شركات الطيران تعلن عن خسائر جراء إغلاق أجواء إقليم كردستان لمدة 48 ساعة

بسبب إطلاق صواريخ «كروز» الروسية من بحر قزوين

شركات الطيران تعلن عن خسائر جراء إغلاق أجواء إقليم كردستان لمدة 48 ساعة
TT

شركات الطيران تعلن عن خسائر جراء إغلاق أجواء إقليم كردستان لمدة 48 ساعة

شركات الطيران تعلن عن خسائر جراء إغلاق أجواء إقليم كردستان لمدة 48 ساعة

تسبب قرار سلطات الطيران العراقي بإغلاق المجال الجوي لإقليم كردستان لمدة 48 ساعة، نتيجة لإطلاق صواريخ «كروز» الروسية من قواعدها في بحر قزوين مستهدفة مواقع تنظيم داعش داخل سوريا، إلى قلق متزايد في الأوساط الكردية نظرًا لإلحاقه خسائر كبيرة بالاقتصاد المحلي.
وتنتظر شركات الطيران بفارغ الصبر انتهاء المهلة المحددة لتبدأ رحلاتها، في ظل خشيتها من تأثيرات هذا القرار على الرحلات الجوية من وإلى الإقليم في المستقبل. وكانت شركات نقل عربية وعالمية أعلنت تأجيل عشرات من رحلاتها، ما أثر بشكل مباشر على القطاعين الفندقي والخدمي مع إلغاء حجوزات كثيرة، يتوقع أن تؤثر بشكل كبير على زخم موسم الأعياد وعطلاتها التي تعول عليها الكثير من المصالح التجارية المحلية.
ويستقبل مطارا أربيل والسليمانية الدوليان يوميًا أكثر من مائة رحلة جوية ذهابًا وإيابًا، داخلية إلى مناطق العراق الأخرى وخارجية إلى أوروبا وتركيا والعالم العربي وإيران، توقفت جميعها خلال اليومين الماضيين. وذكر شهود عيان في مطار بغداد الدولي لـ«الشرق الأوسط»، أن المطار شهد خلال الساعات الماضية تضاعفًا ملحوظًا في عدد المسافرين من العراق والقادمين إليه. فيما بادرت شركات الطيران إلى تعويض الأشخاص الذين أُلغيت رحلاتهم في الإقليم. وأشارت مصادر أخرى إلى أن الرحلات الجوية في الجزء الشمالي والشمالي الشرقي من إيران كانت مستمرة، رغم أن هذه الصواريخ تمر في أجوائها أيضًا.
وقالت مديرة مكتب شركة «بي آند آي» للسياحة والسفر والطيران في أربيل، إلهام الدليمي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «سلطة الطيران حددت مدة إغلاق الأجواء بـ48 ساعة، لكن من غير المعلوم أنها ستُفتح عند انتهاء المدة أم ستُمدد. لقد أثر القرار بشكل حاسم على عملنا، من حيث حجوزات الفنادق وإصدار التذاكر. ولا نعلم كيف نحل مشكلات الزبائن، أو كيف نُغير لهم رحلاتهم. لدينا مخاوف حقيقية بالنسبة للرحلات المستقبلية، فمثلاً لدينا حجوزات رأس السنة الجديدة لمجموعات وصل عدد تذاكرها المائة، ولا نعلم ماذا سيكون مصيرها، أو كيف نُجيب على استفسارات الزبائن. نحن نواجه مشكلة حقيقية ستتفاقم إن مددت مدة الإغلاق».
وأشار مدير مكتب «الخطوط الجوية الأردنية» في أربيل كاروان سعيد عمر لـ«الشرق الأوسط» إلى «اضطرار الشركة بسبب إغلاق الأجواء إلى تغيير رحلات من دون أي مقابل، فيما طالب مسافرون باسترداد مبالغ دفعوها مقابل تذاكر سفرهم، وأعدناها لهم بالكامل. إن كل تأجيل لرحلة يتطلب منا جهودًا لتعويضها بالسرعة المطلوبة».
من جانبه، أشار صاحب شركة «هانزو للتجارة العامة والطيران» في الإقليم فلاح أنور لـ«الشرق الأوسط»، إن «مئات من التجار الأكراد عالقون في مطارات دبي والدوحة وعمان وإسطنبول وطهران بسبب تزامن رحلاتهم مع قرار الإغلاق. وهم الآن في محنة بسبب المخاوف الجدية في استخدام الطرق البرية بين أربيل وبغداد كونها غير آمنة، أما الأخرى باتجاه إيران فهي نائية، في حين تشهد الحدود مع تركيا توترات عسكرية».
في غضون ذلك، قال عضو لجنة الطاقة والثروات الطبيعية في برلمان الإقليم بيار طاهر لـ«الشرق الأوسط»: «نأمل ألا تكون هناك أي غايات سياسية خلف هذا القرار لإلحاق الضرر بالإقليم». وتساءل: «لماذا أغلقت سلطة الطيران المدني العراقي مطاري الإقليم فقط، ولم تغلق مطارات بغداد والنجف والبصرة؟». وقال النائب الكردي في مجلس النواب العراقي، عرفات كريم، لـ«الشرق الأوسط»، إن «بغداد منزعجة من كشف الإقليم لقرار إيقاف الرحلات، لأن التحالف بين بغداد وموسكو يعتبر تحالفًا سريًا، لكن لا أتصور أن يكون هذا القرار مخططًا ضد الإقليم، لأن بغداد في أمسّ الحاجة له».



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.