الطيران الروسي يكثّف استهدافه المعابر الحدودية مع تركيا

موجة نزوح من جبل التركمان.. واشتباكات بين أكراد ومعارضين سوريين

الطيران الروسي يكثّف استهدافه المعابر الحدودية مع تركيا
TT

الطيران الروسي يكثّف استهدافه المعابر الحدودية مع تركيا

الطيران الروسي يكثّف استهدافه المعابر الحدودية مع تركيا

استكمل الطيران الروسي حملته العسكرية المنظمة على فصائل المعارضة في محاولة محاصرتها في عدد من المناطق، ولا سيما في أرياف محافظات إدلب واللاذقية وحلب، حيث قصف لليوم الثالث شاحنات عبرت من تركيا إلى الأراضي السورية عبر معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، قرب مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي. ونفذت الطائرات غارات عدّة على مناطق في محيط بلدة سرمدا، بريف إدلب الشمالي، واستهدفت الطريق الواصل بين سرمدا وباب الهوا، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». كانت الطائرات الروسية قد استهدفت خلال اليومين الماضيين شاحنات قالت المعارضة إنها تنقل مواد غذائية من تركيا، بعد تجاوزها المعابر الحدودية في ريفي محافظتي حلب وإدلب. وأفادت المعارضة أنّ الطائرات قصفت مدينة سراقب الواقعة تحت سيطرتها على الحدود السورية في محافظة إدلب. وفي اليوم السابق أصابت طائرات يعتقد أيضا أنها روسية مستودع شاحنات قرب معبر باب الشام الحدودي.
واعتبر مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، أنّ «تكثيف روسيا ضرباتها على المعابر والحدود التركية لا يعدو كونه رسالة إلى روسيا بعد إسقاط الطائرة»، معتبرا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنّ «هذا الأمر لن يؤدي إلى محاصرتها، في وقت بات قرار إنهاء عملية ريف اللاذقية حيث تسجّل قوات النظام تقدمًا، أمرا محسومًا لكنه لن يكون سهلاً». وفي تطوّر عسكري لافت، ذكرت مواقع معارضة أن اشتباكات عنيفة وقعت بين فصائل المعارضة، بينها «أحرار الشام» و«الجبهة الشامية» من جهة و«قوات سوريا الديمقراطية» من جهة أخرى. وقال محمد الصالح وهو قائد كتيبة في «الجبهة الشامية المعارضة»، لمكتب أخبار سوريا إن اشتباكات عنيفة دارت طوال الليلة الماضية بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين عدد من فصائل المعارضة أبرزها «الجبهة الشامية» وحركة «أحرار الشام» الإسلامية من جهة وفصائل من «قوات سوريا الديمقراطية» من جهة أخرى، بمساندة الطيران الحربي الروسي بأكثر من عشر غارات. وطالت أطراف مطار منغ العسكري الذي تسيطر عليه المعارضة. وأشار إلى أنّ قوات المعارضة، استعادت أمس، قرى سيطرت عليها فصائل «قوات سوريا الديمقراطية»، بين مدينة أعزاز الخاضعة لسيطرة المعارضة ومدينة عفرين الخاضعة لسيطرة الأحزاب الكردية بريف محافظة حلب الشمالي.
أما في ريف محافظة اللاذقية، فقد تعرضت المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، اليوم، لقصف من راجمات الصواريخ المتمركزة في المراصد التابعة لقوات النظام، ومن القطع البحرية الروسية في البحر المتوسط، إضافة إلى غارات مكثفة شنها الطيران الحربي الروسي، وفق مكتب «أخبار سوريا».
في هذه الأثناء، تحدث حسن شيخ إسماعيل أحد المقاتلين في «الجيش السوري الحر» إلى «مكتب أخبار سوريا» وأفاده أن الطيران الحربي الروسي شن، منذ ساعات فجر اليوم الأولى، أكثر من عشرين غارة على أوتوتستراد حلب - اللاذقية ومصيف سلمى، ومحاور الاشتباك مع المعارضة في جبل النوبة ومحيط جبل الأحمر وبرج زاهية، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف مقاتلي المعارضة.
كذلك تسببت الغارات الروسية المكثفة على جبل التركمان بريف اللاذقية في موجة نزوح واسعة للمدنيين باتجاه تركيا، وفق ما ذكرت «شبكة الدرر الشامية». وذكرت وكالة «الأناضول» أن أهالي عشرين قرية في جبل التركمان نزحوا جراء غارات الطائرات الروسية، واستهداف قطعها البحرية المنطقة لمساعدة قوات النظام في هجومها البري. واضطر نحو 7 آلاف تركماني، غالبيتهم من النساء والأطفال إلى النزوح باتجاه القرى التركمانية على الحدود التركية، عقب مقتل عشرات المدنيين وإصابة آخرين بجروح، فيما توجهت عائلات كثيرة إلى منازل أقربائهم في ولاية هاتاي (لواء الإسكندرونة) بجنوبي تركيا. وأشار المصدر ذاته إلى أن إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، والهلال الأحمر التركي، أرسلت مساعدات إنسانية للنازحين التركمان إلى الحدود التركية السورية.
وكان محافظ ولاية هاتاي التركية أرجان طوباجا قد أفاد في وقت سابق أن 1500 من تركمان سوريا نزحوا نحو الحدود التركية السبت 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 بعد احتدام المعارك بين المعارضة وقوات النظام المدعومة بغطاء روسي في منطقة جبل التركمان، بشمال محافظة اللاذقية.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.