الجيش الإسرائيلي يزج بلواء كامل في هجوم على مدينة الخليل

مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال تخلف عشرات الجرحى

شاب فلسطيني في مواجهة مع قوات الشرطة الإسرائيلية في مدينة غزة أمس (رويترز)
شاب فلسطيني في مواجهة مع قوات الشرطة الإسرائيلية في مدينة غزة أمس (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يزج بلواء كامل في هجوم على مدينة الخليل

شاب فلسطيني في مواجهة مع قوات الشرطة الإسرائيلية في مدينة غزة أمس (رويترز)
شاب فلسطيني في مواجهة مع قوات الشرطة الإسرائيلية في مدينة غزة أمس (رويترز)

بناء على قرار مجلس وزاري، بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي غادي آيزنكوت أمس بنقل لواء «كفير» بأكمله إلى منطقة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، وذلك بهدف معاقبة سكانها على العمليات التي أسفرت عن مقتل أربعة مواطنين يهود أول من أمس، والتي تبين أن منفذيها من سكان الخليل.
ولواء «كفير» هو أكبر لواء في سلاح المشاة الإسرائيلي، ويضم خمس كتائب، وتنتشر قوات هذا اللواء في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، لكن تقرر الآن زجه في منطقة الخليل وحدها. وبمجرد نشر طلائع قواته، بدأت في نصب حواجز عسكرية طيارة، ونفذت عدة غارات على أحياء المدينة، فوقعت مواجهات عنيفة فيها بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن هذه المواجهات أسفرت عن إصابة عشرات المواطنين بالرصاص الحي والمطاطي، من الساعة الأولى لقدوم القوات المذكورة.
وكان نتنياهو قد دعا إلى اجتماع طارئ بمشاركة وزير الدفاع موشيه يعلون، وقادة الأجهزة الأمنية على خلفية عمليتي الطعن وإطلاق النار، اللتين وقعتا في تل أبيب وجنوب بيت لحم. وقال بيان صادر عن مكتب نتنياهو إنه جرى البحث خلال المداولات في العمليات الأمنية التي ستنفذها قوات الاحتلال، وخصوصا في منطقة الخليل التي تجري فيها معظم العمليات ضد قوات الاحتلال والمستوطنين. وأضاف البيان أنه جرى البحث أيضا في إجراءات ضد إسرائيليين يشغلون، أو ينقلون فلسطينيين يدخلون إلى إسرائيل دون تصاريح، لأن منفذ عملية تل أبيب كان يحمل تصريح عمل رسميا، فتقرر شطب 1200 تصريح عمل لسكان من الخليل، تم اختيارهم بشكل عشوائي، مما جعل الفلسطينيين يتهمون إسرائيل بتنفيذ عقاب جماعي. فيما قالت مصادر فلسطينية إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أصدر تعليمات إلى أجهزة الأمن الفلسطينية بمنع هجمات ضد أهداف إسرائيلية في الضفة.
ووقعت الاشتباكات أمس مع قوات الاحتلال في عدة مناطق، إضافة إلى منطقة الخليل، مثل البيرة وقلقيلية وحتى قطاع غزة. وحسب الوزارة الفلسطينية فقد بلغت حصيلة الاعتداءات حتى مساء أمس إصابة ثمانية مواطنين بالرصاص الحي و3 آخرين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، إلى جانب حالات اختناق خلال المواجهات عند مدخل البيرة الشمالي، بالإضافة إلى إصابة 12 مواطنا بالرصاص الحي في الأجزاء السفلية في الخليل، وحالات اختناق لم يتم إحصاؤها لكثرتها. أما في قطاع غزة فقد أصيب 11 مواطنا بالرصاص الحي، بينهم شاب وصفت إصابته بالخطيرة، وآخر أصيب بقنبلة غاز في يده.
وفي قلقيلية أصيب أكثر من مائة وخمسين مواطنا بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط والاختناق خلال المواجهات التي وقعت في حي النقار وفي بلدة عزون شرقها. وقالت وكالة «وفا» إن شابًا أصيب بالرصاص الحي في الأطراف السفلية، بينما أصيب 23 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و132 بالاختناق نتيجة استنشاقهم الغاز السام المسيل للدموع خلال المواجهات الدائرة في حي النقار، وأضافت أن 10 شبان أصيبوا بالاختناق في المواجهات المستمرة في بلدة عزون، نقلوا على إثرها للعلاج في مشافي المدينة.
وفي نابلس، قررت قوات الاحتلال أمس إغلاق عدة طرق رئيسية، بسبب ما وصفته بـ«الأوضاع الأمنية» حتى إشعار آخر. وقالت مصادر أمنية إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أبلغت الجانب الفلسطيني رسميًا بأنها قررت إغلاق مدخل بورين الرئيسي، ومدخل عورتا الرئيسي المحاذي لمعسكر حوارة، ومدخل قرية أوصرين، وقرية عقربا المارين عبر حاجز زعترا، اعتبارًا من الساعة العاشرة صباحا وحتى إشعار آخر بسبب ما وصفته بتدهور الأوضاع الأمنية السائدة في الأراضي الفلسطينية.
وفي السياق ذاته، مددت محكمة الاحتلال العسكرية في معتقل «عوفر»، أمس اعتقال ثلاث فتيات قاصرات من بيت لحم يبلغن من العمر (15) عامًا. وذكر نادي الأسير في بيان أن سلطات الاحتلال اعتقلت الفتيات الثلاث يوم أمس، ونقلتهن إلى معتقل «عتصيون»، ثم إلى سجن «عوفر» لعقد جلسة تمديد بحقهن، ومن المفترض أن يتم نقلهن إلى سجن «نفي ترتسا» في الرملة.
وكانت السلطات الفلسطينية قد اتهمت سلطات الاحتلال بخطف الفتيات الثلاث، فيما أعلن ناطق بلسان الاحتلال أنهن سلمن للشرطة الفلسطينية، وتبين لاحقا أن الرواية جاءت للتضليل.
من جهة ثانية، اقتحم مستوطنون الليلة الماضية قرية المزرعة القبلية شمالي مدينة رام الله، وخطوا شعارات معادية للفلسطينيين. وأشار مصدر إسرائيلي إلى أن المستوطنين ألقوا بالحجارة على أحد المنازل، ما تسبب بأضرار مادية لكن دون وقوع إصابات في صفوف الفلسطينيين، وكتبوا شعارات في القرية تقول: «انتقام» و«اليهود أفاقوا، والموت للعرب» قبل مغادرتهم القرية، وقد وصل الجيش الإسرائيلي للقرية وفتح تحقيقا في الحادث.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.