وزير الخارجية المغربي يجري مباحثات مع مبعوث الأمم المتحدة إلى الصحراء

بان كي مون يزور المنطقة في الأشهر المقبلة لبحث سبل حل النزاع

صلاح الدين مزوار خلال استقباله كريستوفر روس  في الرباط مساء أول من أمس (ماب)
صلاح الدين مزوار خلال استقباله كريستوفر روس في الرباط مساء أول من أمس (ماب)
TT

وزير الخارجية المغربي يجري مباحثات مع مبعوث الأمم المتحدة إلى الصحراء

صلاح الدين مزوار خلال استقباله كريستوفر روس  في الرباط مساء أول من أمس (ماب)
صلاح الدين مزوار خلال استقباله كريستوفر روس في الرباط مساء أول من أمس (ماب)

أجرى صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية المغربي، مساء أول من أمس في الرباط، مباحثات مع كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء.
وذكرت وكالة الأنباء المغربية أن زيارة روس تندرج في إطار جولة بالمنطقة، تنفيذا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لكن لم تتطرق إلى أي تفاصيل عن فحوى المباحثات.
وكان روس قد شرع في جولة جديدة للمنطقة في محاولة لإحياء المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو، حيث استقبل الاثنين الماضي من طرف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وجرى اللقاء بحضور وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الجزائري رمطان لعمامرة، ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل.
وأعلن روس في الجزائر أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يعتزم القيام قريبا بزيارة إلى المنطقة، مضيفا أن «بان يأمل في زيارة المنطقة خلال الأشهر المقبلة حتى يقدم مساهمته الشخصية لإيجاد حل لهذا النزاع، عبر الحصول على (التزام حقيقي) من المغرب وجبهة البوليساريو بالشروع في جولة جديدة من المفاوضات من دون شروط مسبقة».
ومن المرتقب أن يزور روس أيضا موريتانيا ومخيمات جبهة البوليساريو في تندوف (الجزائر) وأوروبا، خلال الأيام المقبلة من أجل تنسيق برنامج التعاون بين طرفي نزاع الصحراء وإيجاد حل سياسي نهائي متوافق بشأنه.
وزار العاهل المغربي الملك محمد السادس مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بمناسبة الذكرى الـ40 للمسيرة الخضراء، وألقى خطابا أعلن فيه أن بلاده «ستواجه كل المحاولات، التي تستهدف التشكيك في الوضع القانوني للصحراء المغربية، أو في ممارسة سلطاته كاملة على أرضه في أقاليمه الجنوبية»، مشددا على أن المغرب يرفض أي مغامرة غير محسوبة العواقب، لأنه ستكون لها تداعيات خطيرة، وأي اقتراح فارغ ودون جدوى، سوى محاولة نسف الدينامية الإيجابية، التي أطلقتها مبادرة الحكم الذاتي».
يذكر أن آخر جولة من المفاوضات بين الطرفين المغربي وجبهة البوليساريو جرت في مارس (آذار) 2012 في «منهاست» بضواحي نيويورك، ولم تحرز المفاوضات المتعاقبة أي تقدم يذكر.
وقدم المغرب مشروع حكم ذاتي كحل للنزاع، واعتبره أقصى ما يمكن أن يقدمه، فيما تطالب جبهة البوليساريو باستفتاء لتقرير المصير.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.