تسجيل أكثر من 348 ألف طلب منذ اعتماد «الحق في النسيان» لـ«غوغل»

بعد عام ونصف العام على تكريس المؤسسات القضائية الأوروبية «الحق في النسيان» الرقمي، تلقت «غوغل» 348 ألفا و85 طلبا من مستخدمي الإنترنت لتطبيق هذا الحق، لكنها رفضت مسح أكثر من نصف الروابط المشمولة بهذه الطلبات من محركات بحثها حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية صدر أمس.
وأظهرت الحصيلة التي نشرتها المجموعة الأميركية العملاقة في مجال المعلوماتية أن فرنسا شهدت أكبر عدد من هذه الطلبات مع أكثر من 73 ألف طلب في المحصلة (21 في المائة من المجموع الأوروبي).
ويسمح «الحق في النسيان» للأفراد بمسح معلومات شخصية موجودة على الإنترنت من محركات البحث، خصوصا في حال كانت هذه المعلومات قديمة أو غير دقيقة.
وحكم على «غوغل»، أكبر مجموعة للبحث الإلكتروني في أوروبا، بتطبيق هذا الحق بموجب مذكرة صادرة عن محكمة العدل الأوروبية منتصف مايو (أيار) 2014. ومنذ نهاية الشهر المذكور، بات يمكن لمستخدمي الإنترنت في أوروبا ملء استبيانات إلكترونية للإبلاغ عن مضامين يرغبون في مسحها من محركات البحث التابعة لـ«غوغل».
كما جرى اتباع إجراءات مشابهة من جانب «مايكروسوفت» (محرك «بينغ») أو «ياهو!»، إلا أن القرار في سحب الروابط المشار إليها يعود إلى المجموعات نفسها.
وأشارت «غوغل» الأربعاء إلى أنها درست منذ بدء اعتماد هذا الاستبيان الإلكتروني ما يزيد على 1,2 مليون رابط لصفحات عبر الإنترنت، لافتة إلى أنها وافقت على سحب 42 في المائة من النتائج المشار إليها عبر محركات البحث التابعة لها في أوروبا.
وفي حصيلة جزئية تتناول حصرا النصف الأول من سنة 2015، تحدثت «مايكروسوفت» عن نسبة موافقة بلغت 50 في المائة، إلا أن عدد الطلبات (3546) كان أدنى بكثير مقارنة مع ذلك المسجل لدى «غوغل».
ولشرح خيارها بالموافقة على سحب روابط أو عدمها، أعطت «غوغل» مثالا عن قيامها بدرس ملفات لضحايا أو لعائلاتهم إثر اعتداءات أو جرائم اغتصاب أو قتل تم الكشف عنها في الصحافة. كما وافقت المجموعة على سحب الروابط الخاصة بمقال يتعلق بإدانة مدرسة ألمانية بجنحة بسيطة قبل أكثر من عشر سنوات، إضافة إلى رابط يتعلق بقرار إدانة على خلفية مخالفات خطيرة جرى الطعن به لاحقا في محكمة الاستئناف في بلجيكا. كذلك سحبت «غوغل» روابط تتضمن العنوان الخاص لمشتكية سويدية.
لكن «غوغل» أوضحت في المقابل أنها رفضت طلبات تقدم بها مسؤولون في الشأن العام أو اختصاصيون لرغبتهم في مسح روابط تتضمن إدانات جرمية أو اتهامات بالفساد. كذلك ردت المجموعة الأميركية طلبا تقدم به كاهن متهم بالاستغلال الجنسي لأطفال في فرنسا كان يرغب في مسح الروابط الخاصة بمقالات تتناول طرده من الكنيسة.
وفي كثير من الحالات، تتركز الطلبات على مضامين منشورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصا عبر «فيسبوك». وتؤكد «غوغل» أنها سحبت 10 آلاف و220 رابطا لمضامين على هذه الشبكة إضافة إلى 3879 رابطا لمضامين على «تويتر» التي حلت في المرتبة الثامنة على قائمة المواقع التي سحبت «غوغل» روابط لمضامين واردة عليها.
ومن بين أكثر المواقع التي شملتها عمليات مسح المضامين ثمة عدد من الخدمات التابعة لـ«غوغل» نفسها كمنتدى المناقشات «غوغل غروبس» (في المرتبة الثالثة مع 6764 عملية مسح لروابط) و«يوتيوب» (المرتبة الرابعة من 5364 عملية مسح) وشبكة «غوغل +» (المرتبة السادسة مع 4134 عملية مسح).
وتصدرت فرنسا قائمة الدول الأوروبية على صعيد عدد الطلبات لإزالة الروابط عبر محركات البحث التابعة لـ«غوغل» مع 73 ألفا و399 طلبا، تليها ألمانيا مع 60 ألفا و198 طلبا. وفي هذين البلدين جرى قبول 48 في المائة من الطلبات، أي أعلى بقليل من المعدل الأوروبي العام.
إلا أن النسبة بلغت 38 في المائة فقط في بريطانيا (في المرتبة الثالثة لناحية عدد الطلبات مع 43 ألفا و101 طلب)، 37 في المائة في إسبانيا (في المركز الرابع مع 33 ألفا و106 طلبات) وأقل من 30 في المائة في إيطاليا (في المرتبة الخامسة مع 26 ألفا و186 طلبا).