن مستعدون لاستخدام قدرات هذه القوة الفريدة في اي فرصة مناسبة". واضاف ان هذه القوات الخاصة قادرة كذلك على التدخل في سوريا المجاورة التي اعلنت واشنطن ارسال نحو 50 من قوات العمليات الخاصة الى اراضيها.
وقال كارتر "هذه القوات الخاصة ستتمكن مع الوقت من القيام بالمداهمات، وتحرير الرهائن، وجمع المعلومات الاستخباراتية والقبض على قادة في داعش". واضاف ان هذه القوة قادرة كذلك على "القيام بعمليات احادية في سوريا".
واكد كارتر انه "مستعد لتوسيع" دور القوات الخاصة في سوريا، ودعا القوى الدولية الى تعزيز جهودها لهزيمة التنظيم المتطرف.
وتأتي تصريحاته فيما يستعد البرلمان البريطاني لمناقشة السماح للقوات الجوية البريطانية بالمشاركة في عمليات القصف الجوي في سوريا.
وقال كارتر "على المجتمع الدولي بما فيه حلفاؤنا وشركاؤنا المساعدة على تكثيف (الجهود) قبل وقوع هجوم مماثل لهجمات باريس". وتابع "كلما زادت المساهمات التي نتلقاها من دول اخرى، كلما تمكنا من زيادة قدراتنا القتالية اكثر باستخدام قواتنا".
من جهته، قال الرئيس الاميركي باراك اوباما اليوم، انه يتوقع ان تغير روسيا استراتيجيتها في سوريا بعد ان تحسب تكلفة ابقاء الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة.
وقال اوباما على هامش قمة المناخ التي تنظمها الامم المتحدة في باريس "اعتقد انه من الممكن خلال الاشهر المقبلة ان نرى تغيرا في حسابات الروس، واعترافهم بان الوقت قد حان لانهاء الحرب الاهلية في سوريا". واضاف "لن يكون الامر سهلا. فقد سفك الكثير من الدماء"، مضيفا ان روسيا استثمرت سنوات في ابقاء نظام الاسد في السلطة. إلا انه قال ان اسقاط "داعش" لطائرة الركاب الروسية فوق سيناء المصرية الشهر الماضي، واسقاط تركيا لمقاتلة روسية الاسبوع الماضي، يغير حسابات بوتين تدريجيا. واضاف "اعتقد ان السيد بوتين يفهم، نظرا لان افغانستان لا تزال ماثلة في الذاكرة، ان تورطه في نزاع أهلي نتيجته غير محسومة، ليس هو الهدف الذي يرغب في تحقيقه"؛ في اشارة الى التدخل لروسي في النزاع الافغاني في الثمانينات الذي استنفد موارد موسكو.
واقر اوباما بالاختلافات الكبيرة بشأن مستقبل الاسد، إلا انه قال ان روسيا ستوافق في النهاية على رحيل الأسد. وقال في اشارة الى الاسد "اعتقد ان شخصا يقتل مئات الآلاف من ابناء شعبه هو فاقد للشرعية". واضاف "ولكن وبغض النظر عن المعادلة الاخلافية، فمن الناحية العملية من المستحيل ان يتمكن الاسد من توحيد البلاد وان يجمع جميع الاحزاب في حكومة شاملة".
واوضح الرئيس الاميركي ان الخطوة التالية في الجهود الدبلوماسية في فيينا هي اشراك جماعات المعارضة المعتدلة "التي وبصراحة لا تجمعنا اشياء مشتركة مع بعضها، ولكنها تمثل فصائل كبيرة داخل سوريا". واضاف "في نهاية المطاف ستدرك روسيا ان التهديد الذي يمثله داعش على روسيا وشعبها هو الأهم، وان عليهم التحالف معنا نحن الذين نقاتل داعش".