لندن تتجه لزيادة تمويل مكافحة الإرهاب بـ30 %

تقدم الحكومة استراتيجية دفاعية جديدة لمدة 5 سنوات اليوم

لندن تتجه لزيادة تمويل مكافحة الإرهاب بـ30 %
TT

لندن تتجه لزيادة تمويل مكافحة الإرهاب بـ30 %

لندن تتجه لزيادة تمويل مكافحة الإرهاب بـ30 %

قال وزير المالية البريطاني، جورج أوزبورن، أمس، إن بلاده تعتزم زيادة عدد المقاتلات التي يمكن إطلاقها من حاملات الطائرات وزيادة الإنفاق في مجال مكافحة الإرهاب بنسبة 30 في المائة.
ومن المقرر أن يعلن أوزبورن، الأربعاء المقبل، تفاصيل خفض الإنفاق الذي يعدّ، وفقا لبيانات صندوق النقد الدولي، أقوى خطة تقشف بين الاقتصادات الغنية في العالم منذ اليوم وحتى عام 2020. وقبل ذلك، من المقرر أن تتقدم الحكومة باستراتيجية دفاعية جديدة لمدة خمس سنوات اليوم.
وقال أوزبورن لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «سنعزز قوة حاملات الطائرات في المملكة المتحدة. سنعمل على 3 ضمان أنه عندما تكون حاملات الطائرات متوفرة، فستكون هناك على متنها طائرات يمكنها الانطلاق منها بأعداد كبيرة». وأضاف أنه: «بحلول عام 2023، سيكون لدينا 24 من هذه الطائرات، وهي من بين أقوى الطائرات في العالم من طراز (إف – 35) على ظهر حاملات الطائرات».
من جهته، قال متحدث باسم وزارة الدفاع: إن هذه ستكون المجموعة الأولى من إجمالي 138 طائرة من طراز «إف - 35» من إنتاج شركة «لوكهيد مارتن» تعتزم بريطانيا شراءها. ولم تؤكد بريطانيا من قبل عدد الطائرات التي تعتزم التقدم بطلب لشرائها، أو الجدول الزمني للصفقة.
من جهة أخرى، نفى أوزبورن أن التركيز على خفض الإنفاق العام قد يضر بسعي بريطانيا إلى الحيلولة دون وقوع هجمات مثل تلك التي تعرضت لها باريس هذا الشهر، وقال إن الإنفاق على الدفاعات ضد الإرهاب سيزيد بمقدار الثلث تقريبا. وأوضح: «سنضمن حماية بريطانيا على نحو ملائم من الخطر الإرهابي. ولأننا نتخذ قرارات صعبة في مجالات أخرى من ميزانيتنا، فيمكننا زيادة معدات جيشنا ويمكننا زيادة ميزانيتنا لمكافحة الإرهاب بنسبة 30 في المائة». وكان أوزبورن قد أعلن في وقت سابق أن الحكومة البريطانية ستزيد على نحو كبير عدد أفراد أجهزة المخابرات الذين يعملون على إحباط المؤامرات الإرهابية خلال الخمس سنوات القادمة. وقال: «أستطيع أن أؤكد أنه خلال الأعوام الخمسة المقبلة، سنزيد بشكل كبير عدد الأشخاص في كل وكالات المخابرات الثلاث الذين يحققون ويحللون ويتصدون للمخططات الإرهابية».
وطرحت الحكومة مؤخرا تشريعا جديدا سيمنح أجهزة المخابرات صلاحيات واسعة جديدة، بينها التعرف على المواقع الإلكترونية التي يتصفحها الناس.
وأكد أوزبورن: «مع تغير طبيعة الحرب والتجسس والإرهاب، ينبغي أن نتغير معها. توفر شبكة الإنترنت وهي محورية في العصر الحديث طرقا جديدة لأعدائنا كي يخططوا ويتحركوا ضدنا»، وأضاف: «التهديد من إرهابيين ومن آيديولوجيات متطرفة يحتاج لمواجهة مباشرة»، مضيفا أن «المصير المحتمل»، للطائرة الروسية التي تحطمت في مصر هو تذكير مؤلم بهذه الحاجة.
وفيما يتعلق بخفض ميزانية الشرطة باستثناء وحدات مكافحة الإرهاب، وُجهت تحذيرات لوزيرة الداخلية، تيريزا ماي، الأسبوع الماضي من أن تقليص ميزانية الشرطة سيؤثر على قدرتها على الرد على هجمات متعددة متزامنة، مثل تلك التي حدثت في باريس. في المقابل، أكدت هيلين باور، المتحدّثة باسم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، أن الحكومة «ستحمي المواطنين بكل قدراتها». كما لفتت إلى أن الحكومة حافظت على ميزانية وحدات مكافحة الإرهاب في الشرطة منذ عام 2010، وأنها أعلنت سابقا عن اتخاذ إجراءات جديدة لمكافحة الإرهاب، تشمل تعزيز ميزانيات وكالات الأمن والاستخبارات. وتداولت وسائل الإعلام المحلية احتمال إعلان وزارة الداخلية، التي تتولاها ماي، خفض ميزانيتها بنسبة 20 في المائة، مما قد يؤثر على ميزانيات الشرطة التي قد تشهد تخفيضا ماليا، بالإضافة إلى تقليص عدد العاملين فيها.



ميلي يدعو من روما إلى إقامة تحالف يميني عالمي

ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)
ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)
TT

ميلي يدعو من روما إلى إقامة تحالف يميني عالمي

ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)
ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)

دعا الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي إلى توحيد قوى اليمين العالمية في منظمة جامعة لـ«محاربة اليسار والاشتراكية، تكون مثل الكتائب الرومانية قادرة على دحر جيوش أكبر منها».

جاء ذلك في الخطاب الناري الذي ألقاه، مساء السبت، في روما، حيث لبّى دعوة رئيسة الحكومة الإيطالية جيورجيا ميلوني، ليكون ضيف الشرف في حفل اختتام أعمال المهرجان السياسي السنوي لشبيبة حزب «إخوان إيطاليا»، الذي تأسس على ركام الحزب الفاشي. وقدّمت ميلوني ضيفها الذي يفاخر بصداقته لإسرائيل والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بوصفه «قائد ثورة ثقافية في دولة صديقة، يعرف أن العمل هو الدواء الوحيد ضد الفقر».

«مسؤولية تاريخية»

ميلوني لدى استقبالها ميلي في قصر شيغي بروما الجمعة (إ.ب.أ)

قال ميلي إن القوى والأحزاب اليمينية في العالم يجب أن تكون في مستوى «المسؤولية التاريخية» الملقاة على عاتقها، وإن السبيل الأفضل لذلك هي الوحدة وفتح قنوات التعاون على أوسع نطاق، «لأن الأشرار المنظمين لا يمكن دحرهم إلا بوحدة الأخيار التي يعجز الاشتراكيون عن اختراقها». وحذّر ميلي من أن القوى اليمينية والليبرالية دفعت ثمناً باهظاً بسبب تشتتها وعجزها أو رفضها مواجهة اليسار متّحداً، وأن ذلك كلّف بلاده عقوداً طويلة من المهانة، «لأن اليسار يُفضّل أن يحكم في الجحيم على أن يخدم في الجنة».

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الأرجنتين خافيير ميلي في مارالاغو 14 نوفمبر (أ.ف.ب)

ليست هذه المرة الأولى التي يطلق فيها ميلي مثل هذه الفكرة، التي سبق وكررها أكثر من مرة في حملته الانتخابية، وفي خطاب القَسَم عندما تسلّم مهامه في مثل هذه الأيام من العام الماضي. لكنها تحمل رمزية خاصة في المدينة التي شهدت ولادة الحركة الفاشية العالمية على يد بنيتو موسوليني في عشرينات القرن الماضي، وفي ضيافة أول رئيسة يمينية متطرفة لدولة مؤسسة للاتحاد الأوروبي تحاول منذ وصولها إلى السلطة عام 2022 الظهور بحلة من الاعتدال أمام شركائها الأوروبيين.

جدل الجنسية الإيطالية

قال ميلي: «أكثر من شعوري بأني بين أصدقاء، أشعر أني بين أهلي» عندما أعلنت ميلوني منحه الجنسية الإيطالية، لأن أجداده هاجروا من الجنوب الإيطالي مطلع القرن الفائت، على غرار مئات الألوف من الإيطاليين. وأثار قرار منح الجنسية للرئيس الأرجنتيني انتقادات شديدة من المعارضة الإيطالية التي تطالب منذ سنوات بتسهيل منح الجنسية للأطفال الذين يولدون في إيطاليا من أبوين مهاجرين، الأمر الذي تُصرّ ميلوني وحلفاؤها في الحكومة على رفضه بذريعة محاربة ما وصفه أحد الوزراء في حكومتها بأنه «تلوّث عرقي».

ميلوني قدّمت الجنسية الإيطالية لميلي (رويترز)

وكان ميلي قد أجرى محادثات مع ميلوني تناولت تعزيز التعاون التجاري والقضائي بين البلدين لمكافحة الجريمة المنظمة، وتنسيق الجهود لمواجهة «العدو اليساري المشترك»، حسب قول الرئيس الأرجنتيني الذي دعا إلى «عدم إفساح أي مجال أمام هذا العدو، لأننا أفضل منهم في كل شيء، وهم الخاسرون ضدنا دائماً».

وانتقدت المعارضة الإيطالية بشدة قرار التلفزيون الرسمي الإيطالي بثّ خطاب ميلي مباشرةً عبر قناته الإخبارية، ثم إعادة بث مقتطفات منه كان قد دعا فيها إلى «عدم اللجوء إلى الأفكار لاستقطاب أصوات الناخبين» أو إلى عدم إقامة تحالفات سياسية مع أحزاب لا تؤمن بنفس العقيدة، «لأن الماء والزيت لا يمتزجان»، وشنّ هجوماً قاسياً على القوى السياسية التقليدية التي قال إنها «لم تأتِ إلا بالخراب». وأنهى ميلي كلمته، إلى جانب ميلوني وسط هتافات مدوية، مستحضراً شعار الدفاع عن «حرية وحضارة الغرب» الذي أقام عليه موسوليني مشروعه الفاشي لاستعادة عظمة الإمبراطورية الرومانية.