مقتل ضابط إيراني و4 عناصر لـ«حزب الله» في معارك الجبهة الجنوبية

التحالف الدولي يدمّر 300 سيارة ومنشأة نفطية لـ«داعش».. والجيش الروسي يقصفه بالصهاريج

مقتل ضابط إيراني و4 عناصر لـ«حزب الله» في معارك الجبهة الجنوبية
TT

مقتل ضابط إيراني و4 عناصر لـ«حزب الله» في معارك الجبهة الجنوبية

مقتل ضابط إيراني و4 عناصر لـ«حزب الله» في معارك الجبهة الجنوبية

عادت معارك الجبهة الجنوبية في سوريا إلى واجهة الأحداث بقوة، مع الإعلان عن مقتل ضابط كبير في الحرس الثوري الإيراني، وأربعة عناصر من «حزب الله» اللبناني، خلال معارك مع مقاتلي المعارضة. فيما استهدف طيران التحالف بقيادة الولايات المتحدة والطيران الروسي مصادر للنفط لـ«داعش».
وأفاد موقع «الدرر الشامية» المعارض، أن عدة عناصر من «حزب الله» وضابط بالحرس الثوري الإيراني، لقوا مصرعهم خلال مواجهات مع الثوار في جبهات سوريا. ونقل الموقع عن صحيفة «مشرق» التابعة للحرس الثوري، أن أربعة عناصر من مقاتلي «حزب الله» قتلوا خلال مواجهات مع الفصائل المعارضة في ريف حلب ومحيط دمشق، وهم: محمد علي نور الدين، وباقر حسن هاشم، ومحمد علي عسكر، وعلي زكريا ضاهر.
من جانبها، قالت وكالة «فارس» الإيرانية أمس: «إن ضابطًا كبيرًا في الحرس الثوري الإيراني هو أحمد رحيمي، قتل في المعارك الجارية مع كتائب الثوار في المنطقة الجنوبية».
وقال أبو أحمد العاصمي عضو المجلس العسكري في قيادة الجيش السوري الحرّ، إن «سقوط هذا العدد من قتلى (حزب الله) والحرس الثوري الإيراني يعني أمرين، الأول أنه لم يعد هناك من وجود فعلي لقوات النظام في المنطقة، بعدما سحب معظم قواته إلى محيط دمشق والشمال السوري، والثاني، أن المعارضة موجودة بمواجهة خط الدفاع الأخير عن النظام الواقع الآن تحت الحماية الإيرانية».
وأكد العاصمي لـ«الشرق الأوسط»، أن النظام «لم يعد قادرًا على شن هجمات واسعة من مناطق سيطرته التي تُعرف بـ(المثلث الجنوبي) بدءًا من الشمال الغربي وصولاً إلى الجنوب الشرقي، لكنه يحاول من وقت إلى آخر تنفيذ هجوم محدود، لإشعار الدول المعنية بأنه قادر على أخذ المبادرة عسكريًا».
وفتحت قوات النظام بعد منتصف ليل الأحد/ الاثنين نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في السهول المحيطة ببلدة عتمان، فيما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في تل عنتر قرب بلدة كفر شمس بريف درعا الشمالي الغربي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
وفي العاصمة دمشق، جدد الطيران النظام قصفه لمناطق سيطرة المعارضة في حي جوبر، كما سقطت قذيفة على مناطق في حي المزة 86، فيما سقطت قذيفة أخرى في ساحة باب توما وسط العاصمة، مما أدى إصابة عدد من المواطنين بجراح وخسائر مادية كبيرة. وبالتزامن مع قصف النظام لمنطقة المرج بالغوطة الشرقية الذي أسفر عن مقتل شاب وسقوط عدد من الجرحى، نفذت طائرات حربية روسية عدة غارات على المنطقة، كما شنّ صباح أمس 5 غارات على مدينة دوما في الغوطة الشرقية، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وعلى صعيد الحرب المعلنة على «داعش»، أعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، أنه شنّ ضربات إضافية على تنظيم داعش مطلع الأسبوع، ومن بينها ضربتان في سوريا دمرتا قرابة 300 سيارة تابعة للتنظيم ومنشأة نفطية.
وقال بيان التحالف أمس الاثنين: «إن ضربتين نفذتا قرب مدينتي دير الزور والحسكة يوم السبت، دمرتا 283 سيارة تابعة للتنظيم ونقطة تابعة له لتجميع النفط الخام، بالإضافة إلى تسع ضربات نفذت في مناطق أخرى سورية في اليوم نفسه».
إلى ذلك، أعلن الجيش الروسي أمس أنه «قصف 472 هدفًا إرهابيًا في سوريا في الساعات الـ48 الأخيرة»، مؤكدا تدمير «أرتال من الصهاريج، ومصاف يسيطر عليها تنظيم داعش في شمال البلاد وشرقها». وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: «إن هذه الأهداف في مناطق تدمر ودير الزور والرقة تخضع للإرهابيين وتشكل إحدى موارد تمويلهم». وأعلنت عن «رصد رتلين من الآليات التي تنقل النفط إلى مصاف خاضعة لتنظيم داعش في محافظة الرقة».
وقامت الطائرات الحربية الروسية بـ141 طلعة في محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة وحمص والرقة ودير الزور وفي منطقة دمشق، التي لا تخضع جميعها لنفوذ تنظيم «داعش». وقال مصدر عسكري في المعارضة السورية، إن «معارك الشمال توحي وكأن هناك حربًا عالمية تدور في هذه المنطقة». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «القصف الروسي يستهدف بشكل أساسي مواقع المعارضة المعتدلة، لكن أكثر ما يستهدف المناطق السكنية المأهولة». وكشف عن «(استشهاد) 156 مدنيًا في القصف الروسي خلال اليومين الماضيين، بينهم 43 طفلاً دون الـ12 سنة من العمر».
من جانب آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، إن جيش النظام ومقاتلين حلفاء له سيطروا بمساعدة القصف الجوي الروسي على بلدتين في وسط البلاد بعد معارك عنيفة مع مقاتلي تنظيم داعش.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.