كتاب همنغواي «باريس في عيد» يتحول إلى رمز يتحدى الإرهاب

نفد من المكتبات.. والناشر يعمل على طبعة جديدة من 15 ألف نسخة

طبعات رواية همنغواي مع الأزهار والشموع في مواقع الجمعة الدامية
طبعات رواية همنغواي مع الأزهار والشموع في مواقع الجمعة الدامية
TT

كتاب همنغواي «باريس في عيد» يتحول إلى رمز يتحدى الإرهاب

طبعات رواية همنغواي مع الأزهار والشموع في مواقع الجمعة الدامية
طبعات رواية همنغواي مع الأزهار والشموع في مواقع الجمعة الدامية

كل الطرق تؤدي إلى باريس وهي تداوي جراحها بعد أحداث «الجمعة الدموي»، حتى طريق الأدب الأميركي. فقد نفدت من المكتبات النسخ المتبقية من كتاب صغير مترجم للروائي إرنست همنغواي صدرت طبعته الفرنسية بعنوان «باريس في عيد» عن دار «غاليمار» عام 1964. وبادر عشرات الباريسيين إلى اقتناء الكتاب، خلال الأسبوع الماضي، أو أخذه من مكتباتهم الخاصة والتوجه إلى مواقع العمليات الإرهابية ووضع النسخ مع باقات الأزهار والشموع المتكدسة في المواقع التي شهدت مصرع 129 شخصًا برصاص الإرهاب.
همنغواي، الروائي الأميركي الحائز على «نوبل»، أحب باريس وعاش فيها في عشرينات القرن الماضي. وهو قد سجل ذكرياته عنها بين عامي 1957 و1960 وصدرت بعنوان «عيد متنقل». وتحت العنوان نفسه صدرت طبعة عربية للكتاب عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 1984. وجاء في التقديم أن مؤلفه بدأ كتابته في كوبا ثم واصل العمل به في بلدة «كيتشام» بولاية آيداهيو ثم اصطحبه معه إلى إسبانيا في ربيع 1959 قبل أن يعود ليكمله في كوبا في ربيع العام التالي.
ووجد الباريسيون في نص همنغواي ردًا على متطرفين حاولوا إفساد فرحة العيد الذي تعيشه باريس كل يوم، بمرابعها ومتاجرها ومسارحها وحفلاتها ومواقعها السياحية. وجاءت رسالة التمسك بعنوان «باريس في عيد» لكي تجابه الرسالة التي سعى إليها الإرهابيون الذين استهدفوا أماكن الفن واللهو والجمال في العاصمة الفرنسية. وشوهد الكثيرون وهم يحملون كتاب همنغواي في أيديهم أثناء تجولهم في ساحة «لاريبوبليك» أو أثناء دقيقة الصمت التي أعلنت، الاثنين الماضي، تضامنًا مع الضحايا وعائلاتهم.
وصعد الكتاب، خلال يومين، إلى المرتبة 17 بين الكتب المائة الأكثر مبيعًا في قائمة موقع «أمازون» للبيع بالمراسلة. ثم نفدت النسخ المعروضة منه. وساهمت تقارير في التلفزيون الفرنسي وتغريدات كثيرة في عودته إلى دائرة الاهتمام والرواج، حيث بات اقتناؤه فعلاً من أفعال المقاومة والتمسك بقيم الثقافة الفرنسية. وذكر مسؤول في دار «فوليو» التي أعادت نشر الكتاب أن الطلبات بدأت بحدود 10 نسخ في اليوم وسرعان ما ارتفع الطلب إلى 500 نسخة يوميًا. وفي حين كان الناشر يعيد طباعة 8 آلاف نسخة من «باريس في عيد» كل عام، فإنه بصدد طباعة 15 ألف نسخة حاليًا، على عجل. ويعكس الكتاب احتفاء الروائي الأميركي بعاصمة النور وذكرياته عن زملائه الفنانين والأدباء الذين كانوا يقصدونها وصادفهم فيها، أمثال عزرا باوند ووغرترود شتاين وجيمس جويس. ويكتب: «تلك كانت باريس شبابنا، في الزمن الذي كنا فيه فقراء وسعداء جدا».



مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)
TT

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً. واختيرت الممثلة جوليا دو نونيز لأداء الدور الرئيسي في المسلسل الذي أخرجه الزوجان دانييل وكريستوفر تومسون، نظراً للشبه الكبير بينها وبين باردو في شبابها.
وكشف مقربون من الممثلة أنها تعاني من ضيق في التنفس، لكنها رفضت الاستمرار في المستشفى وأصرت على أن تعود إلى منزلها في بلدة «سان تروبيه»، وهي المنطقة التي تحولت إلى وجهة سياحية عالمية بفضل إقامة باردو فيها. إنها الممثلة الفرنسية الأولى التي بلغت مرتبة النجومية خارج حدود بلادها وكانت رمزاً للإغراء شرقاً وغرباً. وقد قدمت لها عاصمة السينما هوليوود فرص العمل فيها لكنها اكتفت بأفلام قلائل وفضلت العودة إلى فرنسا.

جوليا في دور بريجيت باردو (القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي)

حال الإعلان عن نقلها إلى المستشفى، باشرت إدارات الصحف تحضير ملفات مطولة عن النجمة المعتزلة البالغة من العمر 88 عاماً. ورغم أنها كانت ممثلة برعت في أدوار الإغراء فإن 10 على الأقل من بين أفلامها دخلت قائمة أفضل ما قدمته السينما الفرنسية في تاريخها. وهي قد اختارت أن تقطع تلك المسيرة، بقرار منها، وأن تعلن اعتزالها في عام 1970 لتتفرغ لإدارة جمعية تعنى بالحيوانات وتتصدى لإبادتها لأسباب مادية، مثل الحصول على الفراء والعاج. ومن خلال شهرتها واتصالاتها برؤساء الدول تمكنت من وقف تلك الحملات في بلاد كثيرة.
وفي المسلسل الجديد الذي تعرضه القناة الثانية، وهي الرسمية، حاولت الممثلة الشابة جوليا دو نونيز أن تجسد شخصية تلك الطفلة التي تحولت من مراهقة مشتهاة إلى امرأة طاغية الفتنة. كما أعادت جوليا إلى الأذهان عدداً من المشاهد الشهيرة التي انطبعت في ذاكرة الجمهور لبريجيت باردو التي قدمها المخرج روجيه فاديم في فيلم «وخلق الله المرأة»، ثم تزوجها. وهي المرحلة التي ظهرت فيها «الموجة الجديدة» في السينما وكانت باردو أحد وجوهها.
لم يكن فاديم الرجل الأول والوحيد في حياتها. بل إن نصيرات حقوق المرأة يعتبرن بريجيت باردو واحدة من أبرز الفرنسيات اللواتي تمسكن بمفهوم الحرية وخرجن على التقاليد. لقد لعبت أدوار المرأة المغرية لكنها عكست وجهاً لم يكن معروفاً من وجوه المرأة المعاصرة.