العثور على كشف أثري قرب معبد الملكة حتشبسوت بالأقصر

في خطوة من شأنها تجدد الأمل في العثور على مقبرة الملكة «نفرتيتي» استأنفت مصر أمس وعلى مدار 3 أيام، عملية البحث عن قبر «نفرتيتي» خلف جدران مقبرة الفرعون الذهبي الملك «توت عنخ آمون»، وذلك في الأماكن المحتمل أن يوجد بها فتحات، بناء على فرضيات العالم الإنجليزي نيكولاس ريفز المتعلقة بدفن الملكة داخل إحدى الحجرات الخلفية لمقبرة «توت عنخ آمون».
وعثرت البعثة الأثرية الإسبانية - المصرية المشتركة العاملة في غرب مدينة الأقصر (جنوب مصر) أمس، على مومياء وتابوت «عنخ إف خونسو» كاهن معبد الإله آمون في الكرنك، داخل مقبرته التي تحمل الرقم 28، والواقعة قرب معبد الملكة حتشبسوت في منطقة العساسيف الأثرية بالبر الغربي، فيما كشف خبير أثري لـ«الشرق الأوسط» أن عدم حضور السفير الأميركي في القاهرة روبرت ستيفين بيكروفت، للأقصر أمس، أجل حفل افتتاح مقبرة الوزير «أمنحتب حوي» بالبر الغربي، التي كان مقررا أن يفتتحها وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي، بعد الانتهاء من أعمال الترميم بها. وكانت وزارة الآثار وجهت الدعوة للسفير الأميركي لحضور افتتاح المقبرة.
وتفقد وزير الآثار المصري يرافقه محافظ الأقصر محمد بدر أمس، الكشف الجديد الخاص بمومياء وتابوت «عنخ إف خونسو»، وسط توقعات من خبراء الآثار بالعثور على مزيد من الاكتشافات الأثرية الجديدة في تلك المنطقة.
من جانبه، قال مدير البعثة الأثرية الإسبانية فرانسيكو خوسيه، إنه «تم العثور على تابوت ومومياء كاهن آمون»، لافتا إلى أن «التابوت لم يسبق فتحه من قبل والمومياء وجدت بحالتها وبلفائفها الفرعونية، المكونة من ورق البردي»، موضحا أن التابوت يحوي نقوشا ورسوما للكاهن «عنخ إف خونسو» وهو يقدم القرابين للإله آمون، وللآلهة أوزيريس وأنوبيس ونفرتم، وهم آلهة مصر القديمة، وأن التابوت والمومياء في حالة جيدة.
وأوضح خوسيه أن البعثة التي تعمل بالتعاون مع هيئة الآثار المصرية منذ سبع سنوات مضت، تمكنت من العثور على عدد من الاكتشافات الأثرية المهمة، في السنوات الماضية، كان أبرزها العثور على أعمدة وجدران مهمة، وتابوت خاص بمغنية الإله آمون ثم مقبرة وتابوت ومومياء الكاهن «عنخ إف خونسو». مضيفا أنه من الواضح أن عددا من كهنة الإله آمون كانوا يعشقون الدفن في منطقة العساسيف الواقعة في حضن جبل القرنة والمطلة على معبد الملكة حتشبسوت.
وبينما توقع خبراء أثريون الكشف عن مقابر أخرى وتوابيت فرعونية أخرى في المنطقة قريبًا، مؤكدين أن المقبرة ومحتوياتها، ترجع لعصر الدولة الحديثة في الأسرة 18 بمصر الفرعونية، وتحديدا في عهدي الملك أمنحتب الثالث والملك إخناتون، وأن صاحب المقبرة واحد من كبار كهنة الإله آمون، كان يشغل منصب كاتب القرابين في معابد الكرنك التي كرست لعبادة الإله آمون.
وحول مقبرة الوزير «أمنحتب حوي» بالبر الغربي، التي كان مقررا افتتاحها أمس؛ أوضح خبير أثري - فضل عدم تعريفه لحساسية موقعه، أنها تحوي مناظر تجمع كلا من الملك أمنحتب الثالث وأمنحتب الرابع (إخناتون) في آن واحد، كما تظهر كتابات تحمل اسم الملكين داخل خرطوشين بجوار بعضهما البعض، مشيرا إلى أن هذه المقبرة اكتشفتها البعثة المصرية الإسبانية العاملة بالموقع منذ سنوات، موضحا أن البعثة الإسبانية تعمل في مقبرة أمنحتب حوي منذ عام 2009، حيث عملت على دراسة وفحص العناصر المعمارية للمقبرة ومتابعة الحالة الإنشائية لها بصفة دورية، ما أسفر عن نجاحها منذ قرابة العام في الكشف عن عدد من العناصر الخزفية داخل المقبرة خلال سنوات عملها الماضية.
في السياق نفسه، واصلت وزارة الآثار بالتعاون مع كلية الهندسة جامعة القاهرة ومعهد الحفاظ على التراث والابتكار بالعاصمة الفرنسية باريس، العمل أمس، للبحث عن قبر الملكة «نفرتيتي» للمرة الثانية. وقال مصطفى وزيري مدير آثار الأقصر، إن وزارة الآثار اتخذت جميع الإجراءات القانونية والأمنية اللازمة للبدء في أعمال الكشف داخل المقبرة، لافتا إلى أنه سيتم استخدام أحدث الأجهزة والتقنيات بما يضمن سلامة المقبرة وعدم المساس بها، والتي من بينها أجهزة الرادار والأشعة تحت الحمراء.
وينتظر خبراء أثريون نتيجة البحث عما خلف جدران المقبرة، والذي قد يحتوي على قبر «نفرتيتي»، فيما يرجح آخرون، أنه قد يتم التوصل لمقبرة الملكة «كيا» والدة «توت عنخ آمون»، أو «ميريت آتون» ابنه «إخناتون»، مستبعدين وجود مقبرة للمكلة نفرتيتي في غرب الأقصر.