موجز إعلامي

موجز إعلامي
TT

موجز إعلامي

موجز إعلامي

* إشكالية هجمات باريس للبرامج الليلية الأميركية
واشنطن - «الشرق الأوسط»: شكل التعامل مع هجمات باريس الإرهابية تحديًا خاصًا لمقدمي البرامج التلفزيونية الليلية في الولايات المتحدة. فمن ناحية، تعتمد برامجهم في نجاحها على مواضيع الساعة، إذ إنها توفر منتديات وطنية ليلية تقيم فيها الأحداث الجارية في أجواء مسترخية وخفيفة. لكن من جهة أخرى، تحرص تلك البرامج على تجنب المواضيع المأساوية التي لا يمكن بالطبع إقحام الكوميديا في تناولها.
لكن مقدمي تلك البرامج الليلية أدلوا الواحد تلو الآخر بدلوهم في الأحداث، وعلقوا على الهجمات، حيث أدانوا العنف ومرتكبيه، فيما أعربوا عن تضامنهم مع باريس والحزن على الضحايا. وفي عطلة نهاية الأسبوع، استهل برنامج «ساترداي نايت لايف» على قناة «إن بي سي» فقراته ببيان رصين باللغتين الإنجليزية والفرنسية، قال فيه إن «باريس هي مدينة النور، وهنا في مدينة نيويورك ندرك أن النور لن ينطفئ أبدًا».

* شارلي شين يعلن إصابته بالأيدز وتكبده الملايين لإخفاء الخبر
واشنطن - «الشرق الأوسط»: كشف النجم التلفزيوني المضطرب شارلي شين أنه مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسبة (إتش آي في) المسبب لمرض الإيدز، خلال مقابلة مع مات لوير في برنامج «توداي» المذاع على قناة «إن بي سي»، قائلا إنه أراد وضع حد «لهذه الزخة من الهجمات». وقال شين إنه دفع «بالملايين» لأناس كي يتكتموا على تلك الإصابة، مضيفًا أن «هذه الأموال سلبت من أطفالي». وعندما سئل عما إذا واجه دعاوى قضائية، قال شين إنها كانت بالأحرى «عمليات ابتزاز» من أناس يطلبون المال. وردًا على سؤال لوير حول ما إذا كان الممثل الشهير ما زال يدفع المال لهؤلاء الناس، أجاب: «كلا، ليس بعد اليوم». وقال شين إنه يهدف جزئيًا من الكشف عن إصابته بالفيروس إلى وضع حد لهذه المبالغ المالية التي يدفعها لشراء سكوت الناس. وقال: «أعتقد أنني أطلق سراح نفسي من هذا السجن اليوم».

* مؤسس «أميركا تيست كيتشن» يغادر برنامجه
نيويورك - «الشرق الأوسط»: يترك كريستوفر كيمبال، نجم البرنامج التلفزيوني العام «أميركا تيست كيتشن» والشريك في مجلة «كوك إلاستيراتيد»، الشركة التي ساعد في تأسيسها، بعد نزاع حول عقده. وأعلنت «بوسطن كومن بريس»، الشركة الأم لبرنامج «أميركا تيست كيتشن»، عن القرار في بيان على موقعها على شبكة الإنترنت. وقالت الشركة: «عمل كريستوفر كيمبال مع (أميركا تيست كيتشن) في سبيله للانتهاء».ورغم ذلك، سيقدم كيمبال مواسم 2016 من «أميركا تيست كيتشن» و«كوكس كانتري»، وهو برنامج شهير آخر تنتجه الشركة. كما أنه سيظل صاحب حصة أقلية في الشركة، رغم أنه لن يتولى أي مهام إدارية، بحسب رسالة إلى الموظفين عبر البريد الإلكتروني.
وقال ديفيد ناسباوم الرئيس التنفيذي للشركة: «لقد بذلنا كل مجهود لنقدم إلى كريس عقدًا معقولاً يعبر عن مساهماته المميزة في الشركة، ونشعر بخيبة الأمل لأننا فشلنا في الوصول إلى أي اتفاق معه».

* جهود كبح التحكيم تواجه حملة إعلانية سخية
واشنطن - «الشرق الأوسط»: صور إعلان تلفزيوني خلال مناظرة مرشحي الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأميركية موظفين شاحبين يختمون كلمة «مرفوض» على ملفات أميركيين محبطين، تحت صورة حمراء للسيناتور إليزابيث وارين، تمثل عضوًا في الحزب الشيوعي.
ويهاجم الإعلان مكتب الحماية المالية للمستهلكين، وهو وكالة فيدرالية أنشئت بدعم قوي من السيدة وارين بعد أزمة الرهون العقارية في 2008. وما لم يقله الإعلان إن «مموله يريد كبح جماح الوكالة جزئيًا بسبب جهودها لتقييد التحكيم - الإجراء واسع الانتشار في المؤسسات الأميركية الذي يطالب العملاء والموظفين بألا يحلوا نزاعاتهم في المحاكم، ولكن من خلال جلسات من دون قاض أو هيئة محلفين.
في الواقع، التحكيم هو أحد أسباب رغبة ممول الإعلان «أميركان أكشن نيتوورك»، في انتقاد الوكالة بحملة إعلانية تبلغ كلفتها نصف مليون دولار، حسبما تفيد المجموعة.

إن موقف وكالة المستهلكين إزاء التقاضي، بينما يصعب توصيله في إعلان تلفزيوني «هو نموذج مثالي لكيفية انتزاع الحكومة لسلطة الأفراد وتسليمها للمحامين»، حسبما يؤكد مايك شيلدز، رئيس مجموعة «أميركان أكشن نيتوورك» وكبير المساعدين السابق في اللجنة الوطنية الجمهورية.



شركات التكنولوجيا ووسائل الإعلام الليبرالية تتجه يميناً

إيلون ماسك (رويترز)
إيلون ماسك (رويترز)
TT

شركات التكنولوجيا ووسائل الإعلام الليبرالية تتجه يميناً

إيلون ماسك (رويترز)
إيلون ماسك (رويترز)

استقالت رسامة الكاريكاتير الأميركية -السويدية الأصل- آن تيلنيس، الحائزة على جائزة «بوليتزر»، من عملها في صحيفة «واشنطن بوست» خلال الأسبوع الماضي، بعد رفض قسم الآراء في الصحيفة رسماً كاريكاتيرياً يصوّر مالك الصحيفة، الملياردير جيف بيزوس مع مليارديرات آخرين من عمالقة التكنولوجيا، وهم ينحنون أمام تمثال للرئيس المنتخب دونالد ترمب. وفور إعلان الخبر رأى كثيرون أن الواقعة الجديدة تختصر صورة المرحلة المقبلة في الولايات المتحدة.

مارك زوكربيرغ (آ ب)

إعادة تموضع

خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، بعدما بدا أن ترمب يتجه إلى العودة مجدداً إلى البيت الأبيض، بدأ الكثير من مسؤولي الشركات الكبرى ووسائل الإعلام الأميركية، رحلة «إعادة تموضع» تماشياً مع العهد الثاني لترمب. وهو ما تُرجم بداية بامتناع وسائل إعلام كانت دائماً تُعد رمزاً لليبرالية، مثل: «واشنطن بوست» و«لوس أنجليس تايمز»، عن تأييد أي من المرشحين الرئاسيين، فضلاً عن تغيير غرف التحرير في محطات تلفزيونية عدة، ومراجعة الكثير من سياسات الرقابة والإشراف والمعايير الناظمة لعملها، إلى إعادة النظر في تركيبة مجالس إدارات بعض شركات التكنولوجيا.

وبعيداً عن انحياز الملياردير إيلون ماسك، مالك تطبيق «إكس»، المبكر لترمب، واتجاهه للعب دور كبير في إدارته المقبلة، كانت الاستدارة التي طرأت على باقي المنصات الاجتماعية والإعلامية مفاجئة وأكثر إثارة للجدل.

ان تيلنيس (جائزة بوليتزر)

خضوع سياسي أم تغيير أعمق؟

البعض قال إنه «خضوع» سياسي للرئيس العائد، في حين عدّه آخرون تعبيراً عن تغيير أعمق تشهده سياسات واشنطن، لا يُختصر في ترمب، بل يشمل أيضاً كل الطبقة السياسية في الحزبَيْن الجمهوري والديمقراطي، وحتى المزاج الشعبي الذي أظهرته نتائج الانتخابات.

في بيانها الموجز، قالت تيلنيس التي تعمل في «واشنطن بوست» منذ عام 2008، إن قرار الصحيفة رفض رسمها الكاريكاتيري «مغيّر لقواعد اللعبة» و«خطير على الصحافة الحرة». وكتبت: «طوال ذلك الوقت لم يُمنع رسم كاريكاتيري قط بسبب مَن أو ما اخترت أن أوجّه قلمي إليه حتى الآن». وأدرجت تيلنيس مسوّدة من رسمها الكاريكاتيري في منشور على موقع «سبستاك»، يظهر بيزوس، مؤسس «أمازون» ومالك الصحيفة، مع مؤسس شركة «ميتا» مارك زوكربيرغ، وسام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، وباتريك سون شيونغ مالك صحيفة «لوس أنجليس تايمز»، و«ميكي ماوس» التميمة المؤسسية لشركة «والت ديزني»، ينحنون أمام تمثال ترمب.

وطبعاً كان من الطبيعي أن «يختلف» ديفيد شيبلي، محرّر الآراء في الصحيفة، مع تقييم تيلنيس، وبالفعل قال في بيان إنه يحترم كل ما قدمته للصحيفة، «لكن يجب أن يختلف مع تفسيرها للأحداث»، معتبراً قرار منع نشر رسم الكاريكاتير «تفادياً للتكرار»، بعدما نشرت الصحيفة مقالات عن الموضوع.

... وزوكربيرغ يعود إلى أصوله

بيد أن تزامن منع الكاريكاتير مع الخطوة الكبيرة التي اتخذتها شركة «ميتا» يوم الثلاثاء، عندما أعلن مارك زوكربيرغ أن «فيسبوك» و«إنستغرام» و«ثريدز» ستُنهي عملية التدقيق في الحقائق من قِبل أطراف ثالثة، قرأها العالم السياسي بوصفها نوعاً من الاستسلام؛ إذ قال زوكربيرغ في مقطع فيديو نشره على «فيسبوك» إن «(ميتا) ستتخلّص من مدقّقي الحقائق، وستستعيض عنهم بملاحظات مجتمعية مشابهة لمنصة (إكس)»، وهو ما رآه البعض «تضحية بقيم الشركة على (مذبح) دونالد ترمب وسياسة (حرية التعبير)» للحزب الجمهوري الجديد. بالنسبة إلى المحافظين اليمينيين، الذين يعتقدون أن المشرفين ومدققي الحقائق ليبراليون بشكل شبه موحّد، واثقون بأن النهج الأكثر تساهلاً في تعديل المحتوى سيعكس الواقع بشكل أكثر دقة، من خلال السماح بمجموعة أوسع من وجهات النظر. وعدّ هؤلاء، ومنهم بريندان كار الذي اختاره ترمب لإدارة لجنة الاتصالات الفيدرالية، قرار «ميتا» انتصاراً.

في المقابل، أعرب الليبراليون عن «فزعهم»، وعدّوه «هدية لترمب والمتطرّفين في جميع أنحاء العالم». وقال معلقون ليبراليون إن من شأن خفض معايير التأكد من الحقائق من قِبل أكبر منصة في العالم يُنذر بمجال رقمي أكثر غرقاً بالمعلومات الكاذبة أو المضللة عمداً مما هو عليه اليوم.

ابتعاد عن الليبرالية

هذا، ومع أنه من غير المتوقع أن يؤدي قرار زوكربيرغ بالضرورة إلى تحويل الإنترنت إلى «مستنقع للأكاذيب أو الحقائق»؛ لأن الخوارزميات هي التي تتحكم بما يُنشر في نهاية المطاف. فإن قراره يعكس، في الواقع، ابتعاد شركات التكنولوجيا عن الرؤية الليبرالية لمحاربة «المعلومات المضلّلة». وهذه مسيرة بدأت منذ سنوات، حين تراجعت «ميتا» عام 2019 عن التحقق من صحة الإعلانات من السياسيين، وعام 2023 عن تعديل الادعاءات الكاذبة حول انتخابات 2020.

وحقاً، كان إعلان يوم الثلاثاء هو الأحدث في سلسلة من تراجعات الشركة، واتجاهها نحو اليمين منذ إعادة انتخاب ترمب. ففي الأسبوع الماضي، عيّنت الشركة الجمهوري جويل كابلان رئيساً عالمياً للسياسة، وعيّنت، يوم الاثنين، دانا وايت، حليفة ترمب التي لعبت دوراً رئيساً خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، في مجلس إدارة الشركة. وفي السياق نفسه تضمّن إعلان يوم الثلاثاء نقل فريق الثقة والسلامة في الشركة من ولاية كاليفورنيا «الليبرالية»، إلى ولاية تكساس «الجمهورية»؛ مما يعكس دعوات من قادة التكنولوجيا اليمينيين مثل إيلون ماسك إلى تركيز الصناعة في بيئات «أقل ليبرالية» من «وادي السيليكون».

ترمب ممثلاً للأكثرية

في مطلق الأحوال، مع أن كثيرين من النقاد والخبراء يرون أن هذا التغيير يعكس بالفعل حقيقة ابتعاد شركة «ميتا» وغيرها من شركات ومواقع التواصل الاجتماعي عن الرؤية الليبرالية للحوكمة الرقمية، لكنهم يشيرون إلى أنه ابتعاد مدفوع أيضاً بالقيم الأساسية للصناعة التي جرى تبنيها إلى حد كبير، تحت الإكراه، استجابة للحظات سياسية مشحونة.

ومع تحوّل ترمب تدريجياً من كونه متطفلاً دخيلاً على الحياة السياسية الأميركية، إلى الممثل الأبرز للأكثرية التي باتت تخترق كل الأعراق -وليس فقط البيض- فقد بدا أن هذا النهج الذي يشبه نظام المناعة بات أقل ملاءمة، وربما، بالنسبة إلى شركات مثل «ميتا»، أكثر ضرراً سياسياً وأقل ربحية.