مقتل 4 شرطيين قرب «سقارة الأثرية» يثير علامات استفهام حول الأداء الأمني

المتحدث العسكري: سقوط طائرة مروحية بسبب عطل فني وإصابة طاقمها

جنود من الشرطة المصرية بعد مقتل 4 من زملائهم في هجوم إرهابي في منطقة سقارة أمس (إ.ب.أ)
جنود من الشرطة المصرية بعد مقتل 4 من زملائهم في هجوم إرهابي في منطقة سقارة أمس (إ.ب.أ)
TT

مقتل 4 شرطيين قرب «سقارة الأثرية» يثير علامات استفهام حول الأداء الأمني

جنود من الشرطة المصرية بعد مقتل 4 من زملائهم في هجوم إرهابي في منطقة سقارة أمس (إ.ب.أ)
جنود من الشرطة المصرية بعد مقتل 4 من زملائهم في هجوم إرهابي في منطقة سقارة أمس (إ.ب.أ)

قتل 4 شرطيين مصريين بالقرب من منطقة سقارة الأثرية غرب العاصمة المصرية القاهرة، أمس، برصاص مسلحين مجهولين، بحسب مصادر أمنية. وأثار الحادث علامات استفهام بشأن الأداء الأمني في بلد يسعى للتعافي من تداعيات حادث تفجير طائرة روسية فوق شبه جزيرة سيناء تسبب في تراجع حاد في عائدات السياحة. يأتي هذا في وقت أعلن فيه المتحدث الرسمي باسم الجيش العميد محمد سمير سقوط طائرة مروحية عسكرية بسبب عطل فني، بينما كانت تقوم بعلميات استطلاع وتأمين شرق القاهرة.
وقتل أمين شرطة وعريف شرطة ومجندين اثنين من قوة كمين منطقة سقارة الأثرية في محافظة الجيزة المتاخمة للعاصمة برصاص مسلحين ملثمين كانا يستقلان درجة نارية، بحسب شهود عيان ومصادر أمنية.
وتعد منطقة سقارة إحدى المناطق الأثرية المهمة في الجيزة وتضم هرم زوسر المدرج وهرم الملك تتي وهرم الملك سخم خت، والسرابيوم وهو عبارة عن ممرات وأنفاق سفلية استخدمت كمدافن للعجل المقدس أبيس بالإضافة لأهرامات أخرى صغيرة ومقابر تعود لأسر فرعونية مختلفة.
وقال مصدر أمني إن مسلحين مجهولين أطلقا النار، على سيارة الشرطة أثناء توقفها أعلى جسر أحمد زويل بطريق سقارة، مشيرا إلى أن المسلحين قاما أيضا بسرقة أسلحة أفراد الكمين.
من جانبه، قال العميد خالد عكاشة الخبير الأمني إن «سرقة سلاح أفراد الكمين ترجح أن يكون المجموعة التي نفذت العملية منعزلة سواء كانت مجموعة جديدة أو مجموعة قديمة فقدت اتصالها بالمركز».
وأضاف أن الضغوط الأمنية خلال الفترة الماضية قطعت الاتصال بين الخلايا والمركز الذي يحركها، لذلك بدأ تكتيك تلك العلميات يخضع لرؤية المنفذين حسب المستطاع من حيث القدرات أو الأهداف.
وأشار عكاشة إلى أن تنفيذ العلمية في منطقة أثرية حيوية يعكس سقوط الأجهزة الأمنية في مصر فيما سماه «فخ الروتين»، لافتا إلى أن تراجع نسب المترددين على المواقع الأثرية يدفع الأجهزة إلى حالة الاسترخاء ويجعلها فريسة سهلة للمجموعات الإرهابية، وهو أمر ينعكس بدوره على قطاع السياحة.
وتسببت المواجهات الدامية بين السلطات المصرية وجماعة الإخوان المسلمين في انتقال عدد من كوادر وشباب الجماعة إلى تبني نهج المواجهة المسلحة، وتشكلت مجموعات من شباب الجماعة ومتعاطفين ما بات يعرف إعلاميا بـ«اللجان النوعية».
وإلى جانب المجموعات الصغيرة التي غالبا ما استهدفت أفرادا من الجيش والشرطة ومنشآت حيوية، تنشط مجموعات إرهابية أكثر تنظيما وترتبط بتنظيمات أكبر، مثل تنظيم أنصار بيت المقدس الذي يركز نشاطه في شمال سيناء وأعلن مبايعته لتنظيم داعش.
وتسبب حادث سقوط طائرة ركاب روسية يرجح أنها فخخت في مطار شرم الشيخ بجنوب سيناء، في تراجع حاد في عائدات السياحة. وعلقت عدة دول رحلاتها إلى أهم منتجع سياحي في البلاد.
ويرى مراقبون أن الحوادث الإرهابية الأخيرة تعكس وجود ثغرات أمنية خطيرة تؤثر على المصالح الحيوية للبلاد، مدللين على ذلك بحادث مقتل قضاة في شمال سيناء على يد تنظيم أنصار بيت المقدس عقب انتهاء الإشراف القضائي على الانتخابات البرلمانية.
وفي غضون ذلك، قال المتحدث العسكري على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن طائرة هليكوبتر سقطت، في تمام صباح السبت، بسبب عطل فني مما أسفر عن إصابة طاقمها بإصابات مختلفة وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
وأوضح المتحدث أن الطائرة سقطت خلال قيامها بمهام الاستطلاع والتأمين الجوي المخطط بسبب حدوث عطل فني مفاجئ أدى إلى سقوطها بمنطقة مزارع 6 أكتوبر على طريق القاهرة - الإسماعيلية.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.