في اسبوع باريس تنقلات لا تنتهي.. وولاءات مغيبة

أول عرض لنيكولا غيسكيير في دار لوي فويتون يفتح صفحات الماضي والحاضر

من عرض لويفيتون
من عرض لويفيتون
TT

في اسبوع باريس تنقلات لا تنتهي.. وولاءات مغيبة

من عرض لويفيتون
من عرض لويفيتون

عالم الموضة يتغير بين موسم وآخر، فما البال بين قرن وآخر؟ ما لا يختلف عليه اثنان أنه في الماضي كان يتمتع بشخصية أكثر إنسانية وحضارية، ربما لأن أغلب المصممين كانوا مؤسسين ومالكين لبيوتهم، لا يمكن أن يتعرضوا للاستغناء عن خدماتهم ولا تنتهي مهمتهم إلا بقرارهم التقاعد أو عندما يغيبهم الموت. أما الآن، فنحن نتابع، بشكل موسمي تقريبا، ما يشبه لعبة الشطرنج يجري فيها تغيير مصممين أو تنقلهم من دار أزياء إلى أخرى، بعضهم تحت ستار التراضي والرغبة في خوض تجارب جديدة، وبعضهم الآخر مرغم وبشكل علني ومهين. ولعل أكثر هذه التغيرات صدما كان خروج جون غاليانو من ديور منذ عامين تقريبا، نظرا للطريقة التي تمت بها العملية، مغضوبا عليه وشبه مطرود. كان من الطبيعي أن يخلف خروجه ثغرة لا بد من ملئها، إلا أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل فتح خروجه الشهية للمزيد من التنقلات والتغييرات. وهكذا توالى الكثير منها، إما بحجة التطوير وضخ دم جديد، وإما لعدم الانسجام الفكري واختلاف وجهات النظر الفنية بين المصممين ورؤسائهم في المجموعات الضخمة المالكة لهذه الدور. ورغم أن بعض هذه التنقلات صادمة فإنها أيضا مثيرة، تجعل الكل في باريس يحاول التكهن بمن سيقع عليه الدور مستقبلا وما إذا كان بعضها في محله أم لا. كما تجعل المصممين متوثبين ويقظين، لا يعرفون للراحة طعما، حسب اعتراف بعضهم، لأن الوظيفة ليست للأبد، بل هي مؤقتة ويمكن أن يفقدوها في أي لحظة، لسبب من الأسباب. طبعا يعود تعبهم أيضا إلى كونهم ينتجون نحو ثمانية تشكيلات في السنة لإرضاء السوق وتحقيق الربح التجاري.
في الموسم الماضي تابعنا خروج مارك جايكوبس من «لوي فويتون» بعد 17 سنة تقريبا. أمر استغربه الجميع، كونه حقق لها الكثير من النجاحات، بعد أن كانت قبله معروفة بالإكسسوارات الجلدية فقط. عندما التحق بها في عام 1997 أدخلها إلى مجال الأزياء الجاهزة، حيث كان أول من أطلق هذا الخط فيها. ورغم نجاحه في هذا المجال، بقيت الإكسسوارات الدجاجة التي تبيض ذهبا لمجموعة «إل في آم آش» المالكة، ويعود الفضل في هذا إلى استراتيجيات مهمة، منها تعاونه مع فنانين معروفين ورفض المجموعة خفض أسعارها في موسم التنزيلات مثل باقي الماركات وغيرها من الاستراتيجيات الناجحة. ومع ذلك، لم يشفع له النجاح التجاري والفني، بعد أن رأت الدار أن الوقت قد حان لضخها بدم جديد يحرك مياهها التي باتت تشهد ركودا في الآونة الأخيرة. أما هو، فأعرب عن رضاه بالقرار، وقال إن الاتفاق كان حبياً، وإنه يريد التركيز على خطه الخاص ليرقى به إلى مستوى أعلى. وهكذا خرج مارك جايكوبس ليدخل نيكولا غيسكيير. مصمم، كما يعرف الجميع، كان يمسك بزمام دار بالنسياغا وقضى فيها 15 عاما. نفض عنها غبار الزمن، وأعاد إليها بريق أيام زمان باستعماله لغة عصرية تخاطب فتيات من جيل شاب، ومع ذلك خرج منها غير راض تماما. وفي آخر يوم من أسبوع باريس لخريف وشتاء 2014، دخل مرة أخرى تاريخ الموضة بتقديمه تشكيلته الأولى لدار «لوي فويتون» في عرض مثير ترقبته أوساط الموضة بفارغ الصبر، ولم يخيب الآمال.
غيسكيير، لم يخف سعادته عندما حصل على الوظيفة الجديدة، إذ صرح بأنه يطير من الفرح وعلى أتم الاستعداد أن يكتب فصلا جديدا في تاريخ الدار الفرنسية. وأضاف: «أصبح لي الآن ميدان خاص ألعب فيه لسنوات». وبالنظر إلى ما قدمه أمس، فإن هذا الميدان واسع وإمكانياته كبيرة لنتوقع إبداعات مثيرة منه في المستقبل.
من التغييرات الأخرى في عالم الموضة، شهدنا مؤخرا التحاق مصمم دار روشا، ماركو زانيني بدار سكياباريللي، التي يملكها الملياردير الإيطالي دييغو ديلا فالي. بعد أن بحث هذا الأخير طويلا عمن يمكن أن يعيد لها بريقها، لم يجد أفضل من زانيني الذي قدم لها أول تشكيلاته في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، خلال أسبوع باريس لـ«الهوت كوتير» بحكم أن الدار متخصصة في هذا المجال ولا تنوي التوسع إلى الأزياء الجاهزة في الوقت الحالي على الأقل. ورغم أن الوقت لا يزال مبكرا للحكم عليه، ولم ترق تشكيلته لفنية مؤسسة الدار إلسا سكياباريللي، التي تعتبر واحدة من أهم المصممات في القرن العشرين ولها بصمات فنية واضحة، إلا أن الآمال معقودة عليه ولا تزال أمامه فرص أخرى لإثبات نفسه وتشرب أسلوب الدار.
خليفته في دار روشا هو المصمم الإيطالي اليساندرو ديل أكوا.
أما دار باكو رابان، فلا تزال تتخبط باحثة عن مصمم جديد يعوضها عن خروج مانيش ارورا، فيما توفقت دار سونيا ريكيل بالمصمم جيرالدو دا كونستشاو، الذي سبق له العمل مع لوي فويتون، ميوميو، إيف سان لوران.
وفي حين فقدت دار لويفي الإسبانية مصممها البريطاني ستيوارت فيفيرز، الذي التحق بشركة كوتش الأميركية، فإنها ما لبثت أن كسبت الأيرلندي جوناثان أندرسون الذي أخذ مكانه. ولن يكون هذا آخر التغييرات، فإن تغير ثقافة عالم الموضة ومتطلبات الأسواق العالمية، وما يعنيه هذا بالنسبة للمصممين من عمل شاق لا يتوقف، تجعل الكل في حالة توثب. ما إن تبدو على الواحد منهم علامات التعب أو يتوقف ليلتقط أنفاسه حتى يخسر مكانه. وهذا بدوره خلق نوعا من عدم الولاء من قبلهم، فما إن يحصلوا على عرض أفضل حتى يقبلوه، وهو ما لا يمكن لأحد أن ينتقدهم عليه. فالمسألة الآن مسألة عرض وطلب كما كل شيء في الموضة.



كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

تشتهر عارضة الأزياء والمؤثرة السعودية ديم القو بأسلوب مميز (بيركنشتوك)
تشتهر عارضة الأزياء والمؤثرة السعودية ديم القو بأسلوب مميز (بيركنشتوك)
TT

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

تشتهر عارضة الأزياء والمؤثرة السعودية ديم القو بأسلوب مميز (بيركنشتوك)
تشتهر عارضة الأزياء والمؤثرة السعودية ديم القو بأسلوب مميز (بيركنشتوك)

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية. اختارت لها بصمات دائمة: عبر تاريخ وحقبات المملكة العربية السعودية Perpetual Footprints:

Across Saudi Times and Eras عنواناً وست شخصيات سعودية أبطالا. هؤلاء جمعهم حذاء بسيط لكن معروف بعمليته وما يمنحه من راحة صحية.

فهدفها لم يكن استعراض مهارتها وخبرتها في صناعة الأحذية التي تتحدى الزمن والاختلاف والمسافات فحسب، بل أيضاً التعبير عن اهتمامها بسوق تعرف أهميته بالنسبة لها، وفي الوقت ذاته التعبير عن إعجابها بالثقافة السعودية لما فيها من تنوع وحيوية تكتسبها من شبابها. لكي تنجح حملتها وتكتسب عبق المنطقة، استعانت بمواهب محلية ناجحة في مجالاتها، لعرض الإرث الثقافي الغني للملكة، وتلك الديناميكية التي تميز كل منطقة. حتى مهمة تنسيق جلسة التصوير أوكلتها لمصمم الأزياء ورائد الأعمال السعودي حاتم العقيل من باب أن «أهل مكة أدرى بشعابها».

عبد العزيز الغصن يظهر في الحملة في عدة لقطات تعبر عن المنطقة التي يُمثِلها (بيركنشتوك)

جمعت ستة مؤثرين، ثلاث نساء هن فاطمة الغمدي وديم القول وداليا درويش، وثلاث رجال، هم خيران الزهراني وعبد العزيز الغصن وأحمد حكيم، كثنائيات لإبراز السمات الفريدة التي تُميز ثلاث مناطق هي نجد والحجاز والشرقية. وبينما كانت أحذية «بيركنشتوك» الخيط الرابط بينهم جميعاً، تركت لكل واحد منهم حرية التعبير عن رؤية تعكس أسلوب حياته ومجال تخصصه، سواء كان موسيقياً أو رياضياً أو رائد أعمال.

الحجاز القديم

خيران الزهراني ابن مدينة الباحة ممثلاً منطقة الحجاز (بيركنشتوك)

مثَل المنطقة كل من خيران الزهراني وفاطمة الغمدي. خيران وهو ابن مدينة الباحة معروف في عالم الأوبرا بصفته الكاونترتينور الأول في البلاد، يمزج عمله ما بين الفخر الثقافي والإبداع الفني. غني عن القول إنه يلعب دوراً ريادياً في أداء أعمال أوبرالية بارزة باللغة العربية، بما فيها مشاركته في أول أوبرا عربية تمثّل المملكة العربيّة السعوديّة في قمة BRICS لعام 2024. في هذه الحملة يظهر خيران في حذاء «بوسطن» Boston Suede المصنوع من الشامواه، والمتعدد الاستخدامات مع ملابسه العصرية. في صورة أخرى نسَق حذاء «جيزيه» Gizeh مع زيه التقليدي.

خيران الزهراني ابن مدينة الباحة والفنانة فاطمة الغمدي ممثلان منطقة الحجاز (بيركنشتوك)

تنضم إليه الفنانة والرسامة «فاطمة الغمدي» وهي من الطائف لإكمال قصة منطقة الحجاز. تظهر في حذاء «أريزونا» المتميز ببكلة بارزة، باللون الزهري الفوشيا. تظهر ثانية بحذاء «مدريد»، الذي يأتي هو الآخر ببكلة كبيرة الحجم، ليُكمل زيها التقليدي.

منطقة نجد

عبد العزيز الغصن كما ظهر في الحملة (بيركنشتوك)

هنا ينضم الموسيقي عبد العزيز الغصن، المقيم في الرياض، إلى الحملة للاحتفال بمنطقة نجد. الجميل في هذا الفنان أنه تأثر بعدة ثقافات موسيقية وشغف دائم لخوض غمار الجديد، بأسلوب موسيقى يمزج ما بين الـ«أفروبيت»، الـ«أر أند بي» والـ«هيب هوب». يظهر في الحملة محاطاً بأشجار النخيل النجدية، وهو يرتدي حذاء «كيوتو» Kyoto ثم حذاء «بوسطن» Boston.

عارضة الأزياء والمؤثرة السعودية ديم القو (بيركنشتوك)

تنضم إليه «ديم القو»، وهي عارضة أزياء سعودية ومؤثرة عُرفت بأسلوبها الخاص يجعل أكثر من 230 ألف شخص يتابعونها و3.2 مليون معجب على تطبيق «تيك توك». تظهر في حذاء «مدريد» ويتميز ببكلة ضخمة باللون البيج الشديد اللمعان يعكس جانبها النجدي المعاصر، في حين يعكس حذاء «جيزيه» Gizeh باللون الذهبي الإرث الغني المتجدر في التاريخ.

المنطقة الشرقية

رائد الأعمال والرياضي ومؤسس علامة «أستور» للأزياء (بيركنشتوك)

يُمثِلها «أحمد حكيم»، وهو رائد أعمال ورياضي وصانع محتوى، كما تمثّل علامته التجارية الخاصة بالملابس، Astor أسلوب حياة يعمل من خلالها على تمكين الأفراد من التعبير عن أنفسهم بثقة ومصداقية. يظهر في الحملة وهو يتجوّل تحت قناطر مدينة الدمام القديمة منتعلاً حذاء «أريزونا» Arizona الكلاسيكي ذا قاعدة القدم الناعمة باللون الأزرق. في لقطة أخرى يظهر في كورنيش المدينة مع داليا درويش، منتعلاً لوناً جديداً، الأزرق الأساسي.

داليا درويش تشارك في الحملة بصفتها محررة ومصممة وصانعة محتوى وسيدة أعمال (بيركنشتوك)

أما ابنة مدينة الخبر الساحليّة، داليا درويش، فتشارك في الحملة بصفتها محررة، ومصممة، وصانعة محتوى وسيدة أعمال، لتُعبِر عن طبيعة المنطقة الشرقية المتعددة الأوجه. ولأنها تعشق السفر، اختارت حذاء «أريزونا» Arizona، الذي يجمع الكلاسيكية بالعصرية، باللونين الذهبي والأزرق المعدني.