إلغاء مباراة لكرة القدم في ألمانيا بسبب تحذيرات بوجود قنبلة

الشرطة الألمانية أخلت الملعب من الجماهير قبل 90 دقيقة من إنطلاقاتها

رجل أمن ألماني يحمل سلاحه في حالة استعداد خارج ملعب كرة قدم في هانوفر في أعقاب تحذير من وجود قنبلة (رويترز)
رجل أمن ألماني يحمل سلاحه في حالة استعداد خارج ملعب كرة قدم في هانوفر في أعقاب تحذير من وجود قنبلة (رويترز)
TT

إلغاء مباراة لكرة القدم في ألمانيا بسبب تحذيرات بوجود قنبلة

رجل أمن ألماني يحمل سلاحه في حالة استعداد خارج ملعب كرة قدم في هانوفر في أعقاب تحذير من وجود قنبلة (رويترز)
رجل أمن ألماني يحمل سلاحه في حالة استعداد خارج ملعب كرة قدم في هانوفر في أعقاب تحذير من وجود قنبلة (رويترز)

أجلت قوات الأمن الألمانية أمس الجماهير من داخل ملعب لكرة القدم بسبب وجود تحذيرات بوجود قنبلة؛ إذ قالت مصادر أمنية ألمانية أمس إن السبب وراء إلغاء مباراة كرة القدم الودية الدولية، التي كانت ستجمع بين المنتخبين الألماني والهولندي، قبل أقل من 90 دقيقة على انطلاقها في هانوفر، يرجع إلى تلقي تحذيرات بشأن إمكانية وقوع هجمات تستهدف المباراة.
وقال فولكر كلوفه، رئيس شرطة هانوفر: «لقد كانت لدينا تحذيرات قوية بأن شخصا ما في الملعب يريد تفجير قنابل»، فيما قالت مصادر أمنية إن التحذيرات كانت كافية للتعامل معها على نحو جدي.
وكان من المقرر أن تقام المباراة بعد أربعة أيام فقط من الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها باريس، وسط إجراءات أمنية مشددة، لكن تم إلغاؤها.
وعاش المنتخب الألماني أوضاعا كارثية خلال المباراة الودية التي جمعته يوم الجمعة الماضي بمضيفه الفرنسي على ملعب «دو فرنس»، حين فجر بعض الانتحاريين، وكانوا يرتدون أحزمة ناسفة، أنفسهم خارج الملعب.
وقالت السلطات الأمنية إن وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير والسلطات الأمنية في ولاية ساكسونيا السفلى حيث تقع هانوفر، أعلنوا عن عقد مؤتمر صحافي في وقت لاحق من مساء أمس للكشف عن تفاصيل ما حدث.
وكان من المقرر أن تحضر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعدد من الوزراء بالحكومة الألمانية المباراة. ونتيجة لذلك تم فرض طوق أمني حول الملعب لمدة نصف ساعة في وقت سابق مساء أمس، وذلك بعد اكتشاف حقيبة مشبوهة، كما أغلقت بعض الشوارع في المنطقة المحيطة بالملعب قبل أن تعلن الشرطة عن عدم وجود متفجرات بالحقيبة.
وطلب رجال الأمن من الجماهير التي بدأت تملأ ملعب «إتش دي اي» لمتابعة المباراة، مغادرة الملعب بشكل منظم بعد إلغاء المباراة، فيما قالت الشرطة عبر الإذاعة الداخلية للملعب: «السيدات والسادة، أصدقاءنا الأعزاء، نأسف.. لكن تم إلغاء المباراة قبل فترة قصيرة.. رجاء احتفظوا بالهدوء، ولا يوجد خطر وشيك أو أي شيء آخر. رجاء عودوا إلى بيوتكم بشكل طبيعي». وشهدت عملية تأمين المباراة وجود قوات شرطة إضافية، والكثير من الأفراد المسلحين بالأسلحة المتطورة وسط إجراءات أمنية مشددة.
وكان الاتحاد الألماني للعبة قد درس إلغاء المباراة بعد سلسلة الهجمات الإرهابية التي شهدتها باريس مساء الجمعة الماضي بالتزامن مع مباراة المنتخبين الألماني والفرنسي الودية على ملعب «استاد دو فرنس». ولكن الاتحاد الألماني ومسؤولي المنتخب الألماني اتفقوا على إقامة المباراة تضامنا مع فرنسا وأقارب ضحايا هجمات باريس.
وكان الفريق الألماني في طريقه من الفندق إلى الاستاد قبل أن يعود مجددا من حيث أتى بعد إبلاغه بإلغاء المباراة.
وهذه هي ثاني مباراة يتم إلغاؤها منذ وقوع تفجيرات باريس، بعد إلغاء مباراة المنتخب البلجيكي مع ضيفه الإسباني التي كان مقررا لها أمس أيضا.



مخاوف من تفاقم الأزمة في جورجيا مع انتخاب كافيلاشفيلي المناهض لأوروبا رئيساً

ميخائيل كافيلاشفيلي يتلقى التهنئة في البرلمان بعد انتخابه رئيساً لجورجيا (رويترز)
ميخائيل كافيلاشفيلي يتلقى التهنئة في البرلمان بعد انتخابه رئيساً لجورجيا (رويترز)
TT

مخاوف من تفاقم الأزمة في جورجيا مع انتخاب كافيلاشفيلي المناهض لأوروبا رئيساً

ميخائيل كافيلاشفيلي يتلقى التهنئة في البرلمان بعد انتخابه رئيساً لجورجيا (رويترز)
ميخائيل كافيلاشفيلي يتلقى التهنئة في البرلمان بعد انتخابه رئيساً لجورجيا (رويترز)

قد تتفاقم الأزمة في جورجيا، اليوم السبت، مع انتخاب نواب حزب «الحلم الجورجي» اليميني المتطرف الحاكم مرشّحه لاعب كرة القدم السابق ميخائيل كافيلاشفيلي رئيساً، وهو شخصية موالية للحكومة التي تواجه تظاهرات مؤيدة للاتحاد الأوروبي.

وأعلن رئيس اللجنة المركزية للانتخابات جيورجي كالانداريشفيلي أنّ الهيئة الانتخابية التي يسيطر عليها حزب «الحلم الجورجي» الحاكم والتي قاطعتها المعارضة، انتخبت ميخائيل كافيلاشفيلي بـ224 صوتا كرئيس جديد للبلاد لمدة خمس سنوات. وهذا ما سيسبّب مشكلة مع الرئيسة المنتهية ولايتها سالومي زورابيشفيلي المؤيدة لأوروبا.

ونُظّمت تظاهرة حاشدة صباح السبت أمام البرلمان حيث أُجريت الانتخابات الرئاسية التي قاطعتها المعارضة.

متظاهرون خارج مبنى البرلمان في العاصمة الجورجية تبيليسي (أ.ب)

وكان كافيلاشفيلي، المعروف بتهجّمه اللاذع على منتقدي الحكومة، المرشح الرئاسي الوحيد رسميا لأن المعارضة رفضت المشاركة في البرلمان بعد الانتخابات التشريعية التي أجريت في أكتوبر (تشرين الأول) وشُككت في نتيجتها، ولم ترشحّ أحدا لمنصب الرئيس.

ويتّهم المتظاهرون كافيلاشفيلي البالغ 53 عاما، بأنه دمية بين يدَي الملياردير بدزينا إيفانيشفيلي الذي جمع ثروته في روسيا وأسس حزب «الحلم الجورجي» ويحكم جورجيا من الكواليس منذ العام 2012.

وتتخبّط الدولة القوقازية في أزمة منذ الانتخابات التشريعية التي جرت في 26 أكتوبر وفاز بها حزب «الحلم الجورجي» الحاكم وطعنت بنتائجها المعارضة المؤيدة لأوروبا. وفي نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، أصدرت الحكومة قرارا أرجأت بموجبه إلى العام 2028 بدء المساعي لانضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي، وهو هدف منصوص عليه في الدستور.

واثار هذا القرار احتجاجات شعبية نظمها المؤيدون لأوروبا تخللتها صدامات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن.

ومنذ صدور القرار تشهد جورجيا كل مساء تظاهرات احتجاجية تفرّقها الشرطة باستخدام خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع، ويردّ عليها المتظاهرون برشق عناصر الشرطة بالحجارة والألعاب النارية.

ويقول المتظاهرون إنّهم ماضون في احتجاجاتهم حتى تراجع الحكومة عن قرارها.

وللمرة الأولى منذ بدأت هذه الاحتجاجات، سارت في تبليسي الجمعة تظاهرة نهارية نظّمتها هذه التظاهرة الحاشدة قطاعات مهنية.

ودعت المعارضة التي تتّهم الحكومة باتباع نهج استبدادي موال لروسيا إلى عشرات التجمعات الاحتجاجية في العاصمة تبليسي مساء الجمعة.

الرئيسة المنتهية ولايتها سالومي زورابيشفيلي بين مؤيدين في العاصمة الجورجية (أ.ب)

* الرئيسة المنتهية ولايتها

وكانت الرئيسة المنتهية ولايتها سالومي زورابيشفيلي التي تتمتع بسلطات محدودة لكنّها على خلاف مع الحكومة وتدعم المتظاهرين، قد أعلنت أنها لن تتخلى عن منصبها إلى حين تنظيم انتخابات تشريعية جديدة.

وخلال مؤتمر صحافي عقدته الجمعة، قالت زورابيشفيلي إنّ الانتخابات الرئاسية المقررة السبت ستكون «غير دستورية وغير شرعية».

في جورجيا، صلاحيات رئيس الدولة محدودة ورمزية. لكن ذلك لم يمنع زورابيشفيلي المولودة في فرنسا والبالغة 72 عاما، من أن تصبح أحد أصوات المعارضة المؤيدة لأوروبا.

ومساء الجمعة، جرت التظاهرة أمام البرلمان في تبليسي من دون اضطرابات، على عكس الاحتجاجات السابقة التي تخللتها اشتباكات عنيفة منذ انطلقت في 28 نوفمبر.

وأوقفت السلطات خلال الاحتجاجات أكثر من 400 شخص، بحسب الأرقام الرسمية.

أوروبياً، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في رسالة مصورة إنّ فرنسا تقف بجانب «أصدقائها الجورجيين الأعزاء» في «تطلعاتهم الأوروبية والديموقراطية».

علم الاتحاد الأوروبي يتصدر مسيرة احتجاجية في تبيليسي (أ.ف.ب)

* تهديد الديمقراطية

في المقابل، حمّل «الحلم الجورجي» المتظاهرين والمعارضة المسؤولية عن أعمال العنف، مشيرا إلى أنّ التظاهرات كانت أكثر هدوءا منذ أيام، وأنّ الشرطة ضبطت كميات كبيرة من الألعاب النارية.

وأعلنت واشنطن الجمعة أنّها فرضت على حوالى 20 شخصا في جورجيا، بينهم وزراء وبرلمانيون، حظر تأشيرات متّهمين بـ«تقويض الديمقراطية».

وحتى قبل أن يُصبح كافيلاشفيلي رئيسا، شكك خبراء في القانون الدستوري في شرعية انتخابه، ومن بينهم أحد واضعي الدستور، فاختانغ خمالادزيه.

ويقول هذا الخبير الدستوري إنّ سبب التشكيك هو أنّ البرلمان صادق على انتخاب النواب خلافا للقانون الذي يقضي بانتظار قرار المحكمة بشأن طلب الرئيسة زورابيشفيلي إلغاء نتائج انتخابات أكتوبر.

وأضاف خمالادزيه لوكالة الصحافة الفرنسية أنّ «جورجيا تواجه أزمة دستورية غير مسبوقة»، مشددا على أنّ «البلاد تجد نفسها من دون برلمان أو سلطة تنفيذية شرعيين، والرئيس المقبل سيكون غير شرعي أيضا».