كلينتون: يجب على أميركا قيادة «الحرب العالمية» ضد «داعش»

دعت المرشحة عن الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية هيلاري كلينتون، أمس، إلى تكثيف الضربات الجوية على تنظيم داعش.
ودعت كلينتون إلى خلق «مرحلة جديدة» في القتال ضد «داعش»، مضيفة أن ما يحصل بعد هجمات باريس يعتبر «حربًا عالمية ويجب على أميركا أن تقودها».
وأنزلت كلينتون كثيرا من الردود على منتقديها، إذ قالت: «في كل مجتمع هنالك الخيار ما بين الخوف أو إيجاد الحل»، لترد بذلك على منافسيها من الجمهوريين الذين دعوا إلى منع اللاجئين السوريين من الدخول إلى الولايات المتحدة، بعد جدل حام دخولهم وسط شكوك من تقارير ذكرت أن أحد منفذي الهجوم كانوا من المهاجرين السوريين إلى أوروبا، قائلة: «أن نبعد الأيتام وأن نبدأ بامتحان الناس وفقًا لأديانهم وأن نمارس التمييز ضد المسلمين وأن نغلق الباب في وجه كل لاجئ سوري، هذا ليس ما بنيت عليه هذه البلاد».
ودعت كلينتون إلى «مرونة» العمليات الأميركية الخاصة في سوريا بالإضافة إلى تدريب القوات المعارضة، بالأخص السنّة والأكراد، في القتال ضد «داعش»، لكنها أشارت في الوقت ذاته إلى معارضتها شن حرب برية أميركية واسعة في الشرق الأوسط، وأشارت إلى ضرورة تقوية الأجهزة الاستخباراتية بشكل تتعاون فيه مع القطاع الخاص للعثور على حلول «يمكنها أن تحافظ على سلامتنا وعلى خصوصيتنا في الوقت ذاته».
كما ردت كلينتون على منتقديها بعدم استخدامها عبارة «الإرهاب الأصولي»، قائلة إن مثل هذه الأوصاف «تمنح هؤلاء المجرمين وهؤلاء القتلة أكثر مما يستحقونه».
ومع تشبيه سياسة كلينتون الدائمة لتلك التي يتبعها أوباما من بين منافسيها بحزبها الديمقراطي ومنتقديها من الجمهوري، بالأخص بعد عملها في إدارته وزيرة للخارجية لأربعة أعوام، فإن كلينتون بدأت بالتطرق إلى القرارات التي اتخذتها في ظل إدارة أوباما، من بينها إصرارها على إنشاء تحالف أميركي للإطاحة بالرئيس الليبي السابق معمر القذافي، ودعوتها إلى ضرورة تدريب المعارضة السورية «في مرحلة مبكرة».
ومن اللافت أن كلينتون تطرقت إلى موضوع أصر أوباما على معارضته، إذ أكدت على تأييدها فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا ليتسنى للاجئين الهروب من «داعش» ومن الأوضاع التي فرضتها الحرب، وهي خطوة ستحتاج إلى مزيد من القوة العسكرية من الجانب الأميركي، كما أنها لفتت الأنظار عندما قالت إن تنظيم داعش «لا يمكن احتواؤه، بل يجب هزمه».
ولكن هنالك نقطة ستضطر كلينتون إلى التغلب عليها، وهي تصويتها بـ«نعم» خلال تصويت مجلس الشيوخ حول الموافقة على غزو أميركا للعراق، عندما تسلمت منصب سناتور ومثلت ولاية نيويورك عام 2002. وقد أقرت مرارًا بأن تصويتها بـ«نعم» كان «غلطة»، وهذه النقطة بالذات هي ما أدت على خسارتها أمام أوباما خلال الانتخابات الرئاسية 2008، وهي النقطة ذاتها التي يستخدمها الجمهوريون في هذه الانتخابات ضدها، بحجة أن غزو العراق هو ما ساعد على إحداث الفوضى في الشرق الأوسط وخلق تنظيمات متشددة مثل «داعش».
وقالت كلينتون المرشحة المحتملة للحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية إن المسلمين أشخاص مسالمون ومتسامحون ولا علاقة لهم بالإرهاب، وفق ما نقلته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية. وأضافت كلينتون خلال خطابها حول السياسة الخارجية في نيويورك أمس، أنها تتفق مع إصرار الرئيس الأميركي باراك أوباما على عدم إغلاق الولايات المتحدة الباب في وجه اللاجئين بعد هجمات باريس.
وردا على حالة الهوس المنتشرة في بعض الأوساط، والتي ترى أن الانتشار العالمي للإرهاب هو إحدى نتائج الدين الإسلامي، قالت كلينتون: «الإسلام في حد ذاته ليس خصمنا».
وأشارت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، والمرشحة بقوة للفوز في الانتخابات، إلى أن إلصاق الإرهابيين ممن نفذوا هجمات باريس بالدين الإسلامي يعطيهم أكثر مما يستحقون، كما أنه يفيد هؤلاء الإرهابيين من خلال استعداء شركاء تحتاجهم الولايات المتحدة إلى جانبها.
وقالت كلينتون إنها تدعم دعوة الرئيس الأميركي لفتح أبواب الولايات المتحدة أمام اللاجئين السوريين، قائلة إن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تدير ظهروها للمحتاجين.
وحذرت كلينتون من التمييز ضد المسلمين في قبول اللاجئين، مضيفة أن كثيرا من هؤلاء اللاجئين يفرون من نفس الإرهابيين الذين يهددون أمن الغرب.
وقالت كلينتون: «سيكون من السخرية القاسية أن يجبر (داعش) الأسر على الفرار من منازلهم، وأن يصبح سببا في منعهم من العثور على مأوى آخر». وأضافت: «يجب أن نكون صرحاء بشأن هذه الحقيقة، لكي ننجح في مواجهة (داعش) فإن الضربات الجوية يجب أن تكون متزامنة مع قوات برية تقوم فعليا باسترجاع المناطق التي يسيطر عليها (داعش)».