طيران التحالف يقطع بعض طرق الإمدادات في صبر.. والميليشيات تواصل قصف الأحياء السكنية

هادي يكلف العميد الصبيحي بقيادة جبهة القتال في كرش

مسلح من قوات القبائل التابعة للجان المقاومة الشعبية يراقب منطقة سروة بمحافظة مأرب أمس (أ.ف.ب)
مسلح من قوات القبائل التابعة للجان المقاومة الشعبية يراقب منطقة سروة بمحافظة مأرب أمس (أ.ف.ب)
TT

طيران التحالف يقطع بعض طرق الإمدادات في صبر.. والميليشيات تواصل قصف الأحياء السكنية

مسلح من قوات القبائل التابعة للجان المقاومة الشعبية يراقب منطقة سروة بمحافظة مأرب أمس (أ.ف.ب)
مسلح من قوات القبائل التابعة للجان المقاومة الشعبية يراقب منطقة سروة بمحافظة مأرب أمس (أ.ف.ب)

كلف الرئيس عبد ربه منصور هادي، العميد عبد الله الصبيحي، قائد عملية «السهم الذهبي» التي حررت مدينة عدن، في يوليو (تموز) الماضي، بقيادة جبهة كرش، في محافظة لحج، ضد الميليشيات الحوثية، وجبهة كرش هي امتداد طبيعي لجبهة تعز (جنوب تعز)، وتبدأ جبهة القتال بين، القوات المشتركة المكونة من قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وقوات التحالف، من جهة، وبين الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، من جهة أخرى، في جنوب تعز، من منطقة الشريجة، التي تشهد أعنف المواجهات منذ نحو 10 أيام، في ظل إعاقة الألغام لتقدم القوات المشتركة، إضافة إلى تمترس الميليشيات في منازل السكان.
ودارت، أمس، اشتباكات عنيفة في الجبهة الغربية لمدينة تعز، خاضها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ضد الميليشيات، وتشير المعلومات إلى سيطرت قوات الجيش على عدد من المواقع التي جرى تطهير بعضها بشكل كامل، بينها منطقة البعرراة وتبة القاسم وتبة الأرانب في الجبهة الغربية وعدد من التباب في الضباب.
وتأتي عملية إعلان بداية تحرير المحور الغربي، في ظل المواجهات في عدد من الجبهات، وتكبيد قوات الجيش الوطني والمقاومة للميليشيات لخسائر فادحة في الأرواح والمعدات في جبهتي القتال الشرقية والغربية، خاصة جبهة الضباب والمسراخ التي شهدت اشتباكات عنيفة، الأمر الذي جعل الميليشيات المتمردة تلجأ، كرد انتقامي لها، إلى قصف المدنيين العُزل بمختلف أنواع الأسلحة والفرار من مواقع القتال.
ويشمل المحور الغربي الذي يقوده عبده حمود الصغير، جولة المرور ومنطقة الحصب والبعرارة والزنقل ووادي الدحي وصولا إلى منطقة بيرباشا.
وقصفت الميليشيات المتمردة، أمس، أحياء سكنية بتعز بالكاتيوشا والمدفعية أحياء الدمغة والروضة وكلابة والشماسي وثعبات وحي الجمهوري وعددا من الأحياء السكنية الأخرى، مما أدى إلى سقوط المزيد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، وبالأخص النساء والأطفال، وإلى تدمير عدد من المنازل، ليضاف بذلك استمرارها في ارتكاب جرائمها بحق المدنيين، بحسب المنظمات الحقوقية.
وقال الناشط الحقوقي محمد طه الصلوي لـ«الشرق الأوسط» إن «الأوضاع في تعز تزداد سوءا أكثر مما كانت عليه في ظل استمرار ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بقصفها الهمجي وبشكل عشوائي من أماكن تمركزها على الأحياء السكنية بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وبشكل جنوني قصفت بمدافع الهاوزر تبة الأخوة وجبل الشماسي وجولة الحوض وشارع جمال».
وأضاف أن القوات المشتركة تتصدى للميليشيات وحققت تقدما في جبهات القتال الشرقية والغربية مع بدء انطلاق معركة فك الحصار عن الجبهة الغربية ودحر الميليشيات المتمردة من الحصب والبعرارة ووادي الدحي وعدد من المواقع وسط فرار الميليشيات إلى مناطق وجبال الحجرية بعد انطلاق عملية نصر الحالمة التي انطلقت قبل نحو أسبوع من الآن، وحققت العملية نجاحات ميدانية تمثلت في تحرير الكثير من المناطق إلا أن عملية تحقيق المزيد من النجاحات شهدت بطئا ميدانيا في الأيام الأخيرة لأسباب غامضة خلفت الكثير من علامات التعجب والاستفهام لدى أوساط المتابعين والمهتمين.
إلى ذلك، تجددت المواجهات العنيفة بين ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، من جهة، والقوات المشتركة، من جهة، في الشريجة، المنطقة بين محافظتي تعز ولحج بمنطقة الشريجة، حيث تستمر المواجهات أيضا على أطراف مدينة الراهدة في محاولة من قوات الشرعية المدعومة بتعزيزات عسكرية حديثة من قوات التحالف، والضواحي الغربية لمدينة تعز.
وبعد نحو أسبوعين على الإعلان الرسمي لتحرير محافظة تعز، وسط اليمن، من ميليشيات الحوثي وصالح وفك الحصار عن المدينة، تستميت الميليشيات بشكل كبير في قتالها الدامي ومواصلة مواجهتها للقوات الشرعية وحصارها للمدينة.
وأكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن قوات التحالف دعمت بتعزيزات عسكرية إضافية للمقاومة والجيش الوطني وقوات التحالف التي تشارك في تحرير محافظة تعز وفك الحصار عنها، تضم مدرعات أطقم عسكرية وذخائر وأسلحة عسكرية، وأن هذه التعزيزات جاءت من مدينة عدن إلى جبهة المعافر، في جنوب محافظة تعز، وصلت عبر منطقة هيجة العبد على الطريق الممتدة بين تعز وعدن.
وأفاد الشهود أن قرى عزلة الأقروض قرية النقيل وحمه والعمد والدمنه والمخعف، شهدت اشتباكات عنيفة بعد صلاة الظهر، حيث قامت الميليشيات بالقصف وبشكل عشوائي بالرشاشات والمدافع على الأهالي والأحياء السكنية وسقط قتلى وجرحى من المدنيين بالإضافة إلى خلق هلع وخوف لدى النساء والأطفال، كما وشهد جبل الضحيح والراهش، الذي تسيطر عليه المقاومة، اشتباكات وقامت المقاومة بضرب أوكار الميليشيات أسفل نقيل المطالي والرباح، وفي جولة المرور تم تطهير عدد من المباني التي كانت تتمركز فيه ميليشيات الحوثي وصالح.
وكان العميد صادق سرحان، رئيس المجلس العسكري بتعز، قد تلقى اتصالا من رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، أطلعه خلالها على سير معركة تحرير المحور الغربي لمدينة تعز، وثمن الرئيس هادي دور قيادة وأفراد الجيش الوطني والمقاومة إضافة إلى أدوارهم البطولية في دحر ميليشيات الحوثي وصالح، بالإضافة إلى تلقي العميد سرحان اتصالا آخر من قيادة التحالف، الذي تقوده السعودية، وأطلعهم فيها على سير معركة تحرير المحور الغربي، والذي يأتي ضمن عملية فك الحصار وتحرير تعز.
من جهتها، واصلت قوات التحالف دعمها لقوات الجيش الوطني والمقاومة في معاركهما ضد الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح في جبهات القتال في تعز، وذكرت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» أن الغارات تمكنت من دك عدد من مواقع الميليشيات في ضواحي مدينة تعز، وأنها تمكنت من قطع الطريق الرابط بين مديريتي المسراخ والأقروض في جبل صبر المطل على مدينة تعز.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.