انطلاق مهرجان «ونس 2» لموسيقى الشعوب في القاهرة بمشاركة 8 فرق عالمية

«الموسيقى لغة البشر أينما كانوا».. تحت هذا الشعار انطلقت، أمس الخميس، فعاليات الدورة الثانية من مهرجان القاهرة الدولي لموسيقى الشعوب «ونس 2»، بمشاركة فرق أوروبية وأفريقية وخليجية وهندية ومصرية، والذي ينظمه مركز المصطبة للموسيقى الشعبية المصرية، ويحتضنه الحرم اليوناني «كريك كامبوس» بالجامعة الأميركية بالقاهرة.
وعلى مدار 3 أيام، يقدم المهرجان موسيقى مختلفة تخاطب وجدانك، وتخاطب عقلك، وحتى حواسك، فهي تعكس بحق وجدان الشعوب. ولا يتيح لك المهرجان الاستماع لألحان مغايرة فقط، بل والتعرف على آلات موسيقية مختلفة تعكس ثقافات متنوعة حول العالم. ويعد هذا هو المهرجان الوحيد في مصر الذي يقدم الموسيقى الشعبية العالمية.
تشارك في المهرجان فرقة «جامز» من مقاطعة ويلز ببريطانيا، حيث تقدم الفلكلور المميز لها، كما تشارك فرقة «سنيت» من إريتريا، والتي سوف تأتي إلى القاهرة بموسيقى قبائل إريتريا، ومعنى اسم الفرقة «سنيت» أي «الترابط»، ومن الريف الفلسطيني ومن قرية اسكاكا تحديدا تشارك فرقة «اسكاكا» محملة بالدبكات والأهازيج الشعبية الفلسطينية الأصلية، ومن أرض اللؤلؤ عمان يأتينا الشعر والسيف والأغاني والرقص في مزيج رائع تقدمه فرقة «بينونة» العمانية.
أما عشاق الموسيقى الشعبية المصرية المتنوعة بتنوع محافظاتها، فيتعرفون عن قرب على أنواع الموسيقى الشعبية المصرية، فمن بورسعيد تشارك فرقة «الطنبورة» التي تقدم أغاني البحر والبحارة ورقصات المراكبية والسمسمية الغنية عن التعريف، وفنون فيروزية من أرض الفيروز سيناء المميزة بفنونها البدوية التي تحترف تقديمها فرقة «الجركن» البدوية، ومن أقصى أعالي مصر يأتي الفن النوبي الراقي الذي يؤكد على تفرد مصر بالتنوع وارتباطها الثقافي والحضاري بأفريقيا، وفرقة «نوبانور» خير ممثل لهذا الفن، حيث تقدم مجموعة من أشهر الأغاني التراثية النوبية التي تعتمد على السلم الخماسي الموسيقي والتي تتقارب كثيرا مع موسيقى الجاز والسول الأميركية.
أما لعشاق الطبول والجنون وموسيقى الرانجو فتشارك من السودان فرقة «الرانجو» التي تقدم أشهر الإيقاعات والأغاني الراقصة على أقدم آلة شعبية موسيقية سودانية وهي آلة الرانجو.
وتعتبر آلة الرانجو من الآلات الموسيقية التي تنتمي إلى جنوب السودان، وهي ذات إيقاع منغم، وكانت تستخدم في طقوس «الزار»، إلا أنها أصبحت في حكم المنقرضة بعد وفاة كبار العازفين عليها، لكن أعاد إحياءها الفنان زكريا إبراهيم، الذي قام بالبحث عن عازفي الرانجو حتى توصل إلى آخر عازف «حسن برجمون»، الذي كان قد توقف عن العزف عليها واتجه إلى فرع آخر من الزار. ويعود الفضل إلى مركز المصطبة بالقاهرة في إعادة إحياء تلك الآلة بتكوين فرقة الرانجو التي اختلط بها التراث السوداني المرتبط بالزار وموسيقى اللون بمصر، وأصبحت موسيقى الرانجو تصدح في أفراح ومناسبات خاصة بالنوبيين المصريين والأفارقة المقيمين بمصر يرقصون ويغنون بمصاحبة موسيقاها الخاصة.
يشار إلى أن فرق «الطنبورة»، و«الجركن»، و«نوبانور»، و«الرانجو»، أثبتت جميعها وجودا متميزا على الساحة الدولية، وقدمت فقرات في مهرجانات موسيقية دولية حول العالم بداية من كندا حتى أستراليا ونيوزيلندا، مرورا بمعظم دول أوروبا، ولها جميعا ألبومات غنائية تم إنتاجها بالمملكة المتحدة.