في ملتقى السليمانية.. داود أوغلو يدعو بـ{الكردية} إلى فتح صفحة جديدة

نيجيرفان بارزاني: العراق دولة يتحكم بها شخص واحد يفسر الدستور حسب مزاجه

داود أوغلو يتوسط هوشيار زيباري (يمين) وبرهم صالح («الشرق الأوسط»)
داود أوغلو يتوسط هوشيار زيباري (يمين) وبرهم صالح («الشرق الأوسط»)
TT

في ملتقى السليمانية.. داود أوغلو يدعو بـ{الكردية} إلى فتح صفحة جديدة

داود أوغلو يتوسط هوشيار زيباري (يمين) وبرهم صالح («الشرق الأوسط»)
داود أوغلو يتوسط هوشيار زيباري (يمين) وبرهم صالح («الشرق الأوسط»)

قال نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، إن العراق أصبح دولة «انعدم فيها الأمل» في العيش المشترك بين مكوناته، حيث زادت الخلافات بين الأطراف السياسية عمقا ووصلت إلى حد أن يتحكم شخص واحد في قوت شعب كردستان والذي من المفترض أن يعتبر جزءا من العراق الجديد الذي أسهم في بنائه بعد التخلص من«الديكتاتورية».
وجاءت تصريحات بارزاني في مراسم الدورة الثانية لملتقى السليمانية، الذي تنظمه الجامعة الأميركية في العراق بإشراف الدكتور برهم صالح رئيس مجلس الأمناء للجامعة التي أشرف ورعى تأسيسها وبناءها. وأكد بارزاني في كلمته أن «ما كان يخشاه الإقليم قد تحقق فعلا في ظل حكم انفرادي لا يعطى فيه المجال لبقية الشركاء في المشاركة فيه، ويفسر الدستور حسب مزاجه الشخصي، ويستعمل قوت الشعب كورقة ضغط ضد حكومة إقليم كردستان»، مؤكدا على أن «إقليم كردستان العراق يشعر حقا بالقلق حيال مستقبل العراق ويرى أن العراق يسير نحو الهاوية»، مشددا على أن «شعب إقليم كردستان لن يقبل ولن يسكت على تصرفات الحكومة العراقية، ولن يتراجع إلى الوراء، بل إنه يؤكد على الاستفادة من ثرواته الطبيعية حسب الدستور والتي كانت في يوم من الأيام سببا في معاناة ومحن عاشها هذا الشعب نتيجة للسياسات الخاطئة للحكومات السابقة في العراق».
وقد حضر المؤتمر أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي وكوسرت رسول علي نائب رئيس إقليم كردستان وهوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي وعلي الأديب وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي، وعدد كبير من قياديي الأحزاب السياسية في العراق والإقليم والمنطقة وشخصيات سياسية عالمية أبرزهم وزير الخارجية الفرنسي السابق بيرنارد كوشنير.
وكان المؤتمر قد بدأ بكلمة من قبل وزير التعليم العالي العراقي، أكد فيها على أن العراق «يمر بمشاكل كبيرة، وأن ميزانيته الكبيرة تعرضه للكثير من المشاكل التي لا يمكن القول إن طرفا واحدا فقط هو المسؤول عنها». ودعا أديب الطرفين (بغداد وأربيل) إلى ضبط النفس ومعالجة كل المشاكل بطرق دستورية وقانونية، مشددا على «ضرورة بذل المزيد من الجهود للحد من هذه المشاكل»، مؤكدا على أن المشاكل لا يمكن أن تحل في جلسة واحدة أو اجتماع واحد، وعدم إصرار طرف على كل ما يطلبه من الطرف الآخر، لأن هذه المسالة من الممكن ألا تؤدي إلى نتائج ملموسة ومفيدة للطرفين».
وقال برهم صالح في كلمته في مراسم افتتاح الملتقى «إن القرن الماضي أي القرن العشرين كان قاسيا على الشعب الكردي حيث كانت القوى العالمية تتجمع للتآمر ضد الشعب الكردي، لكنهم اليوم يجتمعون في السليمانية عاصمة الثقافة الكردية لإبداء احترامهم وتقديرهم لهذا الشعب، ويؤكدون على أن «الشرق الأوسط» لن يكون مستقرا دون أن يكون للشعب الكردي الحق في الحرية والحياة مع جميع شعوب المنطقة.
وبين صالح أنه كان يتمنى «أن يكون الرئيس العراقي جلال طالباني حاضرا في هذا المؤتمر ليلقي هو كلمة الافتتاح للترحيب بالضيوف». ولم يخف أن هناك الكثير من الخلافات «التي من الممكن أن تعرض مستقبل المنطقة للخطر»، داعيا «شعوب المنطقة إلى التعاون وحل جميع المشاكل في ما بينها».
واستهلت أعمال الملتقى بندوة مشتركة لوزير الخارجية العراقي زيباري ونظيره التركي داود أوغلو، حيث استهلها الوزير التركي بالعديد من الكلمات باللغة الكردية، مؤكدا على أنه لا يتحدث بالكردية «مجاملة لهذا الشعب بل إنه يتحدث بكلمات نابعة من قلبه». ودعا داود أوغلو شعوب المنطقة «إلى الكف عن روح العداء وبدء صفحة جديدة في حياة يملؤها السلام والأمان في المنطقة». وسلط الضوء أيضا على الوضع في مصر وتأييدهم لثورة الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني) لعام 2011، والتي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، حيث وصف فترة انتقال السلطة آنذاك بانتصار الثورة التي لم تدم بسبب ما سماه «الانقلاب العسكري ضد حكم الرئيس السابق محمد مرسي».
وذكر أوغلو الحضور بأن ثمانينات القرن الماضي «شهدت فترة سيئة للكرد في تركيا، حيث كانت النشاطات القومية والثقافية لهذا الشعب محظورة من قبل الحكومة آنذاك، وأن البداية الحقيقية للانفتاح التركي للكرد بدأت في عام 2003، وأدت إلى كسر العامل النفسي في التعامل بين الشعبين».
ولم يخف زيباري أن «العراق يمر بظرف عصيب، وأن مستقبله في خطر حيث يعيش هذا البلد في مواجهة عصيبة مع الإرهاب الذي يهدد حاضره ومستقبله»، مؤكدا على أن الإرهاب هو الخطر الوحيد والأساسي الذي يهدد مستقبل العراق. وبين زيباري أن حديث أوغلو بالكردية «يبشر ببداية جديدة في العلاقات بين شعوب المنطقة ويؤكد حصول تغييرات كثيرة.. فقبل أكثر من عقدين اعتقلت ليلى زانا لأنها تحدثت بالكردية في تركيا، واليوم وزير الخارجية التركي يتحدث بالكردية».



«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.