مقتل «وزير إعلام داعش» في هيت والأنبار تطالب بغداد بزيادة تسليحها

جسر بديل على الفرات لتسهيل مهام القطاعات العسكرية

جنديان عراقيان يعدان قاذفي «آر بي جي» في حي السجارية أثناء معارك تحرير مركز الرمادي من مسلحي «داعش» (إ.ب.أ)
جنديان عراقيان يعدان قاذفي «آر بي جي» في حي السجارية أثناء معارك تحرير مركز الرمادي من مسلحي «داعش» (إ.ب.أ)
TT

مقتل «وزير إعلام داعش» في هيت والأنبار تطالب بغداد بزيادة تسليحها

جنديان عراقيان يعدان قاذفي «آر بي جي» في حي السجارية أثناء معارك تحرير مركز الرمادي من مسلحي «داعش» (إ.ب.أ)
جنديان عراقيان يعدان قاذفي «آر بي جي» في حي السجارية أثناء معارك تحرير مركز الرمادي من مسلحي «داعش» (إ.ب.أ)

مع التقدم الكبير الذي حققته القوات العراقية خلال عملياتها العسكرية لتحرير الرمادي، مركز محافظة الأنبار، طالب مجلسها الحكومة الاتحادية بزيادة تسليح وتجهيز القوات التي تقاتل تنظيم داعش في المحافظة.
وقال نائب رئيس مركز المحافظة فالح العيساوي إن على «بغداد مهمة النهوض بواقع قوات الأمن النظامية ومسلحي العشائر للبدء بعمليات عسكرية حقيقية في المحافظة». وأضاف أن شرطة الأنبار بدأت تتطور وتقوم بعمليات هجومية واعتراضية في جميع مناطق العمليات، رغم وجود معوقات كثيرة تؤخر تقدمها في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم.
في غضون ذلك، أعلن عضو اللجنة الأمنية في المجلس راجع بركات إن «القوات العراقية متمثلة بالجيش والشرطة الاتحادية وقوات مساندة لها، باتوا يسيطرون على ما نسبته 50 في المائة من المدينة».
من جانب آخر، أعلن رئيس اللجنة الأمنية في قضاء الخالدية إبراهيم الفهداوي عن مقتل قيادي بارز في «داعش» برفقة عدد من مرافقيه إثر ضربة جوية لطائرات التحالف الدولي. وقال إن «القيادي البارز في التنظيم الإرهابي المدعو سلام إسماعيل نجم، الذي كان يتولى منصب ما يُسمى بوزير الإعلام لدى التنظيم، مع مسلحين آخرين مرافقين له في قصف لطيران التحالف الدولي استهدف أحد معاقلهم في مدينة هيت غرب الرمادي».
إلى ذلك، قال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي إن «قواتنا وبمساندة طيران التحالف الدولي، تمكنت من تدمير وقصف 5 عجلات مفخخة يقودها انتحاريون حاولوا استهداف مواقع للجيش في منطقتي البوفراج، والبوذياب، شمال الرمادي».
وأضاف أن تلك العربات المفخخة «كانت مقبلة من داخل المدينة، وتمكّنا من تدميرها وقصفها بواسطة التحالف عن بعد، مما أسفر عن تفجيرها قبل وصول القطاعات العسكرية في المحور الشمالي، ووقعت اشتباكات أسفرت عن مقتل 37 من التنظيم، وإلحاق خسائر مادية بهم، فيما قتل أحد جنودنا، وأصيب 5 آخرون بجروح».
في خطوة جادة وفاعلة في الإسراع بتحرير وإغاثة سكان مدن محافظة الأنبار، أعلنت وزارة الإعمار والإسكان والبلديات والأشغال العامة العراقية، أن الملاكات الفنية والهندسية في دائرة الطرق والجسور، أحد تشكيلات الوزارة باشرت بإنشاء جسر بزيبز الحديدي على نهر الفرات.
وقال المكتب الإعلامي للوزارة إن «الجسر يعد من الجسور المهمة كونه يربط منطقة صدر اليوسفية بناحية عامرية الفلوجة، وأن الجسر العائم القديم لا يفي بالغرض من ناحية الحمولات وعبور المشاة». وأضاف أن «تكلفة تنفيذ المشروع تبلغ 4.686 مليار دينار، وبوشر العمل فيه بتهيئة الموقع ورفع العوارض وتجهيز الحديد مع دق 25 ركيزة من أصل 380 ركيزة».
وتابع أن «طول الجسر يبلغ 288 مترا وعرضه 9.5 متر، ويضم ممرًا لمرور المشاة بعرض متر لكلا الجانبين». وأشار إلى أن «هذا الجسر يخدم أهالي الرمادي، ويسهم في إيصال المواد التجارية والزراعية والصناعية، فضلاً عن تسهيل مهمة القطاعات العسكرية».
وكان عضو مجلس المحافظة يحيى المحمدي أكد أن «عدد الجسور المهمة والمعابر التي دمرها التنظيم في مناطق مختلفة في الأنبار هي 85 جسرًا حيويًا، تم تفجيرها بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة، لقطع إمدادات القوات الأمنية ولعزل المناطق التي يسيطر عليها عن مقار تلك القوات التي تعمل على تطهيرها خصوصًا في الرمادي والفلوجة والمدن الغربية للأنبار».
وفي سياق متصل، قال رئيس لجنة الإعمار في مجلس المحافظة المهندس أركان خلف الطرموز إن «البنى التحتية التي دمرت بسبب الهجمات الإرهابية في مدن الأنبار كان من بينها 85 جسرا حيويا، وأكثر من 60 مدرسة حديثة، فضلا عن تدمير معظم المشاريع الخدمية والمراكز الطبية والدوائر الحكومية وتفجير المراكز الأمنية، كما تم تدمير عشرات الأحياء السكنية بالكامل».



الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلنت الجماعة الحوثية في اليمن أنها ستكتفي، فقط، باستهداف السفن التابعة لإسرائيل خلال مرورها في البحر الأحمر، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلتها الجماعة، الأحد، إلى شركات الشحن وجهات أخرى.

ونقل ما يسمى بـ«مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، التابع للجماعة الحوثية، أن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، ستقتصر، فقط، على السفن المرتبطة بإسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.

وأضاف المركز، الذي كلفته الجماعة بالعمل حلقةَ وصل بينها وشركات الشحن التجاري، أنها توعدت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باستئناف الضربات على السفن التابعة لها في حال استمرار هذه الدول في هجماتها الجوية على المواقع التابعة لها والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وسبق للجماعة الحوثية تحذير الدول التي لديها وجود عسكري في البحر الأحمر من أي هجوم عليها خلال فترة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتوعدت في بيان عسكري، أنها ستواجه أي هجوم على مواقعها خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة، بعمليات عسكرية نوعية «بلا سقف أو خطوط حمراء».

لقطة أرشيفية لحاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان التي أعلن الحوثيون استهدافها 8 مرات (رويترز)

كما أعلنت الجماعة، الأحد، على لسان القيادي يحيى سريع، المتحدث العسكري باسمها، استهداف حاملة الطائرات أميركية هاري ترومان شمال البحر الأحمر بمسيرات وصواريخ لثامن مرة منذ قدومها إلى البحر الأحمر، بحسب سريع.

وسبق لسريع الإعلان عن تنفيذ هجوم على هدفين حيويين في مدينة إيلات جنوب إسرائيل، السبت الماضي، باستخدام صاروخين، بعد إعلان سابق باستهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي باعتراض صاروخين أُطْلِقا من اليمن.

موقف جديد منتظر

وفي وقت مبكر من صباح الأحد كشفت وسائل إعلام تابعة للجماعة الحوثية عن استقبال 4 غارات أميركية، في أول ساعات سريان «هدنة غزة» بين إسرائيل، و«حركة حماس».

ويتوقع أن تكون الضربات الأميركية إشارة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية ضد الجماعة الحوثية في سياق منعزل عن التطورات في غزة واتفاق الهدنة المعلن، بخلاف المساعي الحوثية لربط العمليات والمواجهات العسكرية في البحر الأحمر بما يجري في القطاع المحاصر.

ومن المنتظر أن تصدر الجماعة، الاثنين، بياناً عسكرياً، كما ورد على لسان سريع، وفي وسائل إعلام حوثية، بشأن قرارها اقتصار هجماتها على السفن التابعة لإسرائيل، والرد على الهجمات الأميركية البريطانية.

كما سيلقي زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خطاباً متلفزاً، بمناسبة بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وزعم سريع، السبت الماضي، وجود رغبة لدى الجماعة لوقف هجماتها على إسرائيل بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وإيقاف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر؛ إذا توقفت الولايات المتحدة وبريطانيا عن مهاجمة أهداف في اليمن.

كما أكّد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الأسبوع الماضي، أن الهجمات على إسرائيل ستعود في حال عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي تستهدف الجماعة الحوثية سفناً في البحر الأحمر بزعم تبعيتها لإسرائيل، حيث بدأت باحتجاز السفينة جالكسي ليدر التي ترفع علم جزر الباهاما في المياه الدولية، والتي لا تزال، وأفراد طاقمها البالغ عددهم 25 فرداً، قيد الاحتجاز لدى الجماعة.

السفينة «غالاكسي ليدر» التي تحتجزها الجماعة الحوثية منذ 14 شهراً (رويترز)

وأتبعت الجماعة ذلك بتوسع عملياتها لتشمل السفن البريطانية والأميركية، بصواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة في المياه القريبة من شواطئ اليمن بزعم دعم ومساند سكان قطاع غزة ضد الحرب الإسرائيلية.

وتسببت تلك الهجمات في تعطيل جزء كبير من حركة التجارة الدولية، وأجبرت شركات الشحن والملاحة على تغيير مسار السفن التابعة لها، واتخاذ مسار أطول حول جنوب قارة أفريقيا بدلاً من عبور قناة السويس.

وأدى كل ذلك إلى ارتفاع أسعار التأمين وتكاليف الشحن وزيادة مدد وصولها، وبث مخاوف من موجة تضخم عالمية جديدة.

لجوء إلى التخفي

ويلجأ قادة الجماعة إلى الانتقال من مقرات إقامتهم إلى مساكن جديدة، واستخدام وسائل تواصل بدائية بعد الاستغناء عن الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، رغم أنهم يحيطون أنفسهم، عادة، باحتياطات أمنية وإجراءات سرية كبيرة، حيث يجهل سكان مناطق سيطرتهم أين تقع منازل كبار القادة الحوثيين، ولا يعلمون شيئاً عن تحركاتهم.

أضرار بالقرب من تل أبيب نتيجة اعتراض صاروخ حوثي (غيتي)

وشهدت الفترة التي أعقبت انهيار نظام الأسد في دمشق زيادة ملحوظة في نقل أسلحة الجماعة إلى مواقع جديدة، وتكثيف عميات التجنيد واستحداث المواقع العسكرية، خصوصاً في محافظة الحديدة على البحر الأحمر.

كما كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، خلال الأيام الماضية أن الاتصالات بقيادة الصف الأول للجماعة المدعومة من إيران لم تعد ممكنة منذ مطلع الشهر الحالي على الأقل، نتيجة اختفائهم وإغلاق هواتفهم على أثر التهديدات الإسرائيلية.

وأنشأت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، تحالفاً عسكرياً تحت مسمى تحالف الازدهار، لمواجهة الهجمات الحوثية وحماية الملاحة الدولية، وفي يناير (كانون الثاني) الماضي بدأ التحالف هجماته على المواقع العسكرية للجماعة والمنشآت المستخدمة لإعداد وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

وأطلق الاتحاد الأوروبي، في فبراير (شباط) الماضي، قوة بحرية جديدة تحت مسمى «خطة أسبيدس»، لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وحدد مهامها بالعمل على طول خطوط الاتصال البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكذلك المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج، على أن يكون المقر في لاريسا اليونانية.

احتفالات حوثية في العاصمة صنعاء بوقف إطلاق النار في غزة (إعلام حوثي)

وتزامنت هجمات الجماعة الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر مع هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على مدن ومواقع إسرائيلية، ما دفع سلاح الجو الإسرائيلي للرد بضربات جوية متقطعة، 5 مرات، استهدف خلالها منشآت حيوية تحت سيطرة الجماعة.

وشملت الضربات الإسرائيلية ميناء الحديدة وخزانات وقود ومحطات كهرباء في العاصمة صنعاء.

ونظمت الجماعة الحوثية في العاصمة صنعاء، الأحد، عدداً من الاحتفالات بمناسبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رفعت خلالها شعارات ادعت فيها أن عملياتها العسكرية في البحر الأحمر وهجماتها الصاروخية على الدولة العبرية، أسهمت في إجبارها على القبول بالهدنة والانسحاب من القطاع.

وتأتي هذه الاحتفالات مترافقة مع مخاوف قادة الجماعة من استهدافهم بعمليات اغتيال كما جرى مع قادة «حزب الله» اللبناني خلال العام الماضي، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافهم، وسط توقعات بإصابة قادة عسكريين كبار خلال الضربات الأميركية الأخيرة في صنعاء.