بعد تجمع «غد سوريا» العلوي.. الإعلان عن تشكيل «مجلس دمشق الوطني»

تشكيلات سياسية معارضة جديدة

بعد تجمع «غد سوريا» العلوي.. الإعلان عن تشكيل «مجلس دمشق الوطني»
TT

بعد تجمع «غد سوريا» العلوي.. الإعلان عن تشكيل «مجلس دمشق الوطني»

بعد تجمع «غد سوريا» العلوي.. الإعلان عن تشكيل «مجلس دمشق الوطني»

خلال أقل من أسبوع واحد، وعلى وقع تصاعد الحركة الدبلوماسية على الصعيدين الإقليمي والدولي مع اقتراب موعد مؤتمر فيينا لبحث الأزمة في سوريا، ظهر تشكيلان سياسيان سوريان معارضان. فبعد مؤتمر عقد في مدينة إسطنبول التركية للإعلان عن تشكيل تيار «غد سوريا» لناشطين علويين معارضين لنظام بشار الأسد داخل سوريا وخارجها، أعلنت مجموعة من أبناء العاصمة دمشق وبناتها عن تشكيل «مجلس دمشق الوطني» ليكون «صوت أبناء دمشق ونواة التكامل والتنسيق والعمل الدؤوب نحو إسقاط النظام الأسدي ونحو فجر الحرية والكرامة للوطن الأغلى»، بحسب ما جاء في البيان التأسيسي.
البيان جاء فيه أن «مجلس دمشق الوطني جسم سياسي متمّم للعمل السياسي والثوري لأبناء سوريا الوطن، وجزء منه، وليس بديلاً عن أي من مكوّنات ثورة شعبنا وأحراره، وسيعمل على توحيد الجهود وضمها في بوتقة سياسية وثورية واحدة». وتضم الهيئة التأسيسية للمجلس وفق ما أعلن قبل يومين مجموعة من المعارضين، هم: إياد قدسي ومحيي الدين الحبوش وأحمد رياض غنام والدكتور صلاح وانلي ومحمد بسام الملك وبسام العمادي وغادة دعبول وتحسين الفقير وعلاء الدين الصباغ وعامر عجلاني، بالإضافة إلى مجموعة من الدمشقيين في الداخل لم يعلن عن أسمائهم لأسباب أمنية.
ونقل موقع «كلنا شركاء» السوري المعارض عن محيي الدين الحبوش، عضو الهيئة التأسيسية، قوله إن «الأعضاء يعملون ليكون المجلس نواة لمجالس مماثلة نأمل تأسيسها في كل المدن السورية ضمن إطار رصّ الصفوف وتوحيد المواقف للمعارضة السورية في المرحلة الحالية ومرحلة ما بعد سقوط النظام والشروع في معالجة آثار الحرب وإعادة البناء». ولفت الحبوش إلى «أن المجلس تواصل مع شخصيات مهمة وفاعلة في الداخل، كما جرى التنسيق مع الكثير من فصائل الجيش السوري الحر العامل على الأرض».
يذكر أن معارضين سوريين من الطائفة العلوية كانوا قد عقدوا مؤتمرًا في مدينة إسطنبول خلال الأسبوع الماضي أعلنوا خلاله عن تشكيل تجمع سياسي معارض يعبّر عن مطامح العلويين في سوريا ومخاوفهم، تحت اسم «غد سوريا». وحضر المؤتمر قيادات معروفة في المعارضة السورية. وقال الدكتور خالد خوجة، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أثناء مشاركته في المؤتمر أن «هناك منعطفًا مهمًا في الأيام المقبلة، وثمة توجّه دولي وإقليمي لتعجيل العملية السياسية في سوريا وفق إطار جنيف». وطالب خوجة جبهة النصرة خلال كلامه بفك ارتباطها مع «القاعدة»، التي تتبنى عمليات إرهابية.
ومن جهة ثانية، دعا الأمين العام لـ«غد سوريا» الكاتب فؤاد حميرة الجميع إلى المساهمة في «تشكيل الجسم الجديد، فهو مفتوح لكل السوريين من كل المكونات». وقال في تصريحات صحافية إن التيار الجديد «غد سوريا» هو تجمع سياسي، وأول تمثيل في تاريخ الطائفة العلوية، يضم نخبة من الناشطين، وله مجموعة أهداف منها إعادة خلق رموز في الطائفة، بعد أن قام آل الأسد عبر 50 عامًا بإفراغ الطائفة من الرموز.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.