فلسفة مارتن أونيل مع منتخب آيرلندا

فلسفة مارتن أونيل مع منتخب آيرلندا
TT

فلسفة مارتن أونيل مع منتخب آيرلندا

فلسفة مارتن أونيل مع منتخب آيرلندا

لا بد أن عاشقي كرة القدم في البوسنة والهرسك تخوفوا من عودة الآيرلندي جون والترز، الذي يعد أشبه بالتعويذة السحرية لخصومه الرياضيين، في مباراة الإياب بالمحلق المؤهل لبطولة أمم أوروبا 2016، وتحقق ما كانوا يخشونه بإحراز والترز هدفين ضمنا لبلاده التأهل.
الملاحظ أن غالبية التعليقات السابقة لهذه المباراة عكست المعضلة التي يواجهها الكثير من اللاعبين والمشجعين داخل الكثير من الدول الصغيرة خلال مباريات الملحق الفاصل. في اللقاء الأخير الذي خاضه المنتخب الآيرلندي على أرضه في مرحلة تصفيات المجموعات أمام نظيره الألماني الحائز لبطولة العالم، والمستوى الرائع الذي قدمه الفريق الآيرلندي، وما أعقب ذلك بتسجيل روبي برادي هدفا في لقاء الذهاب أمام البوسنة الذي انتهى بالتعادل، جعل فكرة الفوز في لقاء الإياب الحاسم سهلة وأثارت شعورًا كبيرًا بالتوتر لدى المنافس.
لقد عمل مارتن أونيل مدرب آيرلندا على إضفاء قدر من الوضوح على التوجه الذي يتبعه فريقه، مشددًا بصورة مسبقة على عزم فريقه على الهجوم بدلا من انتظار فرصة ذهبية لتسجيل هدف. وكان الجميع على علم بأن البوسنة تميل للاستحواذ على الكرة لفترات طويلة. لذا، توقع الجميع أن يكون التماسك هو العنصر الحاسم في المباراة، وهو السمة التي تميز بها أداء فريق أونيل على مدى عامين تحت قيادته، وتجسد ذلك بهدفي جون والترز.
منذ أربع سنوات، وخلال لقاء مع استونيا، كان لقرار جيوفاني تراباتوني، المدير الفني السابق لآيرلندا، بإشراك مهاجم ستوك سيتي منذ بداية المباراة وقع المفاجأة. وبالفعل، نجح والترز في تقديم أداء جيد في تلك المباراة، وتمكن من تسجيل هدف. ومنذ ذلك الحين، وفي ظل قيادة أونيل، تحول والترز لتجسيد أسلوب اللعب المميز لبلاده بوجه عام.
أما الوصف المناسب تمامًا للفريق الآيرلندي عامة، ووالترز خاصة، فهو أنهم نشيطون على نحو معدٍ. والملاحظ في أداء والترز بالفعل أنه يصول ويجول بأرجاء الملعب من دون هوادة، ليثير رعب مدافعي الخصم ويبث الحماس والإلهام في نفوس زملائه. ولا بد أن الدفاع البوسني، الذي بدا متوترًا خلال الشوط الأول من المباراة، قد شعر بالخوف تجاه عودة والترز بقدر ما كان الآيرلنديون متلهفين إليها.
من جهته، يدرك حارس البوسنة أسمير بيغوفيتش، المحترف في تشيلسي الإنجليزي، جيدًا قدرات والترز. وعندما سئل من قبل بخصوص ما يتوقعه من المهاجم الذي اعتاد اللعب معه داخل ستوك سيتي، اكتفى حارس المرمى بالرد بابتسامة متكلفة، كما لو أنه تذكر المواقف الطريفة التي اشتهر بها والترز داخل غرفة الملابس. وكانت مواجهتهما بعد قرار الحكم بيورن كيوبرز باحتساب ركلة جزاء في الدقيقة الـ24 مذهلة.
المبهر في أداء والترز أنه بينما ينجح في تشتيت انتباه لاعبي دفاع الخصم، فإنه يبدو قادرًا على الحفاظ على هدوئه وتركيزه. وقد تجلى ذلك من جديد في اللمسة الذكية التي أضافها من خلال دفعه لحارس المرمى نحو ارتكاب خطأ. أما بيغوفيتش فكان صاحب الأداء الأفضل في البوسنة، ونجح بالفعل في إنقاذ فريقه مرات عدة بانقضاضه على الكرة.
الملاحظ أن الكثير من هجمات آيرلندا جاءت من خلال برادي وجيف هندريك، وهما لاعبان يتعاونان داخل الملعب منذ أن كانا في الـ12 من العمر في نادي سانت كيفين شمال دبلن. والمؤكد أن تألقهما وتحولهما إلى لاعبين محترفين على الساحة الدولية من الثمار الإيجابية لهذه المسابقة.
من ناحيته، استغل هندريك، الذي من بين إسهاماته معاونته في تسجيل هدفين في مرمى ألمانيا، الثقة التي اكتسبها من أدائه مع فريق بلاده في تعزيز وضعه داخل ناديه ديربي كاونتي. يذكر أن برادي عاد للعب في مركز الظهير الأيسر الذي قدم من خلاله أداء رائعًا.
وتعاون برادي ووالترز على تسجيل الهدف الذي أكسب الفريق فوزًا مستحقًا على البوسنة. والآن، أصبح برادي لاعبا دوليا معروفا بقدرته على تسجيل الأهداف، وتجاوزت قيمته 10 ملايين دولار.
أما لاعب خط الوسط جيمس مكارثي، الذي نجح تدريجيًا في إجبار منتقديه على الصمت، فكان من الأسباب الرئيسية وراء إخفاق البوسنة في نشر قوتها الهجومية الفتاكة مع فرض آيرلندا رقابة وثيقة على كل من المهاجمين دزيكو وميراليم بيانيتش. ومن أجل هذا أيضا، يستحق أونيل وفريقه الإشادة.



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.