الأمم المتحدة: الجهود جارية لعقد {جنيف 2} اليمنية وترجيحات لإعلان موعدها الأسبوع المقبل

السفير اليماني: أمام الحوثيين الانخراط في المحادثات أو مواجهة الحرب

الأمم المتحدة: الجهود جارية لعقد {جنيف 2} اليمنية وترجيحات لإعلان موعدها الأسبوع المقبل
TT

الأمم المتحدة: الجهود جارية لعقد {جنيف 2} اليمنية وترجيحات لإعلان موعدها الأسبوع المقبل

الأمم المتحدة: الجهود جارية لعقد {جنيف 2} اليمنية وترجيحات لإعلان موعدها الأسبوع المقبل

كشف مسؤولون بالأمم المتحدة بنيويورك أن المساعي لعقد محادثات السلام بين الحكومة اليمنية وبين جماعة الحوثيين وأنصار صالح ما زالت مستمرة، وأن الآمال لجلب الأطراف إلى مائدة المحادثات للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في اليمن ما زالت قائمة، رغم التقارير التي أشارت إلى محاولات الانقلابيين الحوثيين المراوغة وفرض شروط مقابل مشاركتهم في محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة. وتأتي تلك التأكيدات فيما تتقدم قوات التحالف وقوات الجيش اليمني وقوات المقاومة الشعبية في تحرير مدينة تعز من قبضة الحوثيين. وقال دبلوماسي عربي بالأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط» إن المباحثات جارية للاتفاق حول الموضوعات التي ستتم مناقشتها في إطار قرار مجلس الأمن الدولي 2216 الذي يقضي بانسحاب الحوثيين من المدن التي استولوا عليها وتسليم أسلحتهم، ثم التباحث حول التوصل إلى اتفاق للموعد المحدد للمحادثات، ومكان انعقادها.
وأوضح المسؤول أنه من المرتقب الإعلان عن موعد للمحادثات فور عودة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى نيويورك خلال الأسبوع المقبل.
وأكد فرحان حق، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، لـ«الشرق الأوسط» أن المبعوث الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ مستمر في جهوده لجلب كافة الأطراف معا إلى مائدة الحوار لعقد محادثات مباشرة.
وقد شهدت الأيام الماضية محاولات حوثية لإفشال محادثات السلام في جنيف، والمطالبة بفرض وثيقة مسقط وبنوده السبعة كأساس للمحادثات المقبلة.
وقد وجه المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد تحذيرات واضحة للحوثيين من مغبة العمل لإفشال مساعي إقامة محادثات السلام، وشدد على أن المجتمع الدولي لن يقبل بالتسويف في عقد تلك المحادثات وسينظر المجتمع الدولي إلى الحوثيين باعتبارهم الطرف المعطل والمعرقل للسلام.
وأشارت تقارير صحافية إلى إعلان جماعة الحوثي مشاركتها في محادثات جنيف لكن المسؤولين في الأمم المتحدة أوضحوا أنه لم يتقدم الحوثيون حتى الآن بقائمة المشاركين والمفاوضين في المحادثات. ولم يتحرك الحوثيون باتجاه تشكيل أعضاء اللجنة الفنية التي تتشاور حول القضايا الرئيسية في المحادثات وأجندة الاجتماعات. ولمح مسؤول دبلوماسي رفيع بالأمم المتحدة إلى انقسامات وخلافات بين الحوثيين حول اختيار الشخصيات وعدد المشاركين في المحادثات.
من جانبه، أشاد خالد اليماني سفير اليمن لدى الأمم المتحدة بالجهود الجارية لتحرير مدينة تعز من أيدي الحوثيين، مشيرا إلى أن تحرير المدينة سيرفع المعاناة عن أربعة ملايين يمني يعيشون بتعز وسيسهل توصيل المساعدات الإنسانية إليهم.
وقال اليماني في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن «أمام الحوثيين مسارين في ظل الوضع الراهن إما الإذعان للمطالبات الدولية بالانخراط في محادثات سلام دون شروط مسبقة وقبول تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 بما يتضمنه من انسحاب من الأراضي وتسليم الأسلحة، وإما مواجهة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، ومطاردتهم حتى يتم تحرير كافة المدن اليمنية من قبضتهم».
وأكد اليماني على مساندة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لدفع جهود القيام بعملية سياسية عبر المفاوضات والانخراط بجدية في التفاوض بين كافة الأطراف وقال: «المواقف الدولية مساندة بقوة لعملية سياسية يتم التفاوض عليها خلال المحادثات وقد أبدت الحكومة اليمنية انفتاحا واستعدادا كبيرا للمشاركة في المحادثات بما يؤدي إلى حل تحقيق السلام وفقا للقرار 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني ولا يبقى الآن سوى قبول الطرف الانقلابي لأن الكرة الآن في ملعب الحوثيين».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.