الإمارات والسودان يتطلعان لتعزيز التعاون الثنائي في الجوانب السياسية والاقتصادية والتنموية

الرئيس السوداني يرحب بالاستثمارات الإماراتية في قطاعات التعدين والزراعة

الشيخ محمد بن زايد لدى استقباله الرئيس السوداني في أبوظبي أول من أمس
الشيخ محمد بن زايد لدى استقباله الرئيس السوداني في أبوظبي أول من أمس
TT

الإمارات والسودان يتطلعان لتعزيز التعاون الثنائي في الجوانب السياسية والاقتصادية والتنموية

الشيخ محمد بن زايد لدى استقباله الرئيس السوداني في أبوظبي أول من أمس
الشيخ محمد بن زايد لدى استقباله الرئيس السوداني في أبوظبي أول من أمس

رحب الرئيس السوداني عمر البشير بالاستثمارات الإماراتية في بلاده، في الوقت الذي تتطلع الإمارات للاستثمار في قطاعات الزراعة والتعدين، والتي لاقت استعداد الرئيس السوداني لتلبية رغبة الشركات الإماراتية للعمل في تلك القطاعات.
وجاء ترحيب الرئيس السوداني خلال المباحثات التي أجراها مع الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في العاصمة الإماراتية أبوظبي، في الوقت الذي يبحث فيه البلدان تقوية العلاقات بينهما من خلال الاستثمار وتنسيق المواقف في المحافل الدولية.
وتتطلع الإمارات والسودان إلى تعزيز التعاون فيما بينهما في الجوانب السياسية والاقتصادية والتنموية، وذلك ضمن سياق حرصهما على تعزيز هذه العلاقات وتنميتها بما يحقق مصالحهما المشتركة، والتي تأتي ضمن جدول أعمال زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى الإمارات والتي تستغرق عدة أيام.
ويتضح من خلال الوفد الذي يرافق الرئيس السوداني البشير إلى الإمارات، تطلع «الخرطوم» إلى جذب الاستثمارات الإماراتية، حيث يرافقه كل من البرفسور إبراهيم الغندور وزير الخارجية وبدر الدين عباس وزير المالية والمهندس معتز موسى وزير الكهرباء والموارد المالية، حيث ذكرت معلومات أن الوزراء من الجانبين عقدوا مباحثات ثنائية لتعزيز العلاقات بين البلدين أمس.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مع الرئيس السوداني عمر البشير العلاقات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وأشار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أن زيارة الرئيس السوداني تعزز وتوطد العلاقات بين البلدين التي تحظى بدعم ورعاية من قبل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس البلاد، وجرى خلال اللقاء بحث علاقات التعاون بين البلدين في مختلف الجوانب.
وشددت كل الإمارات والسودان على أهمية بناء استراتيجية عربية تضمن مواجهة التحديات وتضافر الجهود والتنسيق، والتي من شأنها أن تحفظ أمن واستقرار المنطقة، وتعزيز علاقات التعاون بينهما وأهمية تطويرها، خاصة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ المنطقة، التي تشهد منعطفات هامة وخطيرة تهدد أمن واستقرار دول وشعوب المنطقة.
وأكدتا على محاربة التطرف والإرهاب والقضاء على الجماعات والتنظيمات الإرهابية، والتي تسعى إلى إراقة الدماء وقتل الأبرياء، ونشر الفوضى والتخريب والدمار.
وأكد الشيخ محمد بن زايد أن الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس البلاد تعمل على توثيق علاقاتها التاريخية التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، مع السودان وفق مبادئ الأخوة والتعاون والمصالح المشتركة، وبما يضمن تحقيق الفائدة المتبادلة للشعبين والبلدين، ويعزز التعاون الاقتصادي والتنموي والتجاري والثقافي وغيرها من المجالات الحيوية الهامة. واستعرض الجانبان عددا من القضايا الإقليمية التي تهم البلدين ومستوى التنسيق والتشاور بين البلدين حولها.
وتم خلال اللقاء استعراض جهود التحالف العربي في عملية إعادة الأمل في اليمن الذي تقوده السعودية في الحفاظ على أمن واستقرار اليمن، ودعم حكومته الشرعية ومساعدة الشعب اليمني في إعادة بناء مؤسساته الوطنية التي هدمها المتمردون وحلفاؤهم، وتناول اللقاء مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأثنى الشيخ محمد بن زايد على جهود القوات المسلحة السودانية في التحالف العربي ومشاركتها بفاعلية في تحقيق أهداف التحالف في استقرار اليمن، والتصدي للتحديات الأمنية والأطماع الإقليمية التي تهدد الجميع.
من جانبه أعرب الرئيس السوداني عن تقديره للدور البناء الذي تقوم به الإمارات في دعم القضايا العربية، وخصوصا في ما يتعلق بالأمن والاستقرار والتنمية، مؤكدًا استعداد بلاده للوقوف بجانب كل ما من شأنه أن يحفظ مكونات النسيج العربي ويدعم وحدة الصف، ويدفع بالتنمية العربية إلى آفاق أفضل وبما يخدم التطور والنمو الاجتماعي والاقتصادي للشعوب العربية.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.