أعنف هجوم من المالكي على النجيفي يتهمه فيه بـ «قيادة مؤامرة ضد الدولة»

رئيس الوزراء وصف البرلمان بأنه {صف طلاب مدرسة ابتدائية.. وأنهى عمله}

أعنف هجوم من المالكي على النجيفي يتهمه فيه بـ «قيادة مؤامرة ضد الدولة»
TT

أعنف هجوم من المالكي على النجيفي يتهمه فيه بـ «قيادة مؤامرة ضد الدولة»

أعنف هجوم من المالكي على النجيفي يتهمه فيه بـ «قيادة مؤامرة ضد الدولة»

شن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أعنف هجوم من نوعه على خصمه اللدود ورئيس البرلمان أسامة النجيفي متهما إياه بقيادة مؤامرة بالتواطؤ مع جهة لم يسمها ضد الدولة. وقال المالكي في كلمته الأسبوعية أمس الأربعاء إنه قدم طعنا أمام المحكمة الاتحادية بعمل وسياسة مجلس النواب، متهما النجيفي بتعطيل مشروع قانون الموازنة وتشريع قوانين غير دستورية.
وخلال السنوات الماضية شهدت العلاقة بين الرجلين الكثير من حالات المد والجزر حتى بلغت خلال الشهور الستة الماضية إلى شبه قطيعة. ومع دخول رئيسي السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية مرحلة شهر عسل مؤقتة عندما التقيا في مقر زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي، حيث تصالحا وطبع كل واحد منهما قبلة على خد الآخر ووقعا ما سمي في وقتها «ميثاق الشرف الوطني».
واعتبر النجيفي في كلمة له بعد المصافحة والقبلات أن «اللقاء كان طيبا وأزال الخلافات وإن شاء الله نبدأ بداية جديدة، وستبنى على هذا اللقاء لقاءات أخرى لنبحث كل الملفات بروح أخوية». وشدد على أن «لا خلاف شخصيا مع المالكي بل هو خلاف مبني على اختلاف وجهات النظر وإن شاء الله تزول جميع القضايا ونلتزم جميعا بالدستور ونبني البلد». ورغم حصول لقاءات محدودة بعد ذلك إلا أنها لم تسفر عن شيء وهو ما أدى في النهاية إلى قطيعة كاملة لا سيما بعد تفاقم أزمة الأنبار والعلاقة مع إقليم كردستان. وطبقا لما أبلغ به «الشرق الأوسط» قيادي بارز في كتلة «متحدون» التي يتزعمها النجيفي طلب عدم الإشارة إلى اسمه أن «الكتلة عقدت اجتماعا مطولا لتدارس خطاب المالكي وما تضمنه من أمور خطيرة وهي تعد بيانا بذلك سينشر على الرأي العام»، مشيرا إلى أن «النجيفي سوف يعقد غدا (اليوم) مؤتمرا صحافيا يوضح فيه الكثير من الحقائق».
وكان المالكي قد اعتبر أن «جانبا مما يقوم به البعض من عملية إسناد لـ«داعش» بشكل مباشر أو غير مباشر، بالدفاع عنهم أو توجيه قضية الأنبار بأنها طائفية، وأنا مضطر لأقول إن رئاسة مجلس النواب عطلت المؤسسة التشريعية وحرفت مسارها لتعطيل العملية السياسية بدل أن يكون مساندا لها». وأضاف أن «مجلس النواب انتهى وحكمت عليه هيئة الرئاسة بالانتهاء من خلال الانتهاكات الدستورية بتشريع قوانين دون أن تمر على الحكومة والدستور صرح بأن المشاريع يجب أن تمر على الحكومة، إلا أن النجيفي يصر على تشريع القوانين».
وأشار المالكي إلى أن «البرلمان تلاعب بالقوانين التي تقدمها الحكومة، فعند ذهاب القوانين إلى البرلمان يتغير القانون ويخرج عن هدفه الأساسي وإذا به ينزلق باتجاهات أخرى تحمل الحكومة الكثير من الموارد وتحمل الموازنة أموالا طائلة وضعتها بموقف محرج، ولا أستطيع أن أبعد ما يجري بهذه الدائرة عن محاولة لتعطيل الحكومة وإفشالها وإغراقها بالمتطلبات وقد تحقق لهم ما أرادوا». كما اتهم المالكي النجيفي بالإصرار «على عدم عرض أسماء المرشحين على أعضاء البرلمان لأن مسؤولية التصويت تقع على مجلس النواب، إلا أنه لم يعرض كي يقال إن رئيس الوزراء يتشبث بالمواضع». وتساءل: «هل ما يقوم به النجيفي يحترم هيئة الرئاسة والدستور، أم أن مجلس النواب يراد له صف لطلاب ابتدائية يدار بهذه الطريقة»، مشيرا إلى أن «تعطيل الموازنة هو مؤامرة في مجلس النواب وتواطؤ على الحكومة، ومن يعطل امتيازات المواطنين بشكل عام، فإن المسؤولية تقع على رئيس مجلس النواب ومن يتحالف معه».
وقال المالكي: «إننا قدمنا اليوم طعنا بسياسة وعمل مجلس النواب لدى المحكمة الاتحادية ونأمل أن يكون قرارها صائبا وشجاعا»، مؤكدا: «وحسب الدستور أنا المسؤول التنفيذي المباشر لعمل الدولة، ونحن في مجلس الوزراء مسؤولون عن القضايا التي يحتاجها المواطن». وتابع: «إننا قررنا في مجلس الوزراء أن نمضي ونصرف الأموال بما يحقق الكثير من متطلبات الشعب حتى وإن لم يصادق مجلس النواب على الموازنة»، داعيا أعضاء البرلمان إلى «تعطيل حضورهم إلى جلسات مجلس النواب إلا إذا استجابت هيئة الرئاسة لعرض الموازنة على جدول الأعمال حتى لا يكونوا شهود زور».
من جانبه أكد عضو البرلمان العراقي عن كتلة «متحدون» حيدر الملا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «البعد الانتخابي واضح تماما في كلمة المالكي وهو أمر نأسف له لأن هناك قضيتين ينبغي أن لا يدخلا في إطار الأجندة الانتخابية وهما قوت الشعب، ممثلا بالموازنة ودماء العراقيين ممثلا بأزمة الأنبار لكن هذا ما لم يحصل وقد اتضح جليا في كلمة المالكي». وأضاف الملا أن «البرلمان لا يملك صلاحية إقرار الحقوق أو حجبها، بل هو يقوم بالمناقلة بعد تثبيت الحقوق كما أن الموازنة فيها خلافات معروفة بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان، وحاول النجيفي بحكم موقعه إلى تقريب وجهات النظر بين الطرفين»، موضحا: «كنا نتمنى أن تتكثف الجهود من أجل تذليل العقبات ولكن الأخوة في دولة القانون يعملون على تعميق الأزمة لحسابات انتخابية». وردا على سؤال حول قول المالكي بتجاوزه البرلمان قال: «لا يحق له ذلك لأن مجلس الوزراء مقيد بالدستور بموافقة البرلمان»، معتبرا ما كاله المالكي من اتهامات «إنما هو جزء من ثقافة السلطة لا بناء الدولة».
على صعيد متصل أبدى القيادي الكردي البارز محمود عثمان أسفه على ما تضمنته كلمة المالكي الأسبوعية من اتهامات. وقال عثمان لـ«الشرق الأوسط» أن «كلمة المالكي شخصية لا علاقة لها بالدستور ولا بعملية بناء الدولة بشكل صحيح»، مشيرا إلى أن «الاتهامات المتبادلة الآن بين المسؤولين إنما هي حزبية وطائفية وشخصية، بينما البلد يعاني المزيد من الأزمات والمشكلات». وأكد أن «الحل يكمن في جلوس الجميع على مائدة حوار لا تبادل اتهامات عبر الفضائيات». وأبدى عثمان استغرابه من قول المالكي إن مجلس الوزراء قرر بالإجماع البدء بالإنفاق قائلا: «الوزراء الكرد لا يمكن أن يوافقوا فمن أين حصل الإجماع».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.