عمليات نوعية لمقاومة تهامة تستهدف قيادات حوثية في الإقليم

الميليشيات تطلق الرصاص على رأس شاب بسبب «تسريحة شعره»

مسلحان من رجال المقاومة الشعبية، غرب مدينة مأرب، يراقبان تحركات ميليشيا التمرد بإحدى جبهات المحافظة الغنية بالنفط مأرب (أ.ف.ب)
مسلحان من رجال المقاومة الشعبية، غرب مدينة مأرب، يراقبان تحركات ميليشيا التمرد بإحدى جبهات المحافظة الغنية بالنفط مأرب (أ.ف.ب)
TT

عمليات نوعية لمقاومة تهامة تستهدف قيادات حوثية في الإقليم

مسلحان من رجال المقاومة الشعبية، غرب مدينة مأرب، يراقبان تحركات ميليشيا التمرد بإحدى جبهات المحافظة الغنية بالنفط مأرب (أ.ف.ب)
مسلحان من رجال المقاومة الشعبية، غرب مدينة مأرب، يراقبان تحركات ميليشيا التمرد بإحدى جبهات المحافظة الغنية بالنفط مأرب (أ.ف.ب)

وصلت المقاومة والجيش الوطني، إلى الذروة في التعامل مع الانقلابيين في إقليم تهامة، إضافة إلى ضربها مراكز قيادية يفترض أنها محصنة عسكريا من أتباع الميليشيا التي عادة تكون بحسب الاستراتيجية هدفا سهلا، ويتضح هذا جليا مع تصعيد المقاومة في الإقليم، أعمالها العسكرية خلال 24 ساعة الماضية، ضد ميليشيا الحوثيين وحليفهم علي صالح.
واستهدفت المقاومة تجمعات عدة لعناصر الميليشيا بمواقع مختلفة بمحافظة الحديدة، منها واقعة «شارع الميناء»، حيث نفذت المقاومة هجوما مباشرا على أحد التجمعات بعبوات ناسفة، نتج عنه مقتل العشرات من أتباع الحوثيين الذين كانوا يقومون بجولات ميدانية على منافذ البيع، كما نفذت هجوما آخر بقنبلة يدوية على تجمع لميليشيا الحوثي، أمام مقر حزب التجمع اليمني للإصلاح في شارع «زايد» بمدينة الحديدة الذي تحتله الميليشيا منذ أشهر.
وتزايدت هذه العمليات في الآونة الأخيرة، لتشمل مراكز عسكرية استولت عليها ميليشيا الحوثي والحرس الجمهوري الذي يتبع علي صالح، الأمر الذي أربك القيادات العسكرية في الميليشيا التي شرعت في تنفيذ عمليات اعتقال للشخصيات السياسية والاعتبارية في الإقليم، مما دفع المقاومة الشعبية في الإقليم لتغيير استراتيجيتها وتخرج من عمليات «الكر والفر» بضرب مواقع عسكرية للميليشيا، إلى عمل نوعي باستهداف قيادات عسكرية حوثية في مواقع أشد أمنا وحراسة من تلك المواقع.
وخلال اليومين الماضيين استهدفت المقاومة الشعبية، نحو 6 من قيادات الحوثيين الميدانيين، الذين كانوا وراء الاغتيالات والعمليات العسكرية، وكان آخرهم «صغير العقار» المكنى بـ«الحرازي» في مدينة باجل بمحافظة الحديدة، الذي تعرض لإصابات بالغة، ومقتل «علي شوعي الملحاني» الذي تفيد الأنباء بمقتله.
وبحسب تفاصيل عملية استهداف قيادات الحوثيين، يتضح وفقا لخبراء عسكريين، أن المقاومة الشعبية تمتلك جهازا استخباراتيا لديه القدرة والإمكانات على جمع معلومات كاملة حول هذه القيادات وآلية تحركاتهم بالساعة، والمقار التي يوجدون فيها، ونوعية الحراسة وعدد الحراس، وهذه المعلومات تجمع لدى مركز قيادة المقاومة في الإقليم، التي تبني خطط الاستهداف والتوقيت المناسب، بعد أن توفر كل وسائل التي تخدم المنفذين في إنجاز المهام.
ووفقًا لمصدر في المقاومة الشعبية، فإن المقاومة لا تنفذ عمليات عشوائية في جميع الاتجاهات، «خاصة فيما يتعلق باستهداف القيادات العسكرية في الميليشيا، وفي أغلب هذه الهجمات نقوم بتجميع المعلومات التي تساعد أفراد المقاومة وتسهل عليهم عملية الاختراق للحراسات التي تكون بصحبة القيادي الحوثي».
وأضاف أن عملية استهداف «الحرازي»، كانت بناء على معلومات جُمعت، حول مرور الحوثي بمركبته من السوق «المركزية» في أوقات محددة، وعدد المرافقين له في هذه الفترة، وتعاملت المقاومة مع هذه المعلومة، من خلال استهدافه بقنبلة يدوية أثناء مروره بالقرب من السوق المركزية بمدينة باجل، أسفر عن إصابته ومصرع أحد مرافقيه وإصابة آخر بجروح خطيرة.
وفي سياق متصل، تعاونت الميليشيا مع أتباع علي صالح العسكريين بالقتل والاعتداء على عدد من الشباب، من أبناء مدينة بيت الفقيه بمحافظة الحديدة، وقال شهود عيان: «إن ميليشيات الحوثي كانت تستقل طقما عسكريا حين نزلت إلى سوق مدينة الحديدة، واعترضت الكثير من الشباب»، فيما أطلقت الميليشيا عددا من الرصاصات على رأس أحد الشباب لمخالفتهم الرأي حول تسريحة شعره.
ويبدو أن عملية استهداف القيادات العسكرية، دفعت الميليشيا إلى شن حملة دهم لكثير من المنازل، كما يقول عبد الحفيظ الخطامي، الناشط الاجتماعي، حيث انتهكت الميليشيا بوحشية منازل سكان الحديدة، ومنهم منزل «علي جابر هبل» رئيس فرع التجمع اليمني للإصلاح في منطقة العباسي بمديرية بيت الفقيه بمحافظة الحديدة، وقاموا بتهديد الأطفال والنساء، وعاثوا في المنازل نهبا وتخريبا، وروعوا النساء والأطفال.
وأضاف الخطامي أن هذه الانتهاكات مستمرة، وسجنها للناشطين لفترات تراوح أربعة أشهر منذ اعتقالهم دون تهم مباشرة، ومنهم الناشط في الحراك التهامي سمير المندعي بعد اختطافه من قبل الميليشيا، وإيداعه في سجونها الخاصة دون أي تهمة سوى أنه كان واحدا من أبرز المطالبين برحيل الميليشيات الحوثية من تهامة بالوسائل السلمية كافة، وكان أحد أبناء الحراك التهامي الذي ناضل ويناضل لرفع احتلال الميليشيات لتهامة ومطالبتها بالرحيل من مدينة الحديدة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.