معارضون علويون يعلنون اليوم عن تأسيس تجمّع «تيار غد سوريا»

الهيئة العامة لـ«الائتلاف» تستكمل اجتماعاتها لبحث مقررات فيينا والتحضير لمؤتمر الرياض

معارضون علويون يعلنون اليوم عن تأسيس تجمّع «تيار غد سوريا»
TT

معارضون علويون يعلنون اليوم عن تأسيس تجمّع «تيار غد سوريا»

معارضون علويون يعلنون اليوم عن تأسيس تجمّع «تيار غد سوريا»

عقد معارضون سوريون علويون، مؤتمرا في مدينة إسطنبول التركية، من أجل إطلاق تجمّع سوري جديد بحضور قيادات من المعارضة السورية بينها الدكتور خالد خوجة رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، على أن يعلن اليوم رسميا، في ختام جلسات المؤتمر، عن تأسيسه تحت اسم «تيار غد سوريا».
ومن جهة ثانية، استكملت الهيئة العامة لـ«الائتلاف» اجتماعاتها التي كانت قد بدأتها الجمعة، للبحث في التحرك السياسي حول سوريا، ولا سيما ما نتج عن مؤتمر فيينا الثاني (فيينا 2) والمشاركة في مباحثات جنيف المقبلة، وكذلك التحضيرات لمؤتمر الرياض المزمع عقده في منتصف ديسمبر (كانون الأول) المقبل، على أن يَصدر اليوم الأحد بيان تفصيلي في ختام الاجتماعات.
هذا ما أشار إليه نائب رئيس «الائتلاف» هشام مروة خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» جاء فيه قوله: «نتعامل بإيجابية مع الحراك الدولي الحاصل وقد عبّرنا عن موقفنا الإيجابي حيال مقررات فيينا التي كنا نتمنى أن تتضمن نقاطًا إضافية أيضًا».
وفيما يتعلّق بمؤتمر الرياض، أوضح مروة أنه «يتم التنسيق بشكل دائم مع الجهات السعودية للتحضير لمؤتمر المعارضة المرتقب في السعودية الذي نعوّل عليه بإحراز تقدم في الحل السياسي»، مؤكدًا أنّه «لغاية الآن ليس هناك أي لوائح رسمية بأسماء الشخصيات والفصائل، وكل ما يتم التداول به ليس إلا تسريبات غير دقيقة».
أما فيما يتعلق باللقاء العلوي، فلقد امتنعت رغدة حسن، عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر «تيار غد سوريا»، عن إعطاء تفاصيل حول الأهداف والمبادئ الأساسية للتيار المعارض الجديد، واكتفت بالقول لـ«الشرق الأوسط» خلال لقاء معها «يضم شخصيات علوية معارضة مستقلة، ونحرص على التواصل مع كل القوى التي تمثل الثورة السورية، ولا سيما الائتلاف الذي كان رئيسه حاضرًا في اليوم الأول للمؤتمر وبارك هذه الخطوة».
ومن جهته، في كلمة له خلال المؤتمر، قال الكاتب السوري فؤاد حميرة: «يجب على الكل أن يساهم في تشكيل الجسم الجديد، فهو مفتوح لكل السوريين من كل المكونات». وفي تصريحات لـ«وكالة الأناضول» عقب جلسة الافتتاح، أوضح حميرة، أن التيار الجديد «هو تجمع سياسي، وأول تمثيل في تاريخ الطائفة العلوية، يضم نخبة من الناشطين، وله مجموعة أهداف منها إعادة خلق رموز في الطائفة، بعد أن قام آل الأسد عبر 50 عامًا بإفراغ الطائفة من الرموز، وحتى الرموز الدينية التي حولها لعناصر مخابراتية». وأضاف: «نسعى لخلق هذه الرموز من جديد لجعلهم جاهزين لمرحلة ما بعد النظام، وأرى أنه ساقط، ومجموعة من علويي الداخل والخارج اتفقوا على ورقة عمل واحدة ونقاشها، ويمكن الخروج ببيان مختلف بحسب النقاش، ونتمنى أن نكون قيمة إضافية جديدة للثورة السورية».
وعن تزامن الإعلان عن التيار الجديد مع بدء طرح الحلول السياسية للأزمة، لفت حميرة، إلى أنه «يُعمل عليه من 2011، تاريخ بدء الثورة».
وفي كلمته خلال مؤتمر «تيار غد سوريا»، قال خالد خوجة، رئيس «الائتلاف» معلقًا: «أتمنى أن يأخذ التيار الجديد دوره إلى جانب قوى المعارضة الثورية، ليعزز موقف المعارضة السورية، باتجاه تحقيق الاستقرار والخروج من حالة الفوضى، التي ولدها ثنائي النظام والإرهاب، والتي ما زلنا نعيشها حتى يومنا هذا». وطالب خوجة، جميع المعارضة في هذه المرحلة المفصلية «بالعمل سويًا لبناء الهوية العليا من جديد، والتي افتقدتها سوريا في الأعوام السابقة».
وأشار إلى أن «النظام على مدار السنوات السابقة، عمل على تمزيق البلاد، وحاليًا نعمل لعودة سوريا جديدة خالية من الإرهاب والتسلط».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.