إقامة منطقة تجارة حرة بين دول الخليج والهند

المنتدى الخليجي ـ الهندي يشدد على أهمية تطوير الاستثمارات المشتركة

إقامة منطقة تجارة حرة بين دول الخليج والهند
TT

إقامة منطقة تجارة حرة بين دول الخليج والهند

إقامة منطقة تجارة حرة بين دول الخليج والهند

ركز المنتدى الرابع لأصحاب الأعمال الخليجيين ونظرائهم من الهند، أمس، على أن إقرار الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي إقامة منطقة تجارة حرة بين دول الخليج والهند الذي كُشف عنه أمس في المنتدى، من شأنه المساهمة في تطوير الاستثمارات الخليجية - الهندية المشتركة.
وشدد المنتدى الذي شهدته مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ على أهمية تطوير الاستثمارات الخليجية في الهند، فضلا عن استغلال الفرص المتاحة لتحقيق المزيد من الاستثمارات، وإيجاد علاقات تجارية وصناعية ثابتة ومتطورة بين الجانبين الخليجي والهندي، بما يضمن ارتفاع حجم التبادل التجاري إلى أكثر من 40 مليار دولار سنويا.
وأكد الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة السعودي، عمق التواصل والعمل المثمر الخليجي لتحقيق المزيد من التطور والنمو في مختلف المجالات، مثنيًا على روح العلاقات القائمة بين دول مجلس التعاون الخليجي والهند، كونها تقوم على وشائج المحبة والصداقة والمصالح المشتركة والتبادل الثقافي والتجاري.
وشدد لدى رعايته المنتدى في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ، أمس، على التقارب في الحضارات بين المنطقتين، مشيرًا إلى تأثر العرب منذ قديم الزمان بالحضارة الهندية من خلال التبادل التجاري وتأثر الهند في المقابل بالحضارة الإسلامية التي أقامت آثارًا وصروحًا أصبحت خالدة، لتصبح الثقافة الهندية مختلطة اختلاطًا وثيقًا بالثقافة العربية الإسلامية.
ونوه الربيعة بتطور حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون الخليجي والهند الذي ينمو بشكل مستمر يدل على عمق العلاقات التجارية بين الطرفين، حيث حقق زيادة ملحوظة خلال الأعوام الماضية، ووصل في عام 2014 إلى 150 مليار دولار، وبلغت الصادرات الخليجية للهند 95 مليار دولار أميركي، والواردات الخليجية من الهند في نفس العام نحو 55 مليار دولار.
وقال وزير التجارة والصناعة السعودي: «بلغ التبادل التجاري بين السعودية والهند، في عام 2014، نحو 40 مليار دولار، كانت صادرات السعودية منها للهند ما يزيد على 33 مليار دولار، ووارداتها من الهند نحو 7 مليارات دولار، وعلى الرغم من النمو الواضح في التبادل التجاري فإنه يعتبر متواضعًا إذا ما قورن بإمكانات وقدرات دول مجلس التعاون الخليجي والهند، وهذا ما يدعونا جميعًا إلى العمل على تفعيل دور مجالس الأعمال في دول الخليج والهند، لخدمة المصالح المشتركة وتحقيق تطلعات قادة وشعوب البلدان الصديقة».
ودعا وزير التجارة والصناعة، أصحاب الأعمال لتكثيف الزيارات المتبادلة، وتذليل كل العقبات التي تحول دون تحقيق ذلك، والاهتمام ببرامج التدريب ونقل التقنية وتشجيع الصادرات وتبادل المعلومات وإقامة المعارض والندوات والمؤتمرات وورش العمل بين دول مجلس التعاون الخليجي من جهة، والهند من جهة أخرى.
وشدد على أن انعقاد المنتدى الخليجي لأصحاب الأعمال الخليجيين ونظرائهم من الهند في دورته الرابعة وما اشتمل عليه جدول أعماله من موضوعات مهمة فرصة مواتية لإرساء أسس تعاون أوثق تتميز بالكفاءة والشمولية لمختلف الجوانب الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والعلمية ويحقق تبادل المنافع وخدمة المصالح المشتركة بصورة متوازنة.
من جهته، تطرق ريحان مبارك فايز ريحان، رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية في أمانة دول مجلس التعاون الخليجي، إلى الروابط التاريخية بين دول مجلس التعاون والهند، مشيرًا إلى المتغيرات السياسية والأمنية المتسارعة، مؤكدًا العمل بجد على تقوية تلك الروابط وتعزيزها، بما يؤدي إلى خدمة المصالح المشتركة، في ظل ما توليه دول مجلس التعاون من اهتمام وتنسيق وتكامل وترابط فيما بينها في المجالات كافة.



من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.