الأمطار في السعودية: غرق مواطن وإجلاء مركبات بالرياض و1200 شخص بالقصيم

أدت مواصلة هطول الأمطار على مختلف مناطق السعودية أمس، إلى حالة وفاة، وتعطل عدد من المركبات وعلق بعض المواطنين في منطقة الرياض، وإخلاء 1200 شخص في عدد من الأحياء في منطقة القصيم، وذلك بعد موجة من الأمطار شهدتها مختلف مناطق السعودية منذ الأسبوع الماضي، الأمر الذي أدى إلى تعليق الدراسة في عدد من المناطق والمدن، وبث تحذيرات بعدم الاقتراب من مواقع تجمع السيول. وتوقع مختص في الطقس انتهاء الحالة المطرية التي تشهدها السعودية صباح اليوم الخميس. وشهدت منطقة العاصمة السعودية استمرار هطول الأمطار لليوم الثاني على التوالي، حيث أعلنت وزارة التعليم عن تعليق الدراسة للطلاب، خلال اليومين الماضيين، واستخدمت قوات الدفاع المدني الطائرات العمودية لإنقاذ عدد من المواطنين العالقين بمركباتهم التي جرفتها السيول.
وأكد الرائد محمد الحمادي، المتحدث الإعلامي في مديرية الدفاع المدني بالرياض، لـ«الشرق الأوسط»، أنه تم إنقاذ 87 مواطنا و72 مركبة، في منطقة الرياض، كانت معظمها قريبة من الأودية والشعاب، بينهم طفل. وأوضح الحمادي أن غرفة عمليات الدفاع المدني استقبلت 1221 بلاغا من المواطنين، كان أحدها من سيارة جرفتها السيول في شمال محافظة رماح، حيث توجهت فرق الدفاع المدني، وجرى استخراج المواطن من السيول، إلا أنه توفي.
وشهدت مدينة بريدة وسط البلاد هطول أمطار غزيرة مساء أول من أمس، بلغت نحو 140 ملليمترا. وقال الدكتور عبد الله المسند، الأستاذ المشارك بقسم الجغرافيا في جامعة القصيم: «إن ما شهدته مدينة بريدة من أمطار في ليلة واحدة أكبر من معدل الأمطار الذي يسقط عليها خلال موسم كامل الذي يقدر بـ120 ملليمترا». وجرى تعليق الدراسة في منطقة القصيم، كما عُلّق العمل في مدينة بريدة يوم أمس نتيجة إغلاق الشوارع، وأطلقت صافرات الإنذار في شمال المدينة في ساعات الصباح الأولى.
من جهة أخرى، أعلن الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز، أمير منطقة القصيم رئيس مجلس المنطقة، عن تحويل جلسة المجلس الثانية إلى جلسة طارئة. وشدد الأمير فيصل بن مشعل على تكاتف الجميع والتنسيق المتبادل بين جميع القطاعات الحكومية، ومضاعفة الجهود للعمل على حماية الأرواح والممتلكات وتقديم العون والمساعدة للمتضررين جراء السيول التي شهدتها مدينة بريدة.
وتجول أمير منطقة القصيم، ميدانيا، على المواقع المتأثرة في بعض أحياء بريدة، ووجه الجهات المختصة بالتنسيق في ما بينها ومباشرة الأعمال الإسعافية والحلول السريعة لعلاج الكثير من الحالات بشكل فوري.
وأوضح الأمير فيصل بن مشعل أنه تم إخلاء أكثر من 1200 شخص من عدة أحياء متفرقة ببريدة، وإيواء سكن لـ 90 عائلة بعدد 653 فردا. ولا يزال الإيواء مستمرا حسب الحاجة، مؤكدا عدم وجود أضرار بشرية «وفيات وإصابات».
إلى ذلك، توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن الفرصة لا تزال مهيأة لهطول الأمطار الرعدية من متوسطة إلى غزيرة مصحوبة بنشاط في الرياح السطحية على مناطق «الشرقية والرياض والقصيم» وأجزاء من منطقة حائل قبل انتهاء موجة الأمطار. وأكد الدكتور المسند أن السعودية ستشهد موجات مطرية خلال الفترة المقبلة، وقال: «ما زلنا في بداية (الوسم) - موسم هطول الأمطار - وفق التسمية المحلية، وستشهد البلاد موجات مطرية أخرى نتيجة الاحترار في مياه شرق المحيط الهادي، والمعروفة بظاهرة النينيو».
وأشار المسند إلى أن لجنة الحالات المناخية المميزة هي التي أطلقت على الموجة المطرية التي شهدتها السعودية خلال الفترة الحالية مسمى «سابغة»، لاتساع الموجه وطول فترتها وكثافة أمطارها، وهي أقوى حالة تشهدها السعودية هذا العام. وأضاف: «ستتعرض السعودية لخمس موجات مطرية في بداية موسم (الوسم) مؤشرا جيدا وبداية مبكرة ومبشرة لموسم غزير ستكتسي على أثره الصحاري باللون الأخضر وبالأزهار البرية، مما سينعش موسم الرحلات للبر التي يفضلها السعوديون بشكل كبير».