السياح الروس يغيرون وجهتهم من شرم الشيخ إلى الأردن بسبب حادثة الطائرة

وزير السياحة: الإقبال الروسي ستكون له آثار إيجابية

السياح الروس يغيرون وجهتهم من شرم الشيخ إلى الأردن بسبب حادثة الطائرة
TT

السياح الروس يغيرون وجهتهم من شرم الشيخ إلى الأردن بسبب حادثة الطائرة

السياح الروس يغيرون وجهتهم من شرم الشيخ إلى الأردن بسبب حادثة الطائرة

بدأت أفواح السياح الروس في الوصول إلى مدينة العقبة الأردنية، حيث وصلت طائرة روسية أمس إلى مطار الملك حسين الدولي في العقبة جنوب الأردن وعلى متنها 230 سائحا روسيا لقضاء عطلتهم على شواطئ العقبة والبتراء ووادي رم.
يشار إلى أن موسكو قررت سحب جميع السياح الروس من مصر، والذين يقدر عددهم بنحو 80 ألفا، كما حذت حذوها بريطانيا بعد سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء بقنبلة، زرعها تنظيم داعش الإرهابي.
وقال وزير السياحة والآثار الأردني نايف الفايز إن ترويج السياحة الأردنية في روسيا ليس أمرا جديدا، وهو مستمر منذ عشرة أعوام، مبينًا أن السياح الروس يفضلون الأردن كوجهة سياحية، خاصة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، وذلك بفضل التنوع السياحي الذي يمتاز به الأردن على مدار العام.
وأشار الفايز في تصريح صحافي أمس إلى التقرير الذي صدر مؤخرا من قبل الجانب الروسي، والذي أوضح أن الأردن يعد من الوجهات الآمنة للطيران الروسي، معتبرا أن هذا الإقبال ستكون له آثار إيجابية على القطاع السياحي الأردني.
كما تلقت شركات الطيران الروسية توصيات لتعزيز التدابير الأمنية لرحلاتها إلى 47 بلدا، من ضمنها 12 بلدا عربيا، وذلك كخطوة وقائية بعد صدور أنباء مفادها أن الطائرة الروسية تحطمت نتيجة تفجير قنبلة. ودعت الوكالة الروسية للنقل الجوي إلى القيام بإجراءات أمنية عالية لجميع الرحلات الجوية الروسية المنتظمة والتشارتر (رحلات مؤجرة)، والترانزيت من وإلى 47 بلدا في العالم.
من جهته، أكد مدير عام هيئة تنشيط السياحة الأردنية عبد الرزاق عربيات، أن الهيئة تقوم بأنشطة ترويجية وتسويقية بشكل مكثف، أسفرت عن تحول الطائرات الروسية التي تحمل السياح وجهتها إلى الأردن بفضل توفره على الأمن والأمان، مشيرًا إلى خطط الهيئة الداعمة للترويج السياحي في الأردن، وتوفيرها لعنصر التحفيز لمكاتب السياحة في الخارج، وقال إن الهيئة تدعم خطط الطيران العارض، وإن طواقمها تعمل بشكل مميز في السوق الروسية، حيث ظهرت النتائج الإيجابية مؤخرا بشكل واضح.
من جهته، أكد مدير عام شركة «ترافكو» المستقبلة للسياح «باولو نوشيرينيو» أن قدوم السياح الروس يأتي نتيجة جهود مشتركة قامت بها الشركة مع دعم وتحفيز للبرامج السياحية من قبل هيئة تنشيط السياحة الأردنية، التي تعمل بجد في الأسواق الروسية، مما أوجد قبلة مناسبة إلى الأردن كوجهة سياحية.
وغيّرت بعض الرحلات السياحية مسارها من شرم الشيخ إلى العقبة والمثلث الذهبي بسبب الأحداث الأخيرة، وأيضًا بفضل جهود هيئة تنشيط السياحة وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.